|
ثورة النساء طريق لخلاص العراق احمد عبد العال الصكبان تناقلت بعض الصحف ومواقع الانترنت العراقيه نتائج مسح أجراه احد المراكز العلميه الدوليه حول شؤون الاسرة في العراق وبعض الدول العربيه ومن ماجاء في التقرير بخصوص النساء العراقيات ما يمكن تلخيصه بما يلي: (68% من الرجال العراقيين ممن شملهن المسح أيدن حق الرجل في ضرب زوجاتهم واخواتهم )! اذاً يمكن القول بموجب نتائج هذا المسح أن الرجال العراقيين يؤيدون أن يضربن نسائهم (ونساء الجيران والمحله). والمشكلة لاتكمن هنا في مناقشة إباحة وعدم إباحة الضرب،إذ لم يعد يختلف اثنان على أن الضرب وسيلة اضطهاد وسيطرة غير ناجحة، تنفي الحب والحنان من قاموس مفرداتها. كما لم يعد الضرب وسيلة إقناع مجدية حتى مع طفل صغير.. فكيف لو كان إسلوب حياة ومعيشة مشتركة أهم بند لنجاحها الاحترام والمودة. بل اللافت في هذا الخبر هو أن أن شرائح واسعة تنادي بإخراج المرأة من دائرة العمل والانتاج، حتى لو نالت أعلى الشهادات العلمية والتخصصات فهي تعتبر أقل كفاءة، والكثير يحجمن على الذهاب لعيادات طبيبات وتسليم قضيتهن لمحاميات ووصل الامر بأن يقوم الامين العام لمجلس الوزراء بفصل النساء الغير محجبات من ديوان الوزاره هذا موقف سلبي على المستوى الاجتماعي. كما والأخطر حين تتبنى المرأة ذاتها اضطهاد المجتمع لها، وتؤكد حق الرجل بضربها كما جاء على لسان بعض نائباتنا المحترمات المؤيدات لقوانين أحوال شخصية أقل ما توصف به أنها تستعبد المرأة، وطالبن بسن قوانين تسمح للرجال بتعدد الزوجات بدون الضوابط التي أوجبها القرآن ، كذلك تغاضين عن مسألة ضرب الزوجة لتأديبها وكأن الضرب هو الوسيلة المثلى للتعامل، وكذلك يقفن متفرجات أمام الدعوات لحرمانها من الوصاية على أطفالها ، ومنهن نائبات خبيرات في الهلهلة (الزغاريد) لكل شيء من قانون إدارة الدولة إلى الدعوات الحارة لعودة القرار 137 الصادر عن مجلس الحكم الانتقالي بتاريخ 19/12/2003،و الذي يلغي قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959،و الذي رفضه برلمان كردستان رغم قلة النساء به، في مؤشر على أن هناك من النساء من يحترم حقوق المرأة رجالا ونساء، بل ورفضه بريمر نفسه الذي أثبت أنه أكثر دفاعا عن حقوق المرأة من بعض النائبات ولم يصدق أن النساء العراقيات مولعات بعد التحرر من صدام والكسيح عدي بالبحث عن قيود جديدة وجلادين آخرين. ان المرأة العراقية أصبحت أداة استنزاف لذاتها ولإنسانيتها. فهي ككائن يمتلك حداً من الكرامة ، عليها أن لا تقبل مبدأ الضرب (ضد نفسها) حتى في حال حدوثه كاستثناء لا يتكرر... فبعض اشباه الرجال يرتاح حين يمارس سلطته البدنية والمعنوية على " نسائه " لأنه يعوض ما يمارس عليه من سلطة، أما النساء فالتربية والعادات والأعراف السائدة تعتبر الخنوع وقبول استبداد الرجل أمراً عادياً وشائعاً بل ومطلوباً أحياناً. مازال أمامنا أشواط طويلة علينا قطعها لنشر الوعي على مختلف الأصعدة. هل سنبدأ بألف باء الحياة ؟ لقد كانت النساء العراقيات مشاركات بهمة وحيوية فى الحياة العامة منذ أيام الإمبراطورية العثمانية. فى عام 1899 وأسست أول مدارس للبنات وأول منظمة نسائية عام 1924. وبحلول 1937 كانت هناك أربع مجلات خاصة بالمرأة فى بغداد. إن فقدان الأمن والخوف من الخطف جعل النساء العراقيات اليوم سجينات فى منزلهن، إنهم يشاهدن نهب بلدهن من قبل الجميع ومن قبل المرتزقة والمقاولين فى حين أنهن محرومات من الماء النظيف والكهرباء. وفى بلاد النفط عليهن الانتظار فى طوابير لمدة خمس ساعات فى اليوم للحصول على النفط. وقد تضاعفت أمراض سوء التغذية الحادة. ووصلت البطالة إلى 70% بين نساء العراق مما زاد من الفقر والفساد الاخلاقي والإجهاض الخفى والقتل للنساء. وانتشر الفساد والرشوة فى الحكومة ووصل الحال لبعض الساقطين بمراودة النساء من اجل الحصول على وظيفه في مايطلق عليه الان (بالرشوة الجنسيه). أما اغتيال العلماء والأكاديميين والصحفيين فلم يستثن النساء منه، قتلت لقاء عبدالرزاق مذيعة أخبار فى قناة الشرقية هى وابنها ذو الشهرين من العمر، كما قتلت عميدة جامعة فى الموصل هى ليلى السعد فى منزلها وقتلت ايضا الناشطه وجدان الخزاعي لاسباب غير مبرره هذا اضافه للعنف الغير معلن والاضطهاد اليومي للنساء العراقيات . إن صمت النساء المطالبات بحرية المرأة فى العراق، صمت مدو. فمعاناة إخواتهن التى تنهال عليها المفخخات والرجم والقتل من قبل القوى الظلاميه وموت حوالى 10ألاف عراقيه يجابه مع الاسف من قبل البعض بالخطب حول التدريب على الديمقراطية في ظل قوانين لاتحترم ابسط حقوق النساء فأي ديمقراطيه هذه التي يراد ان تتدرب عليها نساء العراق فهل رئيتم سجينا سياسيا يدرب على حرية الراي؟ نعم سيداتي وسادتي نساء العراق هم سجينات رائ وسجينات سياسيات في سجون مجتمع قمعي يحكم من قبل العقول المتحجره. انني ادعو نساء العراق الى الثوره على هذا المجتمع ليس في سبيل الحصول على حقوقهن فأهل مكة ادرى بشعابها ولكن من اجل الاجيال القادمة ومن اجل العراق المستباح. انني ادعو نساء العراق لرفع الحيف عن إخواتهن واطفالهن فنساء العراق يشهد لهن بأنهن السباقات في التغيير الثوري ورفض الظلم ولهن في المعصومة زينب عليها السلام القدوه حين وقفت بوجه الطاغيه يزيد وتأريخ العراق الحديث يشهد للشهيده بنت الهدى (زينيب العصر وسليلة الفقهاء والعمالقة) التي آثرت أن تريق آخر قطرة من دمها الزكي انتصاراً لمبادئها ، وانتصاراً لشعبها المظلوم، وأخيها حامل الهموم، والناهض بأعباء المواجهة الساخنة لأعداء العراق والانسانيه والذين هالهم أمر هذا الثائر الذي ركل بقدميه كل بهارج الدنيا واصر على الشهادة في الملتقى الصعب، إيمانا منه بأن دمه سيكون البركان الذي لا بد أن ينفجر ليزلزل الأرض بالطواغيت وكانت (بنت الهدى) شريكته في نهضته ووقفته. وبذلك فأنها جابهت اعتى النظم الدكتاتوريه في التأريخ المعاصر من اجل مبادئها ومن اجل العراق فلم يغمض لصدام جفن حتى اغتالوا ( زينب العصر) بعد فصول من التعذيب لا تقوى الحروف على وصفها. وهناك الكثير الكثير من النساء العراقيات اللاتي اعتلين مشانق الطغاة من اجل العراق وفي سبيل الحريه. الكره الان في ملعب النساء العراقيات فهل من مجيب لدعوة الثوره؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |