ندفن نفاياتهم بصدورنا ونعطيهم ثمنا لذلك

شبعاد جبار

shabad_5@hotmail.com

يبدو ان الحكومة غارقة في مسألة اقامة الولائم وتقسيم الغنائم وذلك في نظرها اهم بكثير من ان تنظر الى تافه الامور وما تافه الامور بنظرها الا البيئة ومشاكلها الكثيرة والخطيرة التي يبدو انه ليس هناك ايضا من جهود تبذل حتى من المنظمات المدنية وحقوق الانسان ومناصري البيئة في سبيل توعية اهلينا من مخاطر الاشعاع وما يسببه من امراض سرطانية وتسمم وارشادهم وتوجيههم لكيفية الوقاية وعدم التواجد في الاماكن الخطرة حتى يقوموا بدورهم في تحذير ابناءهم من مغبة اللعب والاختباء في الاليات المدمرة والذي يكثر انتشارها في شوارعنا ومحلات سكنانا. ويبدو ان وزارة البيئة لاحول لها ولا قوة سوى اقامة المؤتمرات(للنخبة) وصرف المليارات واللعب بالدولارات دون ان تتعب نفسها في توجيه معلومة ارشادية واضحة وحقيقية عن ضرورة الابتعاد عن اماكن القصف الشديد او الاليات المحطمة ل \"احتمال كونها مشعة \" وهكذ اعزائي الاباء اعزائي المواطنين ادعوكم بحرارة ان توعوا انفسكم بانفسكم وان تبحثوا في كل قنوات المعرفة التي تصلون اليها عما يسمى باليورانيوم المنضب وعن كيفية توخي الحذر والابتعاد عن مناطق تواجده وانقلوا ما تعرفونه الى جيرانكم واخوانكم واخواتكم والاهم اولادكم هذا الجيل الذي هو امتدادكم على هذه الارض فهل ترضون له ان يولد مشوها معاقا مبتور اليد او مجدوع الانف وان ولد معافى من كل هذا وذاك من يضمن سلامته من عدم الاصابة بالامراض السرطانية الغريبة اخواني تتبعوا بعض الذي اكتبه عن اليورانيوم لن ادخل بتعقيدات هذه المادة الكيميائية المشعة والتي تسبب لكم الملل ولكني ساذكر لكم بعض الحقائق عن كيف يتعاملون ا\" الناس\" معه حيث ان كثيرا من اهلنا في العراق يتركون اولادهم يسرحون ويمرحون في مناطق يفترض ان تكون مغلقة لانها ضربت بشكل مكثف بذخائر اليورانيوم المنضب كما ان بعضهم يحاول الاستيلاء على بعض الاليات المحطمة واقتطاع اجزاءها وخزنها معهم في بيوتهم وهي اليات اصبحت ملوثة نتيجة ضربها بهذا النوع من الذخائر وللاسف يحتفظ البعض الاخر بشظايا وقطع محطمة في بيوتهم ومكاتبهم للذكرى وما هي الى تذكرة سفر الى الالام والمعاناة.ا وفي الوقت الذي يتخذ فيه جنود قوات التحالف التدابير الوقائية اللازمة ويتجنبون المواقع المضروبة بهذه الذخائر لم يتم تحذير الاهالي من اضرارها وعدم الاقتراب منهاولم تنشر اي معلومة\"وهم المتفننون في طرق ايصال المعلومات لمن يريدون\" التي تكفل على الاقل تحذير الاهالي لاولادهم بعدم اتخاذ الاليات المحطمة كاماكن للعب بديلا عن العاب والت ديزني.ا
لقد كان يطلب من الجنود المشاركين بالحرب الابتعاد عن اي هدف يقصفونه بهذه القذائف تفاديا لخطر الاصابة بالسرطان او التسمم الكيماوي فيما لو استنشقوا غبار اوكسيد اليورانيوم المشع السام والذي يمكن ان ينتقل الى مسافات كبيرة مع الهواء والعواصف الرملية.ا ان ظهور الامراض السرطانية المتنوعة وزيادة نسبتها وظهور التشوهات الخلقية والعيوب في الولادات الجديدة بعد حرب الخليج الاولى ولحد الان وافراغ مئات الاطنان من المتفجرات على ارض العراق كل هذا يؤكد اننا معرضون الى خطر الاشعاع بصورة كبيرة فهل من اجراء.ا اما الاجراءات التي اتخذتها امريكا في مثل هذا الشان اليك هذا المثل :هناك ست اليات قصفت في حرب الخليج الاولى بنيران صديقة \"يعرفون المعادية مابيها اشعاع\"اعتبرت ملوثة ومنع اعادتها الى الولايات المتحدة ودفنت بالصحراء العربية\"مزبلة اللي خلفهم\". كما تم جمع الاليات العراقية التي دمرت باليورانيوم المستنفذ او المنضب في مدافن صحراوية وجرى عمليات تنظيف للطبقات السطحية كاجراء قامت به السلطات في الكويت.ا اما طرق التخلص من اليورانيوم المستنفذ والتي تعتبر نفايات نووية فهناك قوانين صارمة جدا في كل الدول الاوربية وامريكا نفسها تجبر الجهات المختصة اتباعها ويجري مراقبة كل ذلك بما يضمن عدم تسرب هذه النفايات لاالى المياة السطحية او الجوفية او التربة وطبعا كل هذا من اجل منعها من الوصول في النهاية الى الانسان فتغلف الفضلات في عبوات سيراميكية وتعزل بطبقات بلاستيكية متعددة وتدفن على اعماق بعيدة في الصخور الصلبة المستقرة التي لاتتعرض الى زلازل او اهتزازات ولكم ان تتخيلوا كلفة كل ذلك وعليكم ان تقارنوها بالطريقة المتبعة في العراق .. نحن ندفن نفاياتهم بصدورنا ونعطيهم ثمن لذلك !!أ

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com