كسبنا مُحمداً .. ولم نخسر عيسى
 
حروف عراقية

أمجد حامد

جامعة بغداد – كلية العلوم السياسية

مدينة الصدر المجاهدة

لا مراء إن هذه الحملة التي يقودها الغرب ضد إسلامنا الحنيف متمثلة بشخصية الرسول ما هي إلا تهيئة لصناعة أجواء عداء يوهمون العالم بأنها دينية – أي بين الدين الإسلامي والدين المسيحي – وهذا الإيهام يبدو إنه على طريق التطبيق من خلال الحملات الظالمة التي تقوم بها هذه الصحف، لكي يقولوا عبر هذا الخطاب "إن الدين المسيحي هو الذي سيدحر الدين الإسلامي " ! وما علم هؤلاء السذج إن رسالة المسيح ورسالة محمد وإن اختلفت الظروف ومنطوق الأهداف والأفعال إلا أنها كانت تؤدي دوراً انقلابيا ، لإخراج هذا العالم من نومته السبات التي أنهكت وقتلت وشردت وذبحت من جرائها الكثير من النفوس.

إن الدين المسيحي والدين الإسلامي ، حقيقتان لأهداف واحدة  من خلال أنهما رسالتنا إنسانيتان تبث روح التعاون والتصالح وعدم الفرقة والتعادي والتصارع الذي يؤطر لمجتمعات لا يهدأ فيها القتال فتصبح الحرب هي الأساس والصفة الغالبة فيها ، أما السلم والتصالح والاحترام فتكون في مثل هذا المفهوم صفةً طارئة لا يمكن الوصول إليها  إلا بشق الأنفس.

أراسل  خلال هذه الأيام أحدى النساء الغربيات ، وتحديدا من فرنسا ، وهذه المرأة مراسلة وكاتبة في أحدى الصحف الفرنسية، سألتها عن موقفها أتجاه هذه الانتهاكات التي اقترفتها إحدى الصحف الدنماركية ؟ فبادرت بالجواب : إنهم يجعلونك ترى ما هم يريدونه أن ترى ولا يجعلونك ترى ما تريد أن تراه ... ؟ هذه الكلمات جعلتني في صدمة ، وقد يصدم أحداً غيري لأن هذا الكلام إن صدر من شخص بمجتمعاتنا الشرقية أو العربية أو حتى الإسلامية فلا عجب لأن مجتمعاتنا تردد هذه الكلمات وقد يقول احدهم إنها تحمل الكثير من المبالغة ، لكن عندما يصدر من مجتمعاتهم هم يبدو وكأنه صيحة عالية ضد أدعياء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحرية التعبير التي أصبحت في عالمنا اليوم اليافطات البّراقة لاحتلال واستغلال الدول المنكوبة والمنهوبة من حكامها .

لا بأس ، إن المسيح وحسب ما يعتقد الكثير لم ولن يرضَ بمثل هذه الأخلاق الوضيعة التي صدرت منهم ، وهذه الانتهاكات تحت عنوان حرية التعبير، لذا فأنه لم يخسروا الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط وإنما خسروا عيسى (عليه السلام)! .

إن المذهب السائد بالدنمارك وغيرها هو البروتستانت الذي تلقى الضربات تلو الضربات من قبل الكاثوليك جرّاء رفضهم لما يسمى بـ "صكوك الغفران" في زمن ليس بالقليل ، وقد لاقوا عذاب وهلاك وقتل وتشريد ثمناً لدعوتهم الإصلاحية التي خرجت عن الدين المسيحي كما يعتقد الكاثوليك، وقد زُج الغرب حين ذاك اشد أنواع الحروب الدينية فتاكةً ، فهل يا ترى يريدون إشعال حروباً دينية أخرى لا طائلة منها سوى الدمار والخراب ؟!

حسنا، دعني أقول إننا أبناء الإسلام قد كسبنا الرسول الكريم حين نزول عليه القرآن وحين صرح بالرسالة الإسلامية وآمنا بدعوته وصيحاته وأنبيائه ورسله ، ولهؤلاء الأنبياء والرسل منزلةً عظيمة لدينا لا يمكن لأحد أن يمسهم أو يصورهم أو ينعتهم بصفات لا تليق بهم ، وبهذا نؤكد بأننا عكس المعسكر الثاني بأننا كسبنا وربحنا الرسول الكريم محمد ولم نخسر الأنبياء بما فيهم عيسى أبنَ مريم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com