حصرياً في العراق: المتوحشين البريطانيين يتفننون بتعذيب صبية عراقيين!

حروف عراقية

أمجد حامد

جامعة بغداد – كلية العلوم السياسية / مدينة الصدر المجاهدة

إن لم تستحِ فأفعل ما شئت" مثل يردده الكثير، فيه الشيء الكثير من البلاغة، فلا ريب إن من انتزعت من قبله الرحمة سيفعل ما يشاء، ومن الطبيعي أن المتوحش لا يمكنه في يوم من الأيام أن يكون إنسان يراعي مشاعر الإنسان الآخر، ويكون قادر على تحسس آلامه ويضع نفسه في مكان صاحب الألم، هذا التفكير بعيد جداً عن الذي ابتلوا بداء (الأستحواش) الذي ملأهم حتى النخاع!.

تحدث بين الحين والآخر مشاهدة حقيقية وحصرية في بلدنا العراق وهذا المشاهد مضحية ومبكية في نفس الوقت لما تحمله من تناقض بالقيم والمبادئ والانتهازية والضحك على الذقون واستغلال المغفلين والتلاعب بمقدرات المساكين، كل هذه المعايير نجدها متبلورة بشكل واضح عند من احتلