من شهداء ۸ شباط الاسود.. الخالد نافع يونس (1925 - 1963)

 شه مال عادل سليم

 www.sitecenter.dk/shamal

انشودة الصامدين

 انا ذالك الاسير الذي تضئ شمس الفكر دربه

 خطواتي تقطع خيوط سلسلتي

 وسط الوف الحلقات من الشباك الدقيقة

 انا ذالك الاسير الذي لا يفقد خلف الاسوار الفولاذية افق اماله المشرق

 لقد سطرت على صفحة السماء باللهيب الخمر

 فقرات دستور عقيدتي

 انا ذالك الاسير اهدافه قبلة الجميع

 فليكن طريقي القويم رهيبا ومليا بالاشواك

 ستصبح الاشواك زهورا

 ويغدو الخوف هدوءا ودعة لما ابغيه

 ما دامت قوة الاكثرية من الشعب تسند ظهري

  ( عبدالله كؤران)

 في بيت كبير وفي محلة قلعة العريقة باربيل ولد الخالد نافع ملا يونس , كان والده ملا يونس من احد العلماء الدين المشهورين وذات مركز اجتماعي مرموق في مدينة اربيل وقد حرص ملا يونس على تعليم اولاده وارسلهم جميعا الى المدرسة اما والدته الست فهيمة فقد كانت تنتمى الىعائلة اصيلة وعريقة في مدينة اربيل.

اكمل الرفيق الخالد نافع دراستة الابتدائية والمتوسطة وا لثانوية في مدينة اربيل ومن ثم التحق بكلية الحقوق ببغداد العاصمة عام 1934 وتخرج منها بامتياز عام 1947 وبذالك تحقق احدى امنياته والتي كانت كالحلم تراوده منذ الطفولة ليدافع عن المظلوميين ويساعد الفقراء والمحتاجين !

كان الرفيق الخالد نافع ملا يونس مناضلا وطنيا نشطا انخرط مبكرا في الحركة الوطنيه الكوردية منتميا اولا الى منظمة( دار كه ر )* ومن ثم حزب ( هيوا ) منذ ان كان طالبا في المتوسطة... وكان ايضا عنصرا قياديا في ( حزب شؤرش – حزب الثورة ) في كوردستان العراق الذي تم تشكله في عام 1943 على يد مجموعة من(( الماركسيين )) الاكراد ومنهم ( الخالد صالح الحيدري والخالد موسي سليمان والخالد عادل سليم والخالد شيخ محمد محمد الملقب ﺒ( شيخه شه ل ) واخرون ) واصدروا حينئذ جريدة لهم باسم ( شورش)..... وقد ظل هؤلاء الثوريون الاكراد يواصلون عملهم حتى صيف 1946 حيث انضمت غالبيتهم وبعد حل حزب شورش ورزﮔﺎرى الى الحزب الشيوعي العراقي... ومنذ ذالك الوقت وحتى يوم استشهاده البطولي بقى الشهيد نافع يونس يعمل في صفوف الحزب ووصع خلال 17 عاما من عمره النضالي كل طاقاته في خدمه الحزب والوطن والناس...

 كان الخالد نافع ملا يونس محاميا قديرا وشخصية اجتماعيية محبوبة وله دور ونشاط بارز في الصحف والمجلات الكوردية حيث كتب العديد من اللاعمال الادبية والسياسية باسماء مستعارة حتى اصبح واحدا من المع الكتاب حتى لحظة استشهاده... وكان يتولى ايضا كتابة مفالات الافتتاحية لجريدة ( ئازادى ) لسان حال الفرع الكوردى للحزب الشيوعي العراقي و اول صحيفة سرية كوردية صدرت تحت اشراف المناظل الخالد ( ملا شريف عثمان اربيلي ) والتى تواصلت صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة وفي الاول من ايار عام 1959 صدرت بصورة رسمية وعلنية ونال الخالد نافع يونس حقوق الامتياز لها والى يوم اغلاقها في عام 1960.

 وسرعان ما تحولت (ئازادى ) الى جريدة واسعة الانتشار وقد لعبت دورا تحريضيا وتثقيفيا كبيرين وباتت وسيلة الحزب المباشرة للاتصال بالجماهير وبالمنظمات والاحزاب الديمقراطية الكوردستانية والشخصيات الوطنية.

و يجدر التاكيد هنا على دور الشهداء الابطال ( الخالد جمال الحيدري والخالد عبدالله ﮔﻮران والاساتذة كاكه حه مه ى ملا كه ريم وحسين عارف والشاعر الكبير المناضل احمد دلزار واخرون من الجنود المجهولين) في الصحافة الكوردية السرية والعلنية..

يقول الاستاذ الشاعر( احمد دلزار) :– ان صحافتنا المناضلة قد انارت الدرب امام عشرات الالوف ان لم نقل مئات من ابناء وبنات شعبنا المناضل الصامد عربا وكردا واقليات وخاصة في فترات الانعطافات والمد الجماهيري وثبة كانون المجيدة وانتفاضة خريف 1952 وخريف 1956 وثورة الرابع عشر من تموز 1958 وفي بعض سنوات السبعينيات.

ومن دواعي اعتزازي انني كنت من محرري صحافتنا المناضلة ففي صيف وخريف 1960 كنت مع زملائي الخالد الذكر (( عبدلله ﮔﻮران وكاكه حمه وحمه كريم وحسين عارف)) محررا في جريدتنا المناضلة ( ئازادي ) كنت اكتب فيها واشرف على صفحتي العمال والفلاحيين حتى حجبها عن الصدور في اواخر تشرين الثاني 1960 وكان صاحب امتيازها الرفيق الخالد المحامي ( نافع يونس).

  كتب الاستاذ العزيز ( د. عزالدين مصطفى رسول ) : – في مقدمة كتابه ( حول الصحافة الكوردية) الى اعز من سهرت معه لنخلق حرفا وفجرا ينطقان بما انشدنا له سجينين ذات يوم ( ازادي – الحرية ) فكانت لنا مع ( ازادي ) ذكريات طبعت طيفه الحبيب في فكري ودربي طامحا بما لقيه من مجد وشرف ومصير ! الى ذكراك يا نافع..... كلمات اخرى ولا زلت سائرا.

 تقول المناضلة( فتحية محمد زوجة الشهيد الخالد عادل سليم ) :– شكل عقد المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي في شباط 1945 نفطه تحول في تاريخ نضال الحزب وبعد عقد الموتمر استطاع الحزب بامكانيته المتواضعة والمحدودة ان تصدر اول صحيفة سرية باسم ( ازادي ) وكان الرفيق الخالد الملا شريف الاربيلي لعب دورا بارزا وفي اصدار هذه الجريدة العزيزة على فلوبنا نحن الشيوعيين الكوردستانيين في الاربعينات وتابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة واصبح الكاتب الخالد نافع ملا يونس صاحب امتيازها ورئيسا لتحريرها. لقد كرس الخالد نافع يونس جل حياته وطاقاته منذ شبابه لقضية الشعب وسعادته وعن القيم والمثل التى امن بها والتي تجسد في سلوكه وممارساته اليوميه وعمل لها سياسيا وصحفيا ومحاميا ,كان الخالد نافع نشطا حيويا يحب المزاح ويجيد النكتة كان صريحا ومتواضعا وصلبا امام العدو

عرف الشهيد طوال حياته بالتواضع وحب الفقراء وبالمشاعر الانسانية العالية والاخلاص للمثل والاخلاق الشيوعية العالية اتذكر جيدا تلك السنوات الرائعة التي كنا نحتفل بعيد نوروز المجيدة ومن اروع الاحتفالات النوروزية تلك الاحتفالات التي كنا نقيمها في بيت الخالد نافع يونس بين اعوام 1940 – 1948 في مدينتة اربيل نلقي فيه كلمات واغاني ودبكات شعبية فعلا كانت ايام جمبلة ورائعة وخالدة وستبقى في الذاكرة.....

 يقول الخالد( اسعد خضراربيلي) ( ابو جبار ) : – تعرفت على الشهيد نافع يونس والشهيد عادل سليم عن القرب بعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 مباشرة حيث كنا نعمل في هيئة حزبية واحدة وهي( اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي) في محافظة اربيل وكان الرفيق الشهيد( نافع يونس) المحامي سكرتير اللجنة المحلية انذاك وعملنا سوية قي هذه الهيئه الحزبية لمدة اكثر من 3 سنوات لحين ابعادي الى الكوت عام 1962. كان الخالد نافع يونس رفيقا مبدئيا وجريئا في طرح ارائه ومواقفه وكرس جل حياته للدفاع عن الحزب وسياستة لتحقيق طموحات واماني شعبه العادلة

كان الشهيد نافع مناضلا باسلا اتصف بالهدوء والشجاعة تعرض للملاحقة والاعتقال والتعذيب الوحشي عدة مرات

كان الشهيد كاتبا ممتازا كتب المقالات العديدة في الجرائد والمجلات والتي فضح فيها تنامي النشاط الرجعي للحكومات المتعاقية )).

بعد احداث وثبة كانون عام 1948 اعتقل الخالد نافع ملا يونس وحكم عليه بالسجن مدة 10 سنوات بالاضافة الى5 سنوات يكون فيها تحت المراقبة... فارسل الى سجن نقرة سلمان السيئة الصيت مع رفيق دربه وصديق طفولته الخالد عادل سليم حيث شاركو هناك في الاضراب البطولي الذي اعلنه السجناء السياسيون مطالبين بتحسين اوضاعهم ونقلهم الى سجن اخر. وقد رضخت السلطات امام اصرار السجناء وصمودهم وتم نقلهم الى سجن بغداد وبعقوبة.

 وخلال الاشتباك مع عصابات عبد الجبار ايوب المعادي للشيوعيين والديمقراطيين والمناضلين الوطنيين في مجزرة سجن بغداد جرح الرفيق الخالد نافع يونس ونقل مع رفاقه الاخرون الى المستشفى لاصابتهم الخطيرة.

 وبعد شفائه نقل الى سجن بعقوبة وبقى هناك.... ووقف بثبات بوجه حملة السلطة لانتزاع البراءة سية الصيت منهم وقاوم باباء ورجولة. ثم ابعد الى مدينة بدرة حتى بزوغ نور ثورة 14 تموز المجيدة حيث اطلق سراحه مرفوع الهامة وعاد الى مدينتة اربيل......

بعد ثورة 14 تموز تعقدت وتشعبت وتعمقت مهمات الحزب وقد ساهم الخالد نافع يونس مع بقية رفاقه في قيادة عمل الحزب لاسناد الثورة وتدعيم انتصاراتها واصبح في ما بعد صاحب الامتياز لجريدة ئازادي العلنية ورئيسا لتحريرها معا.

و بعد انقلاب الدموي في 8 شباط 1963 اسقطت الرجعية البعثية حكم قاسم وا ستولت على الحكم. وكان الشيوعيين اول من تصدى لها وقدموا خلال تلك الاحداث مئات الشهداء من خيرة اعضائه وسجن منهم عشرات الالوف وسقط العديد من قادة الحزب الشيوعي وفي مقدمتهم الخالد (( سلام عادل ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي وجمال الحيدري ومهيب الحيدري وحسن عوينه وابو العيس وشيخ حسين البرزنجي ونافع ملا يونس عدنان البراك وعبد الاحد المالح وحسين علي هورامي اخرون )) شهداء.........

نعم لقد تعرض الشهيد نافع ملا يونس الىا بشع تعذيب ولمدة ستة اشهر وكسرت اضلاعه وساقه تحت التعذيب... وبعد فشل اللجان التحقيقية في النيل من صمودة مزقت جثته اربا اربا وفارق الحياة متاثرا بذالك... لقد كانت قصة استشهاده امثولة في البطولة وضربا رائدا في الصمود والتحدي والحفاظ على الكرامة.

لقد كان الخالد نافع ملا يونس مثالا للشيوعي الشجاع مثله مثل رفاقه الابطال دافع بثبات عن مبادئ الحزب وسياسته وصان اسرارة............

و اخيرا اقول ان هؤلاء هم الرجال الابطال الذين انجبهم الشعب والحزب وهم الرجال الذين لا بد وان ننحني اجلالا لتضحياتهم ونضالهم ونعاهدهم بالوفاء لدمائهم الزكية التي ستبقى منارا لنا ودرسا وطنيا في مواصلة النضال من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الجتماعية...

 الذكر الطيب على الدوام للا نسان نافع ملا يونس فقد كان اسما على مسمى (( نافعا وشجاع))...... وستبقى ذكراه حية طيبة..........

 

 · داركه ر.... كلمة كوردية تعني ( الحطاب) وهو اسم لمنظمة قومية ظهرت في عام 1937 وكانت الهيئة المؤسسة تضم كلا من مصطفى العزيزي ( من اربيل ), موسى عبد الصمد( من اربيل ) , فتاح ورستم جبار( من اربيل ) , والشاعر يونس رؤوف ( دلدار ) من ( كويسنجاق ).. ثم تحولت المنظمة الى حزب( هيوا , الامل ) واصبح المرحوم ( رقيق حلمي) رئيسا للحزب , نظرا لمواقفه القومية ومساهماته الادبية والصحفية وتجربته السياسية....

  

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com