هل خدمة العراق تنحصر في كراسي الحكم فقط ؟؟

احمد مهدي الياسري

اعجب لهذا اللهاث من قبل الكثير من الشخصيات على كراسي السلطة رغم ان استحقاقاتهم الانتخابية لم تعطهم هذا الحق وبعضهم لم يحصل على شئ ولكن حينما تسمع صراخه في الغاء الاستحقاق الانتخابي والفائزين ترتفع في راسك ضغط الدماء وتعجب لهذا المنطق الغريب.

من قال ان الذي يريد خدمة هذا الوطن وابنائه تكون خدمته تامة وجيدة ومستوفية لاستحقاقها فقط عندما تكون رئيسا او وزيرا او كذا من التسميات الاخرى الكبيرة والمتعبة ؟؟

اعتقد والكل يعلم ان من اهم اسس الديمقراطية وثوابتها هو احترام خيار الغالبية في اختيارهم لقيادات البلد الذين ُرشحوا من قبلهم لتسنم تلك المناصب المحدودة في عددها , مما يعني ان من غير الممكن لكل الباقي من الكم الهائل من السياسيين الآخرين وطموحاتهم المشروعة والغير مشروعة من استلام تلك الاستحقاقات وكما قلت لانها محدودة في حدود عدد الوزارات والمناصب.

لاأرى اي منطق صحي في ما يتعاطاه السياسيين من استماتة ونزاع على هذا الكرسي او ذاك , وارى الان هذا الامرمتجليا في الواقع السياسي العراقي الجديد مع الاسف الشديد ونرى هناك تصارع غير صحي بين اقطاب الاحزاب الحاصلة على استحقاق اقل من تلك الكتل الاولى في الحصول على الاصوات من اجل الوصول الى كل الوزارات لو خيروا في ذلك مما لايدع لك مجال للشك من ان الوعي العادل عند هؤلاء غير موجود .

اعتقد ان الذي يريد خدمة العراق يستطيع ذلك ولو علمت الكتل الاخرى وخصوصا الكتل التي دخلت المعترك الانتخابي الذي انتهت قبل ايام استحقاقاته ولم يتبق سوى النتائج النهائية المصدقة كم هي فرص خدمة العراق وشعبه متوفرة بين ايديهم ولو ارادوا نيل احترام باقي شعب العراق لهم لما تهاونوا في خوض غمار تلك الخدمة العظيمة والتي ستكتب لهم في سجل التاريخ المنير.

مثلا حصلت هناك الكثير من التصرفات التي تكاد تصل بمكونات الشعب العراقي الى حد التمزق والانزواء كل في زاويته وحصنه بعيدا عن الآخر المختلف في تصرفاته ورؤاه عن تلك المكونات الاخرى وفق مناهج انظمة الحكم الطاغية السابقة وحينما تبادر تلك الجهات الى اعادة تاهيل المخدوعين والذين يطبلون لمن مات وهو لم يحيى يوما واقصد النظام السابق المسحوق الذليل وتعمل على افهام ذلك المجتمع من ان الحياة لاتتوقف حيث الظلم والاستبداد والطغاة وان كان ذلك النظام قد اغدق عليهم بمسروق مال الفقراء والمحرومين فذلك لايعني كرم منه , واذا كان ذلك النظام تفضل عليهم بمناصب وكراسي وامتيازات فهذا لايعني عدالته في ذلك لانه بموازات ذلك كان يقبر تحت الرمال قمم شماء من العقول المبدعة والعلماء الاجلاء والمفكرين الافذاذ والادباء المبدعين والشجعان البسلاء, عندما تقوم تلك الشخصيات بمراجعة النفس واحكام الشرف والضمير والاخلاق السامية وتحرك تلك الرواكد وتنقلها نحو آفاق الحركية الايجابية المؤثرة في الحياة الانسانية عامة والعراقية خاصة تكون قد انجزت مايضاهي مايفعله الحاكم او رئيس الوزراء او الوزير في وزارته وتكون قد قدمت خدمة جليلة تستحق مني كل الاحترام والاعتزاز .

