صرخة سيد الشهداء الحسين ضد الظلم التي أصبحت نبراسا لكل الثوار في العالم

 

 

 

وداد فاخر* / النمسا

صرخة سيد الشهداء الحسين بن علي والتي دمغ فيها تهافت الأعراب على المال والجاه في أرض كربلاء ظلت تدوي في آذان كل القتلة والمجرمين والطغاة على مر العصور . ولا زال صوت شهيد الحق والعدالة الإنسانية يدوي وهو يصرخ هاتفا في كربلاء ( إن لم تكونوا عربا أو مسلمين ، فكونوا أحرارا في دنياكم ) . لذا ظل هاجس تضحية الحسين الشهيد يؤرق القتلة والطغاة ، وأصبح كابوسا يجثم على صدورهم ، والذي تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل ، وعلى مدى ثلاثة عشر قرنا ونصف ، ورسمت طريقا واضحا للثوار الذين ساروا على خطى ونهج الحسين شهيد الحق والحرية والعدالة الإنسانية .

ومن قبيل الصدف أن يتوافق يوم ملحمة الطف التي أعطت للبشرية برهانا ناصعا على الإصرار على رفض الظلم والطغيان الذي ابتدأه آل أميه في دولتهم التي قامت على القمع وتكميم الأفواه واغتصاب السلطة، مهيأة لجريمتها التي لن يمحوها الزمن في وقعة كربلاء باستشهاد الحسين وجمع من آل بيته وصحبه . فقد توافقت ذكرى الطف الحزينة في هذا العام مع ذكرى مذبحة 8 شباط 1963 عندما أعلن جزاري الشعب العراقي عن نيتهم بذبح مواطنين أبرياء لا لشئ سوى حبهم لشعبهم ووطنهم . والدليل على إصرارهم ذاك اعتراف القتلة من الفاشست البعثيين، وشركائهم من القوميين والناصريين في حبهم وتشوقهم للدماء ما حواه بيانهم الذي ينطلق من فكرهم الفاشي الدموي العنصري .. البيان رقم 13 بإبادة الشيوعيين ، والذي استغلوه لذبح كل من رأوه مخالفا لمبادئهم الفاشية بحجة الانتماء للشيوعية . حيث استشهد على أيديهم وخلال اليوم الأول لانقلابهم الدموي أكثر من خمسة آلاف مواطن عراقي بريء من فقراء المدن وكادحيها البسطاء . وفي مثل يوم 9 شباط أي اليوم التالي لانقلابهم الفاشي الأسود اقترفوا مجزرة كبيرة بإعدام الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الشرعي للعراق آنذاك وكوكبة من رفاقه الأبطال ، يقف على رؤوسهم الشهيد البطل فاضل عباس المهداوي والشهيد طه الشيخ احمد ، بينما قضى الشهيد عميد الجو جلال الاوقاتي في أول ساعات الانقلاب الفاشي على يد الانقلابيين القتلة ، واستشهد العقيد وصفي طاهر والعقيد عبد الكريم الجدة داخل وزارة الدفاع يوم 9 شباط الأسود .

لذا ستظل ذكرى الحسين الشهيد نبراسا لكل الثوار من الباحثين عن الحق والعدالة الاجتماعية ، فقد عبدت تضحية الحسين في واقعة الطف الطريق القويم لكل عشاق الحرية ودعاة العدالة الاجتماعية . بينما ستظل اللعنات تلاحق قتلة الحسين وكل الطغاة والمجرمين من على شاكلة يزيد وسميه يزيد العصر صدام حسين ، وتكرس الجماهير الحرة كل جهودها من اجل محو الأفكار الفاشية والشوفينية ، وخاصة فكر البعث الفاشي العنصري .

 

   * فيينا - النمسا

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com