صندوق النقد الدولي هل يريد سحق المسحوقين ليرضى

احمد مهدي الياسري

تتسرب انباء من هنا وهناك مفادها ان هناك شروط قد وضعها صندوق النقد الدولي و دول الاتحاد الاوربي حول الغاء الديون المترتبة على شعب العراق نتيجة الحقبة الفاسدة والسياسة الرعناء للزمرة البعثية الباغية السابقة وبالرغم من ان الامر اذا ما اخذناه من الزاوية الاقتصادية البحتة والجدوى لهذه الشروط ومدى ما سيحذف من ديون هائلة هو في حقيقته امر جيد ولكن هناك امر مهم يجب ان يلتفت اليه هؤلاء الذين بايديهم القرار الاول والاخير حول هذا الامر وهو ان هناك بعض الشروط التي يضغط بهاعلى الحكومة العراقية لقبولها وتنفيذها على ارض الواقع وهي تصب سلبا في صميم حياة العراقيين وخصوصا الفقراء والمسحوقين والطبقات المتوسطة ايضا .

من هذه الشروط الغاء البطاقة التموينية وزيادة اسعار الوقود واعتقد ان هناك الكثير مما خفي ايضا من الامور ولكن لنأخذ هذين الامرين وهم من اهم مفردات الحياة لهذه الشرائح والتي ستتأثر تأثيرا مباشرا بتلك التغيرات.

كلنا يعلم ان العراق كان يحكم من قبل طاغية جاهل فاسد سارق قاتل حكم العراق بالحديد والدم والنار والثرم والابادة الجماعية ولم يترك لاحد فرصة ابداء رايه في اي من شؤون الحياة العسكرية والمدنية والاقتصادية وكان يتدخل بادق الدقائق وكأنه الوصي والخالق الملزم بتسيير امور وانفاس هذا الشعب العريق .

نلاحظ ذلك جليا في ثورة غضب الجرذ المعتوه صدام حينما طرده القاضي رؤوف من جلسة المحكمة السابقة وكيف قال للقاضي كنت رئيسكم 35 سنة وكنت ادير شؤونكم وكنت اقوم بحمايتكم ورعايتكم وووو مما لفضه من فمه العفن من كلمات جلها تقول كنت وكنت وكنت اي هو وحده ولم يقل كنا اي مجموع افراد كما هو متعارف ان الدول يحكمها رجالات متنوعة منها العسكر والقضاة والتنفيذيين والتشريعيين وغيرهم من اركان استمرارية وحيوية الدول , ولكن الجرذ صدام كان يقول دوما في شعاراته التي كان يجبرنا على رفعها على الواجهات ابان تسلطه وحكمه وكانت واحدة منها تقول ( اذا قال صدام قال العراق) ولن انساها تلك القذرة احايدية الفكر المنحرف ونرجسية الحمقى البله السفهاء المعتوهين عصابات الدهر التي اتت علينا في غفلة من الزمن وطغت وتجبرت وسرقت مع من سرق اقوات وحقوق الفقراء والمسحوقين بثرامة الظلم الدولي والصدامي معا.

ذلك اللانظام الفاسد كان مدعوما من قبل هذا الصندوق وتلك الدول لا بل كان وكما قال ذلك يوما صلاح عمر العلي وكان من اركان ذلك اللانظام الفاسد و من على قناة الجزيرة في سرد ذكرياته مع هذا النظام لم يحصل في اي مرحلة من التاريخ ان اجتمع الشرق والغرب وهم اعداء والشمال والجنوب في دعم اللانظام (النظام كما يسميه البعض خطأ ) العراقي الصدامي ابان حربه الضروس مع ايران حيث كان يمول امريكيا سوفياتيا وكل المعسكر الشرقي وبطريق غير مباشر وعن طريق الوسطاء سماسرة الحروب وكان عرابها آنذاك الاردن ومليكه الحسين ومصر مبارك واليمن بشقيه الشمالي والجنوبي آنذاك والخليج كله .

اذن شعب العراق يعي جيدا انه كان محكوما وفق مصالح تلك الدول مع هذا القابع خلف زنازين الذل والعار ولم يكن مخيرا في تلك الحروب والمتاهات والصروفات الغير شرعية على تلك الافواه العفنة في كل بقاع الدنيا الموحشة بدول ناهبة تمتص دماء الفقراء من اجل اكتناز الاموال السحت والمسروقه وفق الية اسمتها الديون المترتبة على العراق اليوم وكانت تبني فجور قصورها وتنعم وزبانيتها بها وشعبنا يحرق في اتون حرب سموها وقتها الدفاع عن البوابة الشرقية ضاخين بكل حقدهم على شعبين لاذنب لهم سوى انهم عصات على الظلمة قسات على الجائرين رفضة لكل باغي متمردين على شرعة النهب والسلب ومص الدماء وباختصار مكثف شيعة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم وشيعة دينه وقر’نه وآله الاطهار.

شعب العراق يحذر هؤلاء من ان الامر يثير الريبة والقلق والحنق حينما ننظر الى هذا الصندوق اليوم وهو يفرض تلك الشروط المدمرة لشرائح عانت سابقا وستعاني اليوم اذا ما نفذت هذه الشروط وان كانت ذات جدوى اقتصادية ولكن الوقت لتنفيذها غير مناسب لا بل وهو يحسب اليوم حساب الابتزاز الارهابي القاتل .

شعب العراق لم يعترض بعد سقوط النظام على تلك الدول في مطالبتها بديونها بل بحث وناقش الامر وطلب بطرق شرعية ودبلماسية ووفق تبادل المصالح البعيدة المدى مع تلك الدول حتى تتنازل عن كل او بعض تلك الديون واستبشرنا خيرا بالكثير من مبادرات التسقيط ولازلنا نامل ان تبادر بقية الدول بمساعدة هذا الشعب الذي لم يكن له ناقة او ابرة او حتى حبة طحين وليس جمل بكل تلك الهوجاء العاصفة من سنين القحط المر على شعبنا الباسل الوفيرة العطاء على بني البغاء والشذوذ اعراب البعث الساقط السافل المخزي اليوم خلف قضبان العدل الالاهي, وتلك الدول التي تطالب اليوم بشروط لحذف الديون تلك.

لن نتجاوز ونتكلم خلاف الاتفاقات التي ابرمت مع صندوق النقد والدول التي لها ديون على العراق ولكن نقول لهم ولحكومتنا ولمن يفاوض هذه الجهات عليكم تاجيل هذه الاستحقاقات حتى يحين الاستقرار في العراق ويتنفس هؤلاء المتعبين الصعداء ويستنشقوا نسائم الحرية والعدل وارجاع الحقوق المسلوبة اليهم , وشعبنا اليوم لايحتمل الضغوط المتراكمة ويكفيه الارهاب المجرم ويكفيه تعطيل القضاء ويكفيه مايحاك خلف الكواليس ويكفيه ما يضمره الحاقدون على اعظم ارض واقدس تربة وانقى شعب على وجه البسيطة, وشعبنا اليوم يعي كل شئ وان كان صامتاً فهو صمت الصبر المر حيث الصدور تغلي والامر لايحتمل ان تنكأ الجراح وعلى المجتمع الدولي ان يكسب هذا الشعب لا ان يعاديه ويضغط عليه ,وخصوصا ابناء وعوائل الشهداء وهم 90% من شعب العراق اي النسبة الكبرى وهم رقم صعب وتحتهم ترقد اعظم الثروات التي لم يهنئوا بها الى هذه الساعة فيما تنعم بخيرها كل فم عفن قاتل مجرم تافه غادر وهذا ما لايطاق صبرا عليه.

شعب العراق ينظر الى التنفيذ الفوري لشروط ذلك الصندوق والدول التي لها ديون على العراق بانه قتل وسحق لشعب سحقته حقب الطغيان والجور وهو لايحتمل في هذا الوقت بالذات تلك التغييرات وحبذا لو تؤجل حتى اشعار آخرولكم ان تعتذروا وتشكرو هؤلاء على صبرهم وتحملهم رغم عظم المأسات وحينها ستنالون الشكر والعرفان من كل مسحوق لايمتلك اليوم سوى خمص بطون ارهقتها آلام الجوع والحرمان والظلم القارص.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com