|
الحياة حفلة رقص فينوس فائق صحفية وشاعرة كوردية مستقلة من كوردستان الجنوبية
عند الحديث عن أي مجتمع من المجتمعات، وبحثه من الجوانب سواء السياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها من الجوانب الأخرى، من غير الممكن أن يكتمل الحديث والبحث إذا ما تجاهلنا أهم فئة من فئات المجتمع وهي فئة الشباب، لأنهم وفي كل الأزمان والعصور اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، هذا لو تحدثنا عنهم ببساطة، فتخيل نفسك وأنت تتبضع وتجد كل أصحاب المحال وحتى المتسوقين أيضاً طاعنين في السن، وتخيل أن جميع من يرتادون المطاعم والمنتزهات وأماكن الترفيه والمتاجر هم من الكبار في السن، وحتى المدرسين والمهندسين والأطباء والعسكريين والتجارو سائقي التاكسي والحافلات وما إلى ذلك هم من فئة الكبار في السن، وتخيل أن كل المناصب الحكومية والحقائب الوزارية وقاعة البرلمان تضج بكبار السن وهم يتثائبون ويحتاجون إلى النوم والراحة، وتحيل أنك تمشي على كورنيش دجلة مثلاً ولا ترى سوى الكبار في السن وهم يتغزلون بالفتيات، وتخيل أنك تجلس على كورسي على ضفاف نهر الفرات وكل الذين يسطادون السمك هم من الطاعنين في العمر، ولا يحق لك أن تأكل منه لأنك شاب.. تخيل أن الأحزاب من سياسية ودينية ومنظمات المجتع المدني والمرافق والمؤسسات الخدمية والحيوية في المجتمع كلها حكر على الكبار في السن، تخيل أنك تفتح التلفاز وتجد المذيعين ومراسلي التلفزة كلهم كبار في السن والنشرات الأخبارية وهي غالباً ما تدور حول أخبار الحروب والكوارث والفيضانات وغيرها من المصائب ويقرأها الطاعنين في السن، وتخيل أن ضيوف كل البرامج السياسية والإجتماعية والثقافية والأدبية والعلمية ومن كل الميادين هم من الكبار في السن، وتخيل أنك في حفلة رقص ولن تجد أمامك سوى عجوز طاعنة في السن تدعوها للرقص وما أن تبدأ بالرقص حتى تسطدم بأحذية كبار السن الكبيرة وبأكتافهم المترهلة بسبب كبر السن، وتخيل أن المطرب الذي يغني في الحفلة كبير في السن والموسيقيين كلهم ترتجف أياديهم وهم يعزفون على الآلات الموسيقية، فأي موسيقى سيعزفون لترقص عليه أنت الشاب، فتحيل الحياة حفلة الرقص هذه وأنت ترقص لكن على أنغام يعزفها الكبار في السن.... تخيل أنك تجلس في مؤتمر يبحث قي تقرير مصير بلدك ويحضره مندوبون عن كل المجالات الحياتية، ويناقشون أهم السبل الكفيلة بإعادة الحياة إلى بلد منهك قام من بعد حروب وحروب وعاد من تجارب قاسية مع أبشع دكتاتور في الكون، وأنهم يبحثون أهم السبل الكفيلة بطوير كل النواحي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والعمرانية وإعادة الدماء إلى شرايين هذا البلد المذبوح وكل من يتناقش ويطرح الحلول وله الحق في تقرير المصير هم من الكبار في السن وينسون ويتناسون أنه من غير الممكن بناء البلد من جديد على أسس من الديمقراطية ما لم يتخذ القرار الأهم فيه فئة الشباب، ومن غير الممكن نجاح أي مشروع من المشاريع الديمقراطية في بلد مثل العراق إذا ما تم تجاهل فئة الشباب، وأخيراً من غير الممكن أن تنجح أيه حكومة جديدة مالم تضع في الحسبان أن البلد يبنى بسواعد الشباب وليس غيرهم وإلا فلن نجد من الآن فصاعداً آذاناً لأنغام الكبار..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |