مددت يدي إلى المنضدة المجاورة لأسحب بعض الأوراق المتكاومة ؛؛ والتي نسختها من مواقع الانترنت المختلفة .
فيطالعني ذلك الرسم الكاركتيري الذي يمّس رسول الأمة عليه الصلاة والسلام والذي يمثلّ رجل مخيف الهيئة فوق رأسه عمامة على هيئة قنبلة مكتوبٌ عليها الشهادتين ؛؛ في البداية ظننتها صورة لأحد المطلوبين في لائحة الإرهاب فأفاجأ في النهاية كلمات تشير إلى أن الكاركتير يخص شخص الرسول عليه الصلاة والسلام !
الصحف الدانمركية رسمت صورت شخص يبدوا انه يشبه جميع المجرمين في العالم ؛فقد حاولت هذه الصحف تقديم الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم إلى انه قاتل وإرهابي ومزوج للفتيات الصغيرات .
ذلك الرسم الذي جرح كرامة كل مسلم بغض النظر عن طائفته وعِرقه ومذهبه؛ واللذين هبّوا جميعهم ثائرين لكرامتهم المجروحة .
فكان أول ردة فعل المسلمين احتجاج؛ تنديد؛ شجب ؛ ومقاطعه..
وغضب من الشارع العام إزاء هذا الفعل المشين .
وقد أصيب الاقتصاد الدانمركي من المقاطعة في الصميم ؛فجميع المسلمين قد هبّوا لأنهم أهينوا حتى النخاع في حبيبهم وقدوتهم ونبيهم الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم .
تساءلت في نفسي :
راسم هذا الكاركتير قبل أن يعرف مكانة الرسول "ص" في نفوس المسلمين لم يعرف من هو الرسول"ص" لم يقرأ عن حياته وأخلاقه وسلوكياته .
وإن قرأ !!
فإن اتجه لقراءة كتب الصحاح فهي إذن مسّت الرسول الأكرم وتطاولت عليه كتبت بأنه ليهجر ؛ وقيل عنه إنه يقضي حاجته واقفاً وهناك من رءاه ونقل الرواية؛؛ وإنه ذات مرة أراد أن يقيم الصلاة فتذكر إنه على جنابة فقال للمصلين لاتبرحوا وذهب ليغتسل وما لبث أن عاد سريعاً وأقام الصلاة .
أما أن بحث في "كتب الشيعة" فهي أيضاً قليلة أو قليلة الانتشار- والحق يُقال - !!
ولأنه لم يقرأ إذن هو يجهل والرسم كان نتيجة جهله - ومع ذلك لا أبرئه – !
ولكن الأثر الإيجابي الوحيد الذي خلّفته الإساءة أنها وحدّت بين المذهبين لأن الهدف واحد وهو شجب واستنكار ورفض من الصميم .
و يبقى السؤال من أين استشف الرسام الدانمركي شخصية رسول الأمة؟
أليس ذلك الكاركتير نسخة كربونية من شخص أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي وأتباعهم .
إذن أصابع الاتهام تشير في المقام الأول إلى تلك الفئة الضالة وعلى عاتقها تقع المسؤولية فهم السبب المسبب في تطاولهم على مقام نبينا عليه الصلاة والسلام !
فهم من أعطوهم تلك الفكرة السوداوية الإرهابية العنيفة والتي برزت الرسول عليه الصلاة والسلام كرجل دماء وإرهاب وتفجير وتفخيخ وقتل .
أليسوا هم من يدعون نفسهم بالمجاهدين !!
أليسوا هم من ألهموا الرسام ؟
قد لا أعتب على رسام الكاركتير لجهله بقدر ما أوّجه عتب ولوم شديد اللهجة للإرهابيين الذي عرضوا مقام الرسول "ص" للسخرية والاستهزاء والمغالطة .
أولئك الذين شوهوا حقائق صورة الإسلام والرسول "ص" لأنهم يزعمون بأنهم يطبقون رسالة السماء ؛ فهم إذن في الواجهة .
ولا أنسى إن أذكر إنه في هذه الأيام أسيئ إلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم والى عرضه ..
نعم في مثل هذه الأيام تحديداً في سنة 61هـ كان الحسين ابن رسول الله غريب وحيد لا ناصر له ولا معين قد منع من ماء الفرات .
في مثل هذه الأيام الأليمة كانت العمامة التي يلبسها رسول الله وعباءته تختلطان بدم ابن ابنته الزهراء عليها السلام وتراب كربلاء .
وإنّا لنحيي ذكرى الإمام الحسين عليه السلام ونتذكر ونتألم لأننا نرى هذا أقل ما نقدمه وفاءً إلى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم .
ونحن إذ نعلن شجبنا واستنكارنا وسخطنا على هذه الجريمة العظمى يجب علينا أيضا أن نصل صوت إدانتنا إلى تلك الدول التي تصدر منها الإساءة إلى شخص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من خلال جميع الطرق المتاحة وكذلك ادعوا جميع الغيارى بان يقوموا بدعم جميع الفعاليات التي ترفض هذه الاعتداء وتدينه .
ودعوة أيضاً للكتابة عن حياة وسلوك وتعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع العدو والصديق ,. كتعريف وإجلاء غمامة عن الفهم المغلوط لفكر وحياة الرسول الأعظم.
في الختام لا أقول سوى "بأنك مظلوم يا رسول الله شاهداً وغائباً" ..
فمتى الثأر يا ابن رسول الله لتأخذ بمظلومية جدك صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام .