|
كل يوم يمضي من ايام العراق تبرز فصول كثيرة من فصول الدم والتهورالاجرامي بحق النفس الانسانية التي كرمها الله وجعل قدسيتها اعظم من قدسية الكعبة المشرفة. ويشاهد العرب قبل غيرهم كم هي عظيمة مأسات هذا الوطن واهله وترابه وهوائه ومائه ورغم انهم يفقهون لغة الحديث المأساوي المسرود قبل غيرهم من ذوي العجمة البعيدة والقريبة , ولكنهم يصرون على ان عهد الطغاة كان عهد رخاء وعهد قيادة حكيمة تزعمها قائد فذ كما يقولون في كل مستنقع ومجرى فسق وفجور. بالنسبة لي لن يهمني رأيهم ولن يهمني من الاصل خزيهم فذلك اختيارهم وهم احرار فيما يعشقون , والذي يهمني هو شعبي العريق والذي يهمني هو ابن الشهيد وامه واخاه واخته وابيه والنخلة الشامخة وجبالنا الشم, ذلك هو قلبي النابض وتلكم هم من اذا ماخيرت بين كل التيجان العربية ومن يلعق في فضلاتها من شرذمة القطعان وبين تراب ارجلهم لاخترت التراب وباقي القطعان خراب. لن تكون محاكمة الجرذ البائد هي محاكمة جريمة واحدة او كما ينساق وراء هذا المنطق السخيف بعض اغبياء العهر العروبي المدافعين عن خربة عهد باد مهموما بعد ان ساد داميا وفق شرعة الاوغاد , فالمحكمة حينما بدأت انما هي انطلاقة محاكمة الشهداء لجلادي عهود سادت في غمارها اقسى صور البطش الدموي السادي القذر بحق ابرياء ما كان لهم ذنب سوى انهم قالوا لهذا المسخ والله لانعطيك بايدينا اعطاء الذليل ولانقر لك اقرار العبيد , والدليل على ما اقول هو ان هذا الطاغية كان يغدق ويغني كل ناعق بمجرد ان يمتدحه ببيت شعر او قصة تمجيد او مقالة مديح او ماشاكل ذلك مما تطرب له ساديته المتلذذة بطيب الدم الشهيد ولم يفعلوا ذلك رغم الخصاصة والجوع والفقر الا من شرف يحملوه بين خلايا اجسادهم وعقولهم يصونوه كما يصون الاوغاد انفسهم ويتحصنون من بطش عدل رب الارض السماء. لن يفهم الاعراب حقيقة من نحن ولماذا نحاكم عهدا مباد , عهدا لم يكن فيه ابناء العراق كما هو وصف حالهم من سوء خلق وصفاقة عقل وقلة فهم وفقدان شرف , ذلك لانهم لو كانوا يفهمون الامر لما كانوا بهذه الحال من الذل والدفاع عن اقذر الطغاة الجبابرة . واتسائل لماذا لم يسأل هؤلاء الاعراب انفسهم لماذا يبغض ابناء العراق بكل هذا البغض ذلك العهد بكل رموزه البشعة ولماذا هلل لسقوطه ورقص , ولماذا فرح واستبشر ونادى بنصب مقصلة العدل لاقذر البغاة ؟؟ انا اجيب لماذا واجيب ايضا بالنيابة عنهم عن تلك الاسئلة : الامر ايها الغلف القلوب هو بكل بساطة لاننا شعب ابي لايقبل ان يباع ويشترى بكل كنوز الدنيا , ونحن شعب لايمكن لنا ان نركن الى مقولة السفهاء الركع السجد للامير ذو الفم القمئ والكرش الهرئ ولم نكن من القائلين بــ .... حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة، يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه)رواه البخاري) او......... عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس ، قال: قلت كيف اصنع يا رسول الله ان ادركت ذلك ، تسمع وتطيع وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطع) وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر ، فانه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته ميتة جاهلية) وعن يزيد بن سلمة الجعفي انه قال : يا رسول الله ان كان علينا امراء يأخذونا بالحق ويمنعونا الحق الذي لنا انقاتلهم ؟ قال : (لا ، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) ولاننا ابناء من لو خير بين السلة والذلة لاختار الموت مقطع الاوصال والرأس على ان يبيع شرفه لاشباه الرجال ولا رجال حلوم الاطفال وعقول ربات الحجال , ولو خير بين الملك العقيم مقابل ان يفني دينة واخرته على اعتاب من ذكرت ووصفت لاختارو ذهاب الانفس متهافتين مقبلين على ذلك لابسين القلوب الدامية فوق الدروع . العراق اليوم يحاكم عهدا طويلا ومستمرا في بعض البلاد من عهود البطش والذل والحرمان والجبروت والطغيان , ومحكمة العراق حينما انظر اليها اليوم وارى تنوع المدافعين عن هذا البغاء المسمى صدام وكيف هبوا من كل حدب قذر وصوب موبوء لا استغرب ذلك لان كل طاغية من امثال ما لدينا في باقي بقاع الارض انما هو يعي ان مايحصل في العراق انما هو محكمة قد نصبت له وعليه يجب على كل حاكم من امثال هذا الجرذ التافه ان ينتدب من يدافع بكل الاستماتة عن صنوهم وقدوتهم وربهم الاوحد هناك في ارض الشهداء وسادتهم وهكذا تراهم يتدافعون على ارض العراق ليزيدوا الجراح جراحا والدماء نزيفا والقبور مزيدا. احمد الله ان انعم علينا شعب العراق ان نكون الرافضين لبيع شرفنا لمثل هذه التفاهات وان ملكت كل كنوز الدنيا واحمد الله اننا ابناء جدود و آباء وامهات ارضعننا كريم الطيب واصيل المبدأ وعلمونا ان الاختيار يجب ان يكون في محصلته النهائية هو رأس مرفوع وعزة لاتفنى. خسئ الاعراب الطغاة حيث ثقفوا وخسئ كل عهد تمادى بغي سلطانه الباغي وتبت يداكم وعقولكم حيث ما وضعتم جهدكم لانقاذ ابناء الشيطان ابناء الاعوجاج الاخلاقي والاعوجاج الشرفي والعوق العقلي واعلموا ان الدوائر دارت وفلك العدل رست في موانئ الطيب والرحمة وها هي محكمة العهود المبادة بأذن الله قد بدأت في ارض العراق ولن تنتهي الا بسقوط كل عروش الطغيان السفيانية القذرة. بسم الله الرحمن الرحيم (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ) صدق الله العلي العظيم
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |