قناة الفيحاء .. ومحنة الاعلاميين العراقيين

كريم البيضاني

Kareem_albaidani@hotmail.com

  الفيحاء قناة عراقية تهتم بالشان العراقي وتعتبر صوت العراقيين في كل مكان.وقناة الفيحاء صوت عراقي طال غيابه , يوم كانت القنواة العربية مثل الجزيرة وابو ظبي وغيرها من القنوات تفعل فعلها الماكر في نفسية العراقيين وزرع الاحباط في قلوبهم. كنا نستغرب كيف  تكون الساحة الاعلامية خالية من قناة تعبر عن صوت العراقيين المغيب قسرا بفضل الامكانات الهائلة التي كان يمتلكها النظام البعثي الساقط والتحالف الغير شريف مع هذا النظام من اعلاميين تمرسوا في التلفيق والخداع بفعل خبرتهم المخابراتية التي تدربوا عليها في كنف الانظمة العربية الفاسدة .

 كان معظم السياسيين والمثقفين العراقيين الذين لايمثلون الجانب الارهابي والطائفي من المعادلة العراقية , كانوا يستغلون من قبل ذلك الاعلام المشبوه ولم تكن لديهم اية وسيلة اعلامية للتعبير عن صوت العراقيين الحقيقيين وايصال مظلومية الشعب العراقي الى الناس.

 عند سقوط النظام البعثي استبشر العراقيين خيرا بان الحرية قادمة وان مساحة التعبير سوف تلامس حدود  السماء, ولكن ماذا حصل؟, الذي حصل ان الامور لازالت على حالها , فالمثقفين العراقيين لازالو في غربتهم وحتى المحاولة الوحيدة لكسر جدار العزل الاعلامي عبر فتح قناة فضائية عراقية يتيمة تعني بشؤون الذين ظلموا في عهد الدكتاتورية ولا يساندون الارهاب وبقايا البعث هاهي تذهب الى المجهول حيث نجح الارهابيون الذين اظهرتهم الفيحاء على شاشتها وفضحت انتمائاتهم وفكرهم وجرائمهم , نجح هؤلاء في التاثير على الحكومة الاماراتية واسكات صوت الفيحاء الشريف.

    القنوات العراقية الفضائية تبث على هواها في الامارات مثل الشرقية ( تابعة الى الاعلامي العراقي سعد البزاز المسؤول السابق في نظام صدام) وقنوات عراقية اخرى تبث من القاهرة مثل قناة البغدادية التي لاتختلف في تمويلها وولائها عن قناة الشرقية وتتغنى هذه القنوات بالاجرام الارهابي وتعبر عن طائفيتها بشكل علني؟

   ان ما حصل للفيحاء اعترف به احد العاملين فيها ولانعرف من هو ولكن تعليق كتبه المدعو( زيد بنيامين) في احد المواقع ويقول حرفيا(اعتقد انهم يستحقون هذه النهاية(يقصد كادر الفيحاء) بعد ان انفرد الثنائي ( محمد الطائي ) و ( انعام عبد المجيد ) بالقناة و حولوها الى وزارة عراقية مليئة بالاقرباء والاصحاب وطردوا اصحاب الكفاءاة واصبح من ....محمد الطائي له الكلمة العليا في الصحافة وغيرها و بات ( معا نبني الوطن) ويقصد (المهندس مظفر حسين) وهو صاحب اكثر اخطاء قواعدية مذيعا اولا فيما اعطي كل الوقت لسليط اللسان لكي يبني جسور الوهم(يقصد الدكتور هاشم العقابي) نبارك هذا القرار ولا اعتقد ان اي تدخل لدى حكام الامارات سيجدي نفعا فقد نقلنا الصورة لهم بوضوح لما يحدث والسرقات التي يقوم بها مذيع بالقطعة اصبح القائم بامر القناة فيما قامت منادية قضايا في احدى محاكم السويد بدور مذيعة ومديرة انتاج وهي لا تعرف الالف من الياء نبارك هذا القرار و نشد على ايادي شيوخ الامارات على اكمال تنفيذه) !!!!؟؟؟ .

     من هذا الكلام يتبين ان هناك نفاق مبني على رغبة ثارية شخصية في غلق القناة امام شيوخ الامارات. وكان الامر لايعدو مكرمة من دولة الامارات لانها سمحت لقناة عراقية تحاول ايصال الحقيقة الى العالم وتسمع صوت العراقي الذي كان صامتا لعقود من الزمن  بسبب العواقب الوخيمة التي كانت تنتظر كل عراقي يحاول قول مايجري في العراق الذي كان سجن كبير في عهد الطاغية المجرم صدام.

     ان ماحصل للفيحاء يدخل ضمن اللعبة التي تقوم بها بعض الاطراف الفاعلة على الساحة العراقية والتي قامت قناة الفيحاء بنشر غسيلها وفضح صورتها امام المواطن العراقي الذي كان فريسة للاعلام المدروس المؤدلج ارهابيا وطائفيا. فما قامت به قناة الفيحاء يعتبر من الكبائر في دولة عربية تحاول الظهور بمظهر المنفتح على كل الثقافات, وقد اثبتت خطوة غلق الفيحاء ان ما تدعيه تلك الدول وحكامها لايعدوا الا  كونه عمل دعائي وليس موقف مدافع عن الحقيقة.

  فلو ظهر في هذه القناة حارث الظاري او عدنان الدليمي او مشعان الجبوري وشتم العراقيين ونعتهم بالصفويين والبويهيين , لما تجرأت حاكمية دبي بغلق القناة بهذه الطريقة التي لاتنم الا عن النزعة التسلطية التي يتصف بها اغلب الحكام العرب وجهازهم الحكومي.

فليس غريبا على حاكم عربي ان يستمع الى نصيحة زوجته التي تكن العداء للشعب العراقي وهي التي تربت على المال الحرام الذي كسبه ابوها من تجارة الحروب مع صديق العمر الطاغية المهزوم صدام؟

  نحن نشك ان عملية غلق قناة الفيحاء بدون سابق انذار انما هو عمل مسبق ومبني على اساس ثاري . ونعتقد ان من قام بهذا العمل هو جيش مسلح بكل اموال الشعب العراقي المنهوبة واموال التهريب للنفط الذي لازال ينزف من جراح الاقتصاد العراقي المنهك ويتجه صوب تلك الامارة الخليجية.

   ان محاولة حاكمية دبي لترخيص قنوات عراقية تعنى بالشان العراقي كانت بدوافع السيطرة على الراي العراقي الحقيقي , وعند ظهور قناة الفيحاء بصورتها العراقية اكتشفت حامية دبي ان الامور ليست كما تصورتها وقامت بغلق القناة . وكانت لهم محاولات سابقة وقد تم تفادي الامر بعد تدخل بعض السياسيين العراقيين في حينة.

  ان الصورة التي تستنجد بها قناة الفيحاء العون من حكومة الجعفري تصيب كل المثقفين العراقيين الذي فتحت لهم قناة الفيحاء ابوابها بالاحباط من دور الحكومات العراقية المنتخبة من الشعب والتي من المفروض ان تدافع عن مصالحهم. حكومة الجعفري تهتم بشؤون العبارة المصرية الغارقة او بامور اخرى ولكنا لاتدافع عن الاعلام العراقي الذي يحاول جاهدا المساهمة في تنوير العراقيين بما يدور حولهم من مكائد ودسائس ذهب ضحيتها عشرات الالاف من الابرياء العراقيين بكل مذاهبهم ومشاربهم وهدرت اموال الشعب في صفقات مشبوهة ذهبت اموالها المسروقة الى خزائن دبي وعمان .

   الحقيقة ان اهانة الاعلاميين العراقيين بهذه الطريقة البدائية تجعلنا نطالب المجتمع العراقي بالرد السريع والواضح على ماحصل , عبر غلق مكاتب قنواة الامارات التي تبث عبر مكاتبها بالعراق وتنقل الاخبار المثيرة التي تجذب الكثير من الدعايات التجارية التي تدر ملايين الدولارات على حاكمية دبي بالذات.

  اذا لم تتراجع امارة دبي عن قرارها فعلينا الرد بالمثل وعمل الشئ نفسه مع قناة الجزيرة التي اصبحت تستجدي اي صوت عراقي لمجرد اظهاره على قناتها الطائفية التي يديرها السلفيين والاخوان المسلمين السنة.

  ان ماحصل الان هو ان الاعلام البعثي بدأ ياخذ مكانه السابق ومذيعي ومذيعات عدي  اصبحنا نراهم بنفس هيئتهم السابقة وكذلك الاخبار التي ينقلها هؤلاء والتي( تتغني بالمقاومة ومقارعة المحتل وعن الخطا الجسيم الذي قام به الامريكان بالاطاحة بصدام وعن الحكومة الصفوية البويهية التي يقودها الشيعة الطائفيين وعن المجازر التي ترتكبها القواة العراقية بحق المجاهدين الابطال الذين  يحاربون ويغتالون في وضح النهارمن جاؤوا مع المحتل ... الى اخره من الالفاظ التي بات المستمع والمشاهد العراقي يتعود عليها).

   الحقيقة المرة الاخرى التي لابد من قولها ان جريمة غلق قناة الفيحاء بالصيغة التي تمت بها تجعلنا نتسائل لماذا لايمكن للاعلام العراقي ان يبث ارساله من مدن العراق ولماذا نستجدي العون والشفقة من حكومات و دول هي نفسها تاجرت بدماء ابنائنا؟

   لماذا تم قتل شقيق الدكتور محمد الطائي في البصرة ولماذا يطارد الاعلاميين العراقيين في كل مكان؟, ولماذا يسجن كتاب الرأي العراقيين مدد خرافية من السنين بسبب مقال  من سطور معدودة؟

    اذا كان الارهاب هو السبب فلماذا تبث قنوات الاحزاب والتيارات السياسية والدينية والقنوات الموالية لها بكل حرية ولم نسمع عن مضايقات (ارهابية)  ضد مراسليها؟ . المسألة اذن هي ان السياسيين العراقيين الحاليين لم يتعودوا على فضاء حرية يكون فيه الاعلامي فقط في خندق الشعب وهو السلطة الرابعة على سلوك الحكم في البلاد.

  النداءات المتكررة من قبل المثقفين العراقيين حول جريمة غلق قناة الفيحاء الى الان لم تجد لها اذان صاغية في حكومة الجعفري ولاحتى على مستوى مجلس الرئاسة فالكل مشغول بتقاسم كعكة السلطة ولايعنيهم مايمر به الشعب من محن.

  الاجدر بقناة الفيحاء ان تبتعد في ارسالها عن الدول العربية الى ان يستقر الوضع في العراق وكذلك التوسع في برامجها والبحث عن دعم مالي ضخم لن يبخل فيه الكثير من العراقيين الشرفاء. لان البقاء في دولة عربية والبث من فضائها يعني محدودية الحرية والبلاء الغير متوقع كما حصل لها الان. وقناة المستقلة مثال على ذلك حيث تجد جماهير غفيرة تمدها بالدعم الاعلامي والتواجد الكثيف للمثقفين العراقيين من اعلاميين وكتاب عراقيين وعرب يتلهفون الى قناة مثل الفيحاء لايحكمها الا الانحياز لصوت العراق . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com