|
السلام عليك يا ابا عبد الله
د.حيدر الساعدي Iraqiaked@yahoo.com في هذه الايام يخرج شيعة ومحبين آل بيت رسول الله عن بكرة أبيهم لتجديد الولاء وليعيدوا استذكار ثورة ابا عبد الله الحسين التي بقت رغم الاعداء كالشمس تنير الدرب لكل من يمشي بخطاها ويهتدي بهديها. كثر الحديث وامتلات صفحات الجرائد والمواقع المختلفة هذه الايام عن الشعائر الحسينية المباركة بين محب واخر حاقد بين عالم واخر جاهل , الكل يكتب ويخرج ما في باطنه ويطرح حقيقته. محب يرى في اقامة الشعائر فرصة لاستعادة النشاط الروحي وشحذ الهمم واخذ العبرة من اعظم شهادة لاعظم شهيد , وحاقد يرى في اقامتها تهديد لفكره الاصولي الضلالي المتحجر الذي ورثه عن اجداده لعنهم الله. عالم يفهم ويحلل ويرى ان الذكرى تنفع المؤمن وان البكاء هو عملية غسل وتطهير للنفس البشرية فابا عبد الله الحسين عليه السلام من اسعد الخلق وليس بحاجة لبكائنا ولكن نحن حقيقة نبكي انفسنا ونتوسل الله ان يجعل منا بمستوى التراب الذي كان يطاه الحسين وانا يحشرنا معه ونقف خلفه يوم الدين. وجاهل متحجر العقل والعقيدة يرى في بكائنا واستذكارنا بكاء على الموتى والقبور وكأن ابن بنت رسول الله ميت ككل الموتى او أن قبره الطاهر ككل القبور!!! نعم انا اقف الى جانب كل من يقول ان الشعائر الحسينية بحاجة الى تطوير وتجديد وفهم وتثقيف اكثر للوصول الى الغاية الحقيقية التي تقام من اجلها. شعائرنا التي نحرص على اقامتها كل عام ليست مكرسة للبكاء او اللطم كغاية بل هي عملية اعادة بعث الروح في امة محمد ( ص) وصيانة لها من الاندثار والتراجع عن دورها في التاريخ. اذا تعاونا معا على تثقيف ابناء الشيعة على اقامة عاشوراء بمستوى الطموح الفكري والعقائدي الذي وجدت من اجله صدقوني فان الشمس ستظر على كل اعداء أل بيت رسول الله وستجعل منهم كالخفافيش التي تخاف الضوء وتبحث عن الجحور الرطبة العفنة كملاذ لها. السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى اصحابك من شهداء كربلاء, سلامي لك ابداً ما حييت, واشهد لنا عند الله انا من شيعتك المحبين الموالين باذن الله , ولعنة الله على كل من شارك في قتلك او يشارك فيه حتى يومنا هذا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |