مثلنا لايبايع مثلكم يا احفاد القتلة

احمد مهدي الياسري

لكم وقفت مبهورا مزهوا مرفوع الرأس بتلك المدرسة الكربلائية الانسانية في طرحها المبني على الايثار والتضحية وابلغ صور الصبر على البلاء اضافة الى النتيجة الدامية بشجاعة وبسالة وشموخ متعاطيها , ولكم ارتعبت وانا اتابع مسيرتي في الحياة واجد فيها بعض النسيان الغير مقصود لبعض تلك الدروس العظيمة ذلك لان اي سهو او نسيان انما هو خسارة عظيمة لايمكن تعويضها.

في كل مرحلة من مراحل تلك الرحلة الحسينية المتجددة دوما نحو ذرى المجد الذي نعيش في كل زمان ومكان آثار مجدها حيث تبرز بكل وضوح تلك المديات الدامية لنقيض تلك المدرسة الخالدة في ذات الوقت وتصدق مقولة المثل والضد من هذا المثل الذي طرح ضمن تلك الملحمة ,حيث تستوقفني اليوم تلك الكلمة الباسلة التي لايقولها سوى الحسين عليه السلام ومن يسير درب الحسين تلك هي ((مثلي لايبايع مثله)) وهنا نجد ان ذلك الفذ في عطاءه حينما اطلقها في حينها انما كان جوادا كريما واصفا كل مايليه من شخوص تتابع نهجه ومن دهورتلي دهره الدامي انما هم و هي دهور من هم مثله ومثل طغاة عصره , ومن منا حينما يكون من قطع الرأس قاب قوسين او ادنى ويؤثر على نفسه كل العالمين من بعده ؟؟ ثم يطلب لهم العزة لابل يقول بتثبيت رايه مسبقا بمن يليه من حسينيي العصر المتابعين لنهجه الماضين على دربه وان قصروا ولم يصلوا ولن يصلوا مديات عطائه وان جدوا واجتهدوا بانه سيكون هناك من هم منه وهو منهم لايزيغون عن درب مستقيم شقه بدمه الدافق الجارف لعثرات المارقين والتافهين والسفهاء ممهدا لهم درب العزة الدائمة كما دامت له وهو مدرك لخلوده قبل ان يكون في ذلك الطف لا بل منذ ان كان في الاصلاب الشامخة والارحام المقدسة.

نعاهدك سيدي ابا عبد الله ان نسير دربك ذاته وبكل القوة والصبر والعزة والثبات ,عهداً لايفارق العقول والمخيلة والشرف والعزم والدم والروح في هذه الجولة الكربلائية الجديدة المتجددة دوما بدمها وبعزها , اننا ابنائك وبناتك ومحبيك وعاشقيك نمر اليوم في مفترق طريق فيه سلة وذلة وفيه عز وفخر وولاء وصبر وامتحان عصيب, فيه اشباه الرجال عدهم وعديدهم كالزبد وهم كثر ككثرة من حاربوك وجدك صل الله عليه وعلى اله وسلم ولكن الله امدكم بجند لم يروها واعزكم بدماء لكم طاهرة سالت وافاض عليكم مجداً بسيلها لم ولن يناله الاسبقون ولا اللاحقون , ورغم شديد القسوة الا انها لن تصل عشر معشار مالاقيت انت في تلك المهولة العصيبة من محن الدهور حيث ذقت المر تلو المر من فقد الاعزة والاكباد والاحبة وتركت اعزة النساء نهبا لسبي اهل البغاء وانت تدري فما اعظم صبرك واشد باسك وقوة ايمانك , وما كان ذلك في عينك وعين آلك الاطاهر الى جميلا ولم يكن ذلك قولي وتصوري عنكم بل هو قول من ربيتها وعلمتها ان الموت في سبيل الله بغية الاحرار والذل في بحبوحة قصور الفجار هي مرار الاشرار الاقذار فصدقت حين نطقت ابنة ابيها وجدها واخيها زينب علها افضل التحية والسلام بالقول في وجه يزيد ومعاويةوحجاج ومنصور وهارون وصدام الطغاة حين سالها كيف رايت فعل الله باخيك يازينب فقالت له مزمجرة مستبشرة ...مارأيت الا جميلا...ومن اين تعلمت زينب تلك المشابهه لها هذه الزمجرة الفرحة ونسي هذا المسخ الفاجر الذي لم ينقل له من رباه بغيا وعلمه وهو في المهد شقيا القاتل لابيها واخيها الاول والثاني علي الدر حيث تلقاها تلك الضربة المرادية بقولة فزت ورب الكعبة , وتلك هي قولتك المدوية في وصف الحياة مع الطغاة الا برما مرا مميتا حيث قلتها ... الموت دون الحق إلا سعادة والحياة مع الضالمين إلا برما...

فكيف اذن تراني ومحبيك نكون وكيف هي وجهتنا من بعدك وبعد تلك الجليلة القليلة امام عظيم عطائك من التضحيات التي ماكانت لتكون لولا انكم كنتم يآل محمد صلوات الله وسلامه الدائم عليكم مدرستها الاولى والاخيرة.

عهدا نقولها لك امام كل طاغية قزم متجدد بعطاء بغيه وارث احقاد جده شاذ عن درب الاستقامة مهما كانت صورته بعثيا او تتريا او حجاجيا اوشرقيا او غربيا , سلفيا او وهابيا او تكفيريا تلبس بالخسة والعهر الدموي الظالم لحق محبي تلك المدرسة ان ... مثلنا لا ولن يبايع مثلكم , ومثلنا لا ولن يركع ويسجد لمثلكم ومثلنا لو اعطيتموه الاقمار في اليمين والشموس في الشمال على ان نترك ولاء الحق وولاية المستحقين لتلك الولاية الشرعية ماتركنا الامر حتى لو سالت الدماء في الارض سيولا وفوقها نزيد لمن يظن ان الحلم هو ركون او تساهل او هو ركوع او ماشاكل ذلك فهو واهم غبي ذلك لان الارث كنزه غالي وسمين و ثقيل والمجد عزيزوالعز جميل ولن ولم يخلق الله حسينيا صادقا ذليلا قط فلا تاخذكم سنة الخبال والتيه بعيدا وتذكروا دوما اننا حينما نصر على احياء تلك الملحمة ونجدد فيها البيعة ومن خلالها نحيي قيم العطاء الثر ذاك انما لعلمنا ان الامر بيننا وبينكم هو دول تتداولونها معنا وعلينا, ايامها الطويلة بالدم الزاكي المساح تميل كفة التعداد فيها لصالحكم المخزي اما العادة المألوفة لنا بموت السعادة وارث الشهادة فهو الذي نسعى اليه دوما سعي الحسين وجده وابيه وبنيه وصحبهم الاحرار اليه , فلن يفرق عندنا ان كنتم في سدة الطغيان مؤتمرين بامرة الشياطين الفاسقة او كانت عندنا فالعدل سمة الاحرار والقتل وما رأيناه منكم بالامس واليوم القريب صفة الفجار وخاب مسعاكم حيث ماكنتم والى سقر وبئس المصير ماتسعون اليه وفيه , ويبقى ذكر الحسين الشهيد خالدا عبر الدهور والعصور.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com