ولو تصرف السياسي الفلاني وفق استحقاقه الخدمي ووفق منظور واستحقاق كفائته العلمية او الثقافية او الاجتماعية او الدينية في مجتمعه العام والخاص وان لم يكن في وزارة او في سدة حكم اي من خلال البيت والعلاقات العامة والخاصة والشارع والمعمل والمدرسة والمسجد والندوة الفكرية والحث من خلال المنابر المتاحة على فعل كل ما هو يصب في خدمة العراق يكون قد انجز امران اولهم رضى الله عنه وثانيها احترام شعبه له حيث سيعطيه قلبه وليس صوته فقط في المراحل القادمة ذلك لانه انجز واثمر زرعه في ارض الواقع خيرا واستقرارا ونقلة نوعية في بناء الانسان العراقي المرتبك بارتباك اخلاق من قادوه سابقا وفق مناهج التخلف والرعونة والفساد والافساد والقتل والظلم والسرقة .

العراق وشعبه اليوم ينتظرمن كل سياسي حصل او لم يحصل على منصب ما:

*من ينتشل اطفال الشوارع من شوارع النسيان والجريمة والتخلف والسقوط والانحلال والجريمة لاحقا ويرجعهم الى مقاعد الدراسة .

** من ينتشل الوطن وشعبه من الجهل والتخلف والتصرفات الغريبة التي دخلت الى بيوتات العراق العريقة ويتخذ المنتديات الفكرية والمساجد والصحافة واي وسيلة اخرى صوتا لبث خيره وعلمه فيهم.

*** من ينتشل الافكار الخلاقة والعلمية والنوابغ من ابناء العراق من اتون الفقر الذي يقتل العلم في نبوغهم وعقولهم ويلقمهم فريسة سهلة في فم الاجرام والفساد ويوجد السبل الكفيلة لرعايتهم.

****من ينتشل الفقراء من الشوارع ويسكنهم في بيوت كما هي بيوتهم لانهم اهلنا واباء وامهات واخوة جار الطغاة عليهم وقد يكون جلهم اعزة قوم ذلوا وسرقت خيراتهم فاصبحوا بهذا الحال.

***** من ينتشل المفسد من النفوس الضعيفة ويمنعه من الرشوة والابتزاز ويحوله بما لديه من عقلية يمتلكها ويعتقد انها كفؤة ولم تفز في الانتخابات او فازت وحصلت على استحقاق لايؤهلها لتسنم منصب في القمة .

****** من ينتشل العقول الفاسدة والمنحرفة من مسؤولي الدولة والمتسنمين مراكز مرموقة لايحسنون التصرف من خلالها وعن طريق النقد البناء والفكرة الناجحة والعطاء والايثار في تحول الافكار الى تطبيقات عملية تخدم ولاتهدم.

******* من ينتشل الوطن من الارهاب والراعين له والمتعاونين معه وارجاع الضالين الى طريق الرشد والوحدة خلف القيادات النزيهة والشريفة وتعزيز فكرة ان العراق وخيره هو ملك لكل العراقيين وبالتساوي.

******** من يفكر في كيفية عودة ابناء العراق المهجرين ظلما والبائسين في ملاجئ الذل والجوع والبرد والحر والمرض والعمل على عودة العقول المبدعة المهاجرة الى حضن الوطن الآمن الحر الكريم وفق علمية ومنهجية ومغريات تجبره على اختيار العودة على البقاء في ذل الاغتراب والتشرد.

هناك الكثير مما يمكن لنا ان نقوم به ونحن خارج تلك الكراسي التي اقسم بالله انني اشفق على من يجلس عليها لانه سيحرم من متع الحياة الكثيرة وانه سيكون سجين وضعه الخاص ذلك لانه سيكون معرض دوما للعمل المتواصل والنقد المتواصل والقلق المتواصل والتهديد المتواصل , فرفقا بانفسكم سياسيينا الاشاوس والحياة امامكم والذي لم يجلس عليه اليوم ويقيد نفسه في زنزانته ذلك الكرسي البائس سيجلس غدا عليه مقيدا يديه ورجليه بالقيد الذي هو في يدي غيره .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com