عشائر العراق رموز الخير والنخوة والعطاء المتواصل

احمد مهدي الياسري

في العراق خصوصيات وتنوعات رائعة قل نضيرها في المجتمعات الاخرى , وفيه من التناقضات ايضا الشئ الكثير , والعشيرة في العراق هي كيان ومؤسسه لها ثقلها في الحركة والتاثير الديني و السياسي والاجتماعي والاقتصادي , والعشيرة في العراق لها من القيم والموروث التاريخي المتصل في قدمه بقدم التاريخ , ولها في التغيرات الحاصلة اليوم الاثر الواضح والكبير كما كان لها ذلك في ثورات العراق الخالدة وايضا مساهمتها الفعالة في بناء الكيان العراقي على مر التاريخ .

ليس غريبا على عشائر النخوة والحمية هذا التحرك الجليل الذي تقوم به الان وفق احساسها بعظم المأساة التي يمر بها شعب العراق الأبي والذي يمر باقسى محنة في تاريخه الحديث ابتداءاً من تسلط حكم البعث الفاسد وحتى هذا الوقت العصيب من تاريخ هذا الوطن.

العشائر العراقية هي قلب العراق ودفق الحياة فيه ولن ابالغ اذا ما قلت انها اذا ماتحركت وفق منهج عطائها الولائي للاسلام و الوطن والاخلاق فانها ستغير الكثير من الموازين والاوراق وستقلب الطاولات على اي مستهتر بشرف هذا الوطن وقيمه.

العشيرة في العراق مرت بحقب متنوعة كثيرة ومرعلى العراق وهي متواجدة طغاة وغزاة وويلات ومحن كانت فيها مع الثقل الديني للمراجع قطب الرحى والممسك القوي باحد اهم اركانها والحارس الصنديد لهذا الوطن.

كتب الكثير من المؤرخين وافذاذ الاقلام في مجال التفاصيل الدقيقة لتكوين العشائر وتاريخها القديم والحديث واجزلو في ذلك وافاضوا وهنا لا اريد ان اعيد تلك المفاخر ارقاما وتاريخا لان فسحة المجال ضيقة في حدود مقال فقير احببت من خلاله ان احيي هذه النخوة والهبة الاصيلة في عشائر العراق البطلة التي انبرت في الكرابلة والرمادي وجنوب بغداد وسامراء وبعض مناطق العراق المذبوحة بايدي اقذر شذاذ الآفاق لتتصدى لهم مستعيدة امجاداً استغربنا الى وقت قريب سكوتهم عن هذا الذي يحصل وهم الذين وقفوا بالامس بقيادة ابطال منهم لاقذر طغمة باغية قذرة عرفها التاريخ ولن ننسى الشيخ الشهيد البدري ومحمد مظلوم الدليمي والحكيم الشهيد راجي التكريتي وسطام الجبوري والكثير من شهداء العراق الذين انجبتهم تلك العشائر العريقة بعراقة اصول تاريخها المشرف .

لن ننسى تلك الدواوين العربية الاصيلة والشهامة التي توازي في ثقلها ثقل دول في هذه المنطقة الساخنة بتحولاتها الدراماتيكية المتلاحقة , ولن ولم ننسى انهم كانوا لكل مشكلة الحل والربط مهما عظمت او اتسعت شرارتها.

من حقي حينما كنت في مقالات سابقة اصرخ وادعوهم لاخذ زمام المبادرة ومن حقي في تلك الندائات السابقة ان انادي هذه العشائر العريقة واستغرب صمتها الرهيب تجاه مايحصل وينطلق من مناطقها من موت وتدمير وذبح وحرق لوطن هو عراق الجميع الاجمل , وكنت والكثير من ابناء الوطن نبكي دما لا دمعا لان الامر اصبح من الخسة والنذالة ما يثير العجب في ان لم تبادر تلك التي كانت اذا ما اشتدت الازمات والمعضلات هي الحل والعقد والفصل وعودة الحياة لمن يشارف على الموت هما وقهرا وظلما .

وان تاخرت تلك المكونات المهمة في تحركها المهم والمحسوب لها في سجل التاريخ المشرف ولكن هو تحرك محمود وذو ثقل مهم جدا له الاثر الكبير في تاريخ العراق المعاصر, وسنقول عنه الكثير لانه اكبر من ان يمر عليه مرور الكرام فعند الشدائد تعرف الرجال وها هي الرجال تنهض من جديد مستعيدة لنا المنهوب من ارض الوطن الاسير بايدي البغاء القتلة .

المطلوب هو ان لايعتم على هذا الجهد من قبل اعلامنا وان يبادر الاعلام والقنوات الفضائية والارضية الى توضيح هذا الدور المهم والذي سيغير من موازين القوة لصالح شعب العراق الابي حيث سينتهي الارهاب القذر بشقيه البعثي الفاسد والسلفي التكفيري الهمجي الخسيس ونتمنى ان تاخذ هذه العشائر زمام المبادرة وان تحارب اي من تلك التي نصبت نفسها رموزا على فئة هي اشرف من ان تمثلهم شخصيات مهزوزة طامعة بكراسي وامتيازات باسم شريحة كبيرة وما ان تعطى تلك الامتيازات حتى تغير جلدها وتتحول الى حيث ما كانت بالامس تدعوه عار وخيانة .

العشائر العراقية هبت اليوم في انتفاظة باسلة لطرد الارهاب من مناطقها وعلينا ان نساندها حكومة وشعبا وان نشارك بكل جهد معها سواء بالالتحام معهم ضد هذه القوى الباغية او من خلال القلم والصوت والدعم بكل اشكاله وان تعطى لهذه المكونات استحقاقاتها في ادارة شؤون العراق لانها تمتلك من الحكمة الفطرية والاصالة ما يجعلها في موقع من الاهمية بمكان بحيث انها ستكون لها كلمة في كلمة الفصل في تحديد استقرار العراق وبنائه .

تحية لكل رجالات تلك العشائر النبيلة والتي هي فخر لكل الوطن حيثما تحركت وفق شرف العطاء وعظيم التضحيات من اجل ان يحيا اطفال وشباب ونساء وشيوخ العراق حياة عز وكرامة وحياة حرية وكرم وديوان وقهوة عربية وعلم تنتفع به الاجيال القادمة لبناء هذا الوطن الذي يستحق منا جميعا ان نضحي من اجله بكل غالي ونفيس ونفس لانه الحبيب الدافئ الذي يستحق عناء العشق والهيام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com