في ذكرى ثورة الحسين (ع)

 

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

تمر علينا هذه الأيام ذكرى محرم الحرام , وذكرى عاشوراء .

 انتصار الدم على  السيف في تلك الوقفة الرسالية التي وقفها أبو الأحرار ألأمام الحسين (ع) .

 وهو  يدافع عن الأسلام بقيمه ومفاهيمه وروحه .

 أمام تلك الهجمة الشرسة التي أرادت أن  أن تنحرف بالأسلام المحمدي العلوي الأصيل .

 لذا أراد المجرمون أن يتخلصوا منه  للمضي في طريق الأنحراف في العقيدة والشريعة والأخلاق .

 لتتراكم مصاديق الفتنة  وتتبلور الى " ثقافة " لقطع الرؤوس .

 نجد صداها في عراقنا الجريح .

 حيث أصبح  القتل عند القوم تسلية والخطف تجارة .

 لكن أبى سيد الشهداء ألا أن يكون كما  وصفه جده (ص) " الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " .

 ليبقي على خط استقامة  الأسلام ويمنع أن ينحرف هذا الخط ولو بزاوية صغيرة , ومنذ البدايات الأولى .

  لأن الأنحراف الصغير يتفاقم أكثر فأكثر مع أمتداده في خط الزمن الطويل .

 فهنا أدرك المجرمون خطر الحسين وهو شهيد .

 بعد أن أمطروا جسده الشريف بسهام ورماح الغدر والكفر , فحاولوا أن يمحوا أثره  .

بأن سووا قبره المبارك بالأرض أكثر من مرة .

 ليعود بعدها وفي كل مره شيعته الى حيث جثمانه الطاهر .

 ليبقى (ع)  في وجدان كل الأحرار .

 يشحذ في ضمائرهم جذوة الثورة ضد الظلم ويحبب الى أرواحهم  حلاوة الأستشهاد في طريق خدمة الأنسانية والمبدأ .

 ومن هنا كانت عظمة الحسين (ع) كأعظم تجلي لمصاديق تجاوز الذات , وأعتبار الوحي  والعقل هما معياري القيم , ومحفزي حركة الأنسان فيقول (ع) " لم أخرج أشرا ولا  بطرا , بل خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي " .

 نعم أنها حركة تسبطن كل ما هو قيمي , لينقل الأنسان الى ما يبعده عن كل ما يدور  في دائرة المصلحة الآنية المقامة على قاعدة أللا مبالاة أمام حركة الأحداث , أو  الحيادية في مواضع الفتنة والأبتلاء , كونها ستكون خيانة لروح الثورة الحسينية  .

 وهنا نأتي لعلة كون هذه الأيام الحسينية خالدة ومباركة , كونها أنارت الدرب  للمستضعفين والمحرومين لينهضوا ويجاهدوا .

 وكم ذكر لنا التاريخ أن حياة الحسين , وسيرة الحسين , كانت وتبقى مشاعل أضاءت و  تضئ طريق من لا يقبل الذل والعبودية ألا للواحد القهار سبحانه وتعالى , ويتحرك  في درب الحرية والأنعتاق من كل مصاديق الظلم .

 أن الشخصية الحسينية العظيمة وخطابها أمتدت تأثيرها خارج العالم ألأسلامي  ليستفيد منها كل الثوار الأحرار في العالم .

 فهذا غاندي يقول قولته المشهورة أثناء حركته ضد المحتلين " تعلمت من الحسين أن  أكون مظلوما لأنتصر" .

 أن ثورة الحسين (ع) أصبحت لها عند شيعته كيانا فكريا ,أجتماعيا, عاطفيا , شعبيا  .

 يعيشونه على طول العام ,خصوصا في هذه ألأيام الخالدة , وفي مجمل تفاصيل  حياتهم أبتداءا بشرب الماء وتذكرهم له , وانتهاءا بالعمل السياسي الذي يستقي من  الحسين قواعد تحركه .

 لذا على الشباب أن يتربى على مبادئ هذه الثورة , وعطاءات  هذه الثورة ليستلهموا منها الدروس والعبر التي تنير لهم الطريق .

 فكل مالدينا  من عاشوراه " رحم اللة قائلها وأسكنه فسيح جناته" .

 نعم هو كذلك , وعبر التاريخ , أتخذ الشيعة من ثورة الحسين (ع) نبراسا لهم ,  لرفض كل أنحراف يؤدي الى قتل الأنفس وهتك الأعراض ونهب الأموال .

 رفض وفضح كل  الذين أسبغوا على الطواغيت من صفات أئمة الحق , والذين أستعانوا بالمتنسكين  أدعياء القداسة من وضاع الحديث وفقهاء السلاطين مايمكنهم من التمويه على  الجمهور بأستخدام المصطلح الديني في خدمة دولة الطاغوت , ليصل لنا هذا الموروث  المشوه , خارج دائرة أحاديث أهل بيت العصمة(ع) .

 مثل " عليكم أن تصبروا على  السلاطين وظلمهم ..إإ " .

  أين هذا من الحرارة التي تتجد كل عام , في هذه الأيام , في قلوب المؤمنين  ليبذلوا من أموالهم ومن أوقاتهم ما يستطيعون من أجل أستمرار عطاء ثورة الحسين  بكل أبعادها في مجتمعاتهم , وأينما وجدوا .

 ليكون المنبر وسيلة والبكاء وسيلة  والموكب وسيلة كي تعكس كل تلك المعاني الحسينية الخالدة في سلوكنا وحركتنا , كي  تكون بعونه تعالى صلاحا , حينها نكون أوفياء لذكرى الحسين ويوم عاشوراء لأن  الحسين (ع) أراد منها طلب الأصلاح في أمة جده(ص) .

لنحقق هدف الحسين (ع) في  تحقيق المجتمع الرسالي التي تتجسد كل غايات واقعة الطف فيه .

 وهذا هو محتوى  الأتباع والأقتداء وتفسير لتعظيم شعائر اللة .

 فقد أمرنا الأئمة(ع) بأحياء  أمرهم , فقالوا " أحيوا أمرنا , رحم اللة من أحيا أمرنا " .

 أن الناظر الى أتباع أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم المخلصين يجدهم يحيون هذه  المناسبات المقدسة , ليثبتوا أعلى درجات الحب والولاء لأهل البيت (ع) . لدوام  التفكر وأخذ العبر منهم .

 أللهم صل وسلم وبارك على صاحب الدعوة المحمدية , والشجاعة الحيدرية , والعصمة  الفاطمية , والصلابة الحسنية , والأستقامة الحسينية , والعبادة السجادية ,  والعلوم الباقرية , وألآثار الجعفرية , وألمآثر الكاظمية , والحجج الرضوية ,  والفضائل الجوادية , والأنوار الهادية , والهيبة العسكرية , والحجة ألألهية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com