اقبلت علينا مع طلوع شمس الصباح ترتدي اجمل الملابس والعطور خطفت  ابصارنا وبمجرد مصافحتها ودعوتها للجلوس بيننا بدت علينا ملامح الغضب منها والرغبة فيها حتى اغتصبناها  …  في وضح النهار وكأنها زئرة سيئة السمعة جاءتنا في منتصف الليل فلم نحسن استقبالها بالورود كما كانت تنتظر بل اسأنا اليها رغم اننا ظللنا نغني من اجلها ونراودها عن نفسها حتى توهمت فينا  صدقا وقدمت الينا نفسها علها تمنحنا المتعه ونهبها الحياه

 مزقنا ثيابها وسالت الدماء على ملابسها ليس في غرفة مغلقة بل على رؤوس الاشهاد …  صرخت فلم تجد من يسمع انين صرخاتها بكت ولم تجد من يجفف دموعها اعطتنا ظهرها راحلة  فطعناها من الخلف.

 نعم سيداتي وسادتي اغتلنا الحرية لم نرحم براءتها .... لم نتحمل مذاقها في الوقت الذي نتصالح فيه مع السحابة السوداء  وزحام الشوارع …  في زمن هز البطون وقطع الرقاب  سقطنا جميعا في اول اختبار حقيقي في المدرسة الديمقراطية.

 غرور القوه والقتال من اجل الكراسي ركب رؤوس الجميع فأطاح المال واصحاب الشعارات البراقة برموز كبيرة كبيرة وشريفة.

 سقطت قيم الحوار الديمقراطي والقيم العراقية امام اوراق البنكنوت والسيوف والمفخخات وسالت دماء الحرية ليس في صحة الوطن بل بهزيمته وغطت اصوات المفخخات على اصوات اغتصاب الوطن

 كنت سأحترم بشدة ان يموت الناس دفاعا عن ممارسة حريتهم  او ايمانا بمبدأ ولكن ان تزهق الارواح بثمن بخس ... بدراهم معدودة من اجل الاحتفاظ بالمناصب فهذه اكبر جريمة يجب ان يعاقب المسئولون عنها ..... ويظل السؤل حائر مثل اسئلة كثيرة من المسئول؟ وكيف نمارس حريتنا؟

 سادتي نحن بالفعل في زمن السقوط  ولايكفي ان نبكي في عزاء الحرية نودعها في حسينيات الوطن .... كل محبي الوطن مطالبون بالجلوس ولو بلقاء على الورق ... في الجامعات؟  الاحزاب في مراكز البحث والدراسات

جلسات ومناقشات صريحه وليس جلسات مجاملات…  لرصد مايحدث الان في العراق وماسيحدث خلال السنوات العشر القادمة.  فلا يمكن ان نبقى هكذا في انتظار ماسيأتي حتى لا نستيقظ على كارثة تغيب فيها شمس الحرية الى الابد او على الاقل حتى لانرحل دون ان نرى نورها؟.