|
كنائس العراق دنماركية *علي الشلاه كاتب عراقي / مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري عضو برلمان الأجانب عن مدينة زيورخ-سويسرا وجدتها .. صاح أحد الارهابيين البعثزرقاويين وهو يسمع أخبار الاعتداء العنصري على شخص النبي الأكرم محمد (ص) في احدى الصحف الدنماركية، ثم راح يعـد مجاهديه وسياراتهم المفخخة ليوزعهم على المواقع الحربية المهمة للدنمارك حتى يفجر العاملين بها عن بكرة أبيهم ، هذه المواقع الحربية في عرف الارهاب هي الكنائس العراقية في بغداد وكركوك حيث يقيم المواطنون العراقيون من أبناء الطائفة المسيحية صلواتهم للرب كي يحفظ العراق والعراقيين ويوحد كلمتهم، ويبدو ان تلك الصلاة العراقية المقدسة هي جريمة هؤلاء المواطنين الأبرياء. لا ادري اية شريعة أم أي منطق هذا الذي ينتقم من صحيفة دنماركية مسيئة بقتل صبايا وأطفال وشيوخ عراقيين في كنائسهم ، واي شريف في بلاد العرب يمكن ان يسمي هذا العمل الارهابي القروسطي المنحط مقاومةً شريفة ، لقد قلنا ونقول دائماً ان الذي يحصل في العراق لاعلاقة له بتحريره من الاحتلال انما هي عمليات تطهير طائفي وعرقي مقصودة والا فما علاقة كاتب ومفكر يساري مثل قاسم عبد الأمير عجام بالأمريكان وهو الذي قضى عمره ينظر ضد الامبريالية والصهيونية، وما علاقة شاعر شاب لم تطأ قدماه الا مدينتي بغداد وكربلاء طوال عمره الذي يضارع عمر الزهور مثل ادم حاتم بالاحتلال ؟ ما علاقة الصبايا الذاهبات الى المدرسة والزوار في المراقد المقدسة والمصلين في الجوامع والحسينيات بالاحتلال ؟ هل يريد احد اقناعي بأن جاري وزميل دراستي في الحلة الحاج حيدر عنون الذي مضى لأداء صلاة المغرب- صائماً في رمضان- في حسينية ابن النما فما عاد الى اطفاله ولم تبق الحسينية في مكانها بفعل مجاهد زرقاوي عظيم كان على علاقة بالاحتلال . ان الربط المرضي بين مسيحيي العراق والصحيفة الدنماركية مرفوض قطعاً مثل الربط بين قتل الأبرياء في محطات القطارات في مدريد والاسلام المحمدي السمح، والذي قام بالعملين مجرم ارهابي مختل عقلياً هو ومن يدعمه بالمال والقول والمشاعر ولا استثناء لهذه القاعدة الاخلاقية.. انني ادور بذاكرتي فالقى عدداً رائعاً من الاصدقاء والزملاء المسيحيين الذين كانوا معنا على مقاعد الدراسة او الخدمة العسكرية او التدريس فيما بعد، فأجد اناساً هم الأكثر مسالمةً وهدوءً بيننا، حتى ونحن اطفال في الدراسة الابتدائية لا نميز بين دين اوعرق ، فقد كان الاطفال المتحدرون من اسر مسيحية هم الأقل مشاغبة والأكثر تحملاً للأذى، ولن انسى ما حييت زميلي في الدراسة المتوسطة فارس واخته التي كانت تلبس السواد وتوزع الطعام في عاشوراء مثل أي فتاة مسلمة في المدينة. ان مسيحي العراق يافقهاء الظلام ابناء العراق وابناء ثقافاته وهم ألفوا عادات اخوتهم المسلمين واحترموها ولم يجرحوا مشاعر اشقائهم العراقيين في أية مناسبة أو حدث ، فكيف يكون الانتقام من رسام كاريكاتير عنصري في الدنمارك القابعة على بعد الاف الأميال بقتلهم وانتهاك حرماتهم وحرمة عقيدتهم؟ ان تبرير هذه الجرائم اعلامياً جريمة لاتقل خطورة عن فعل القتل نفسه لأن الدول العربية الكبرى كلها تحوي بين أبنائها مواطنين من ديانات عدة اولها بعد الاسلام المسيحية وان تبرير مايقوم به الارهاب في العراق بحجج واهية غير منطقية سيقود العرب جميعاً الى الكارثة ، فهل يمكن ان نتصور ان مجاهداً اشوساً يقوم بقتل الدكتورة حنان عشرواي المناضلة والشخصية الفلسطينية المحترمة رداً على رسم أو مقالة أو تعليق ضد الاسلام في جريدة استرالية مثلاً ؟ ومن يخدم هذا القتل ؟ وهل هناك عقيدة محترمة يكون القتلة والعنصريون والطائفيون روادها وناطقيها؟ وهل يعني تبرير ذلك ان بوسع العنصريين والمتطرفين في الغرب ان يحرقوا المساجد ويقتلوا العرب والمسلمين لديهم ، لان بن لادن قد فجر مدريد والزرقاوي قد فجر كنائس العراق؟ انني في الوقت الذي ادين الجريمة العنصرية التي اساءت الى رسول الانسانية العظيم محمد (ص) ومشاعر أكثر من مليار مسلم على وجه المعمورة فانني ادين بالدرجة نفسها ودون لبس او تردد الاعتداء على الكنائس في العراق ، لان هذا الكنائس وببساطة بيوت عبادة فكيف يعتدى عليها ثم انها كنائس عراقية مثلما المساجد عراقية بناها ويصلي بها أبناء الرافدين الكرام وليس لها علاقة تذكر بالدنمارك لا من قريب ولا من بعيد ، وأضيف ان الاعتداء مدان حتى على الكنائس الدنماركية فيما لو حصل لا سمح الله ، هكذا علمنا الاسلام ونبيه الذي يزعم الارهابيون الدفاع عنه.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |