|
( بغداديات ) ( الخلود الحسيني ) كذب الموت فالحسين مخلّد ........ كلّما اخلق الزمان تجـدّد بتوقيع : بهلول الكظماوي bhlool2@hotmail.com ما أكبرها و أعظمها من ثورات في التأريخ , وما أكثرهم من الثائرين , ولكن ما أصغرهم من خالدين قياساً إلى ثورة الأمام الحسين ( ع ) التي لم يتجاوز تعداد أفرادها الثلاثمائة و ثلاثة عشر نفراً بضمنهم أهل بيت الرسالة النبويّة بما فيهم النساء و الاطفال الذين وقفوا إمام ألألوف المؤلّفة من المعسكر الأموي الذي اصرّ ( هذا المعسكر الأموي ) الاّ أن يصفّي حساباته القبليّة الجاهليّة المتعصّبة مع الرسالة المحمديّة التي قضت على كلّ مقوّمات غطرسة و جبروت الطغاة المستكبرين الذين كانوا يسومون شعب جزيرة العرب سوء العذاب حيث حرّرت رسالة السماء الجديدة هذه العبيد و الإماء و قضت على المعاملات الربوية و نوّرت عقولهم و حررتها من عبادة الأصنام و الأوثان و حاربت الجهل و الخرافة و ساوت بين الناس حتّى أصبحت قامة العبد المملوك بلال الحبشي تتطاول لتساوي قامة أبى سفيان بن حرب سيّد قريش . ورغم اكثر من ستين عاماً و تصديق الأغلبية الساحقة بها الا ان البيت الأموي ظلّ على كفره بها , بل وإنكاره حتى للوحي الذي نزل على الرسول محمد (ص) و يتجلّى هذا الإنكار شعراً على لسان يزيد المتشفّي بعد مقتل الحسين (ع) : لعبت هاشم بالملك فلا .... خبر جاء و لا وحي نزل. كانت البداية قبل مقتل الحسين (ع) حينما اضطرّ الإمام الحسن (ع) إلى حقن دماء المسلمين ليوقّع هدنة مع معاوية , كانت إحدى شروط هذه الهدنة ( وثيقة عهد الصلح ) إلى أن تؤول الخلافة إلى الحسن و إلى أخيه الحسين من بعده إذا توفّى الحسن . دسّ معاوية السم للحسن بواسطة زوجته ( جعده , أو جعيده ) بعد أن وعدها بتزويجها إلى ابنه يزيد مكافئة لها بعد قتلها لزوجها الحسن . ولمّا استشهد الأمام الحسن مسموماً على يدها نكث معاوية بـ جعده متحجّجاً بخوفه منها على ابنه يزيد أن يكون مصيره معها ( و هي قاتلة زوجها ) كمصير الحسن (ع) فأعطاها مبلغاً من المال مكافئة على عملها الشنيع . و بعد وفاة الحسن من البديهي أن تكون الخلافة للحسين حسب ما نصّت عليه معاهدة الصلح مع معاوية . نكث معاوية بمعاهدة الصلح لينصّب ابنه يزيد خليفة بعده بدل الحسين , وبعد أن هلك معاوية خلفه ابنه يزيد ليرسل الوليد عامله على المدينة لكي يأخذ البيعة من الإمام الحسين ليزيد و يأمره بان يقتل الحسين إذا لم يبايع وان وجده متعلقاً بأٍستار الكعبة . ومن حينها و امام خوف الحسين (ع) من سفك دمه في مكة المكرّمة و هتك حرمة البيت الحرام و وقوع الفتنة بين المسلمين , قصد الحسين البيت و احرم و طاف طواف العمرة و لم يتسنّى له البقاء لموسم الحج فاسرع مغادراً مكّة قاصداً العراق . إلى هنا اريد أن أتوقف عن سرد بقيّة قصّة مصارع الكرام ( آل بيت ألنبوّة ) وذلك لانّ واقعة كربلاء معروفة للجميع , واحب أن استخلص نتيجة من واقعة الطف هذه لاقارنها بما يجري على ارض عراق الطف اليوم. توطئة : بسم الله الحمن الرحيم وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)صدق الله العلي العظيم . سورة آل عمران . عزيزي القارئ الكريم : الآيات الكريمة من الذكر الحكيم لا تحتاج إلى جهد و عناء لتفسيرها , فهي تدل صراحة على سالكي طريق الحق و طالبيه , و بالتالي فهي تنطبق على موقف الحسين و أهل بيته و صحبه الميامين الذين لم يعطوا بيدهم إعطاء الذليل و لم يقرّوا اقرار العبيد فاختاروا المنيّة على الدنيّة . خطاب الحسين (ع) : * اني لا أرى الموت الاّ سعادة , وما الحياة مع الظالمين الاّ برما . * إني أري الحق لا يعمل به و الباطل لا يتناه عنه , اني ارى الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه حيث ما درّت معائشهم فإذا محصّوا بالبلاء قلّ الديّانون . * انّي ما خرجت اشراً و لا بطراً و لا ظالماً ولا مفسداً وانمّا خرجت لطلب الإصلاح في امّة جدي رسول الله , اريد ان آمر بالمعروف و انهى عن المنكر واسير بسيرة جدّي رسول الله. * ألهمّ انك تشهد انّه لم يكن الذي كان منّا طمعاً في سلطان أو مطلباً لشيء من بقايا الحطام لولا أن نردّ الحقوق المسلوبة لعبادك و نقيم المعطّلة من حدودك . *يزيد شارب للخمر لاعب بالقرود و مثلي لا يبايع مثله . * آن القوم خيروني بين السلّة و الذلّة و هيهات منّا الذلّة , يأبئ الله ورسوله لنا ذلك . تقلّبات في مواقف الرجال : من الملاحظ وجود من كان في صف البيت النبوي و منهم الشمر بن ذي الجوشن الذي كان من المستبسلين قي جيش الأمام علي و قاتل معه جيش معاوية في معركة صفين و فقئت عينه في تلك المعركة على يد جند معاوية , نراه ألآن ينقلب على الحسين في كربلاء ليكون في النهاية هو من يحز رأس الحسين (ع) و يقطعه ليقدّمه الى عبيد الله بن زياد والي يزيد على الكوفة . و في الطرف ألآخر نجد الحر بن يزيد الرياحي الذي أرسله بن زياد ليقطع الطريق على قافلة الحسين و أهل بيته , نجده ( الحر الرياحي ) يتوقّف متأمّلاً عاقبته إذا نفّذ أمر قائد جيشه بقتل الحسين ليقرّر نهايته بعد هذا التأمّل , وليأتي الى الحسين حاملاً السيف و القرآن طالباً من الحسين امّا أن يقتص منه بالسيف , وامّا أن يعفوا عنه بالقرآن , وكان له أن عفى عنه الحسين ليصبح ( الحر ) من اتباعه و ليستشهد بين يديه . الماكنة الاعلاميّة الامويّة : لم تكن الماكنة الإعلامية الأموية الاّ وريثة الإعلام الجاهلي , فكما كان الإعلام الجاهلي يصف الرسول محمد (ص) بالكاهن , والساحر , و الشاعر , و المجنون بعد أن عرفته كل العرب بالصادق الأمين , كذلك ابتدأ الإعلام الأموي منذ أن اغتصب معاوية بن أبى سفيان الخلافة و اسند شؤون إعلامه إلى سيف بن عمر التميمي الذي اختلق له شخصيات أسطورية وهمية مثل عبد الله بن سبأ ( ابن السوداء ) و القعقاع ...الخ , كذلك كان يزيد سائراً على درب والده معاوية في اختلاقاته و دعاياته (الغوبلزيّة) , فاسند إعلامه إلى عرّابه سرجون اليهودي في الشام والى شبث بن ربعي في الكوفة , فنرى كيف إن شبث يزور الحقائق و يدعي إن هانئ بن عروة هو ضيف عزيز مكرّم قدم على عبيد الله بن زياد و حلّ في ضيافته في حال انه ( هانئ ) معتقل و من ثمّ قتله عبيد الله بن زياد , ونرى بالشام كيف حوّر الإعلام الأموي و اختلق إشاعة بأن الأسرى و السبايا من عائلة الحسين هم نفر من الخوارج شقّوا عصا الطاعة على الخليفة فقاتلهم وانتصر عليهم الخليفة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية . و هذا ليس غريباً\على يزيد الماجن اللاهي والمتّكل على مستشاره الداهية الذي يخطط له كل أمور دولته و رعيته سرجون اليهودي . و اليوم : أين نحن شعب الحسين من الحسين (ع) ؟ لننظر إلى طرفي المعادلة بجانبيها الحسيني و الأموي ! الجانب الحسيني اولاً : و نجد فيه القليل من الطقوسيين الذين يختزلون النهضة الحسينية بالطقوس و المراسم و العادات و التقاليد حيث لطم الصدور و الهاب الظهور بالسلاسل و شق الرؤوس بالسيوف عند الشيعة يقابله ضرب الدفوف و الدروشة و دق الأسافين و الخناجر بالرأس و بقر البطون ( الدرباشه )عند السنّة , مما تتصيّده كامرات التصوير لتظهره على الفضائيات بسخرية و استهزاء . و لكن إلى جانبه و هم الكثير و الحمد لله نجد من المثقّفين الواعين الذين أعطوا النهضة الحسينية حقّها فابرزا معالمها و أسبابها و أهدافها و النتائج التي آلت اليها برغم التعتيم المقصود لألاّ تتوسّع هذه المفاهيم و تنتشر منطلقة الى آفاق رحبة واسعة لتصبح صحوات و مشاعل تضيئ درب التحرّريين في مدلهمّات الخطوب التي نمرّ بها . امّا الجانب الأموي اليوم : فهو كعادته و ديدنه كما كان عليه سالفاً , فكما كان يملك الأمويون بيت المال ليسيطروا به على المستضعفين و يشتروا به ذمم أصحاب الدنيا , وكما اشترى معاوية ذمّة قائد جيش الحسن (ع) و اشترى ابنه يزيد ذمّه قاضي الكوفة ليستصدر منه فتوى بجواز قتال الحسين (ع) و سفك دمه لانه خرج عن طوع إمامه يزيد , كذلك نرى يزيد عصرنا اليوم (هدام العراق ) وقد ابتلع ثروات العراق وهو دولة نفطية غنية بكاملها و لمدة تزيد على الثلاثة عقود ليسخّرها اليوم لتمويل عصابات الارتزاق التكفيرية التي تسفك دماء المواطنين العزّل و لتمويل حواضن هذا الإرهاب التكفيري , تلك الحواضن التي تتفاوض مع المحتليّن الانكلو/امريكان بالنهار لتجتمع ساندة الارهابيين التكفيريين القتلة في الليل . الخلاصة : اني والله ارى التأريخ ما زال سارياً و لم تتوقف حركته حتى يمكن لنا ان نقول بأن التأريخ يعيد نفسه , انه لا يزال مستمراً بدون توقّف . فقائد جند الحسن وقاضي الكوفة التي اشترى ذممهم الامويون و كذلك شبث بن ربعي و بن الاشعث و بن الجوشن ما زال من يمثلهم بين صفوفنا ! امّا الحر الرياحي فقد اصبح ظاهرة و ليس حالة فردية , وما انتفاضة أهلنا أبناء السنة بالرمادي و القائم و سامرّاء بجه الارهاب التكفيري الاّ حالة تمثّل اصطفافهم و سيرهم مع سيرة الحر بن يزيد الرياحي و التي اتمنى من الله العلي القدير ان تؤتي ثمار نهضتهم هذه اكلها الطيب بالسريع العاجل بأذن الله تعالى . و اني لاعتقد جازما ًبأن الأيام القريبة القادمة ستعرّي البعثيين و الارهابيين التكفيريين و توضّح حقيقة عمالتهم للاحتلال الانكلو/امريكي كما عرّت ( وثيقة صلح الامام الحسن ) عرّت معاوية و كشفت حقيقة غدره و نكثه بالعهد مما مهدت لثورة الامام الحسين (ع) إذ سيكتب التأريخ قريباً بأن البعثيين و الإرهابيين التكفيريين ما هم الا عملاء الاحتلال و أذنابه الذين يمهدون لطول أمد احتلاله للعراق . واني لازعم بان من اخوتنا النصارى ( المسيحيين ) الذين اعتدي على كنائسهم و دور عبادتهم بدون ذنب اقترفوه ستسري بعروقهم دماء وهب النصراني الذي انتصر للحسين (ع) و استشهد معه في واقعة كربلاء . واني لازعم ان روح ام وهب النصراني التي كانت تحث ولدها وهب وتقول له : بابي انت وامي قاتل دون الطيبين ولما استشهد ابنها انتزعت عمود الخيمة وقاتلت به جيش يزيد لتستشهد مع الحسين (ع) , اعود لاقول بان روح ام وهب و روح زينب و سكينة والرباب وبقية الهاشميات ستسري في دماء هاشمياتنا و زينبياتنا في العراق لتنتفض بوجه جلاديها من بعثيين و تكفيريين ومحتلين لتربي اجيال العراق القادمة على حب الوطن و المواطن لما ينفع الناس/ انه عراق علي و الحسين / عراق ابي حنيفة النعمان و الكيلاني / عراق الصدرين / عراق الشيخ ناظم العاصي و الشيخ البدري / عراق تشترك به كل الطوائف والقوميات و الاديان لا عراق البعثيين و التكفيريين و الانكلو امريكان . بسم الله الرحمن الرحيم وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . صدق الله العلي العظيم . و دمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي. امستردام في يوم التاسع من محرم الحرام المصادف 8-2-2006
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |