|
شلت يد مؤنفلك يا صديقي علي أحسان محمود الوندي صغارا كنا كالعصافير ، نمسك يد العيد ونمرح مع ماء الوند المحمل بالطيبة والخير الى أهلنا في الجنوب ، كان الوند يحمل زقزقاتنا الى سيروان فدجلة الخير فبغداد السلام فسهول الفرات الأوسط ليحول برائتنا الى بيادر لأهل الجنوب .. كان الفرح يسري فينا لأن الخير ينبع من قلب خانقين الكورد ليروي أرض الجنوب ، جنوب العرب ، أخوتنا في الدين والتأريخ المشترك ، ما أعظم أن تكون أرضك معطاءة ، ما أجمل أن يكون قلبك كبيراً كالوطن ، ما أروع أن يكون دمك من أوردة وشراين أنهار وجداول كوردستان ، كنا نحمل الوند بتحياتنا الى كل أنسان يعيش على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار ، غير أننا كنا لا نعرف بأن ألأرض التي ترويها أنهارنا المعطاء ستغدو يوماً ما مقابر جماعية لساكني منابع الأنهار ، آه ، أيها الذئب المختبئ في جلد الحمل ما أكثر جرائمك التي دونتها باعة الأقلام والضمائر في خانة الأنجازات . قتلوك يا نديمي مع مائة وأثنين وثمانين ألف فراشة جبلية وغطوا جثامينكم بكفن من سورة الأنفال ، لقد قتلوك ولم يجد الرحمن ما يحاسبك عليه يوم الحسبان . أكتب أليك ، ولا يفصل بين ذكرى أنفالك أيها الصديق ( الكوردي المسلم ) غير أيام معدودات ، أما عزائي أن ( الأسد العروبي ) الذي أنفلك وأنفل الأخرين قد مسكوا من ذيله وأخرجوه من جحر كالجرذان ، وعزائي أن رزكاراً وروؤفاً يحاكمانه بكل عدل وهما أخوتك من كوردستان . في ذكراك أيها العزيز المؤنفل أذكر تلك الوالدة التي ربتك بكدح يديها وعرق جبينها لتكون شجرة مثمرة لها وللأوطان غير أن يد الغدر أجتثتك وأنت شتلة في أديم البستان ، فلم يبقى منك سوى طل في الأذهان .. شلت يد مؤنفليك يا على أحسان .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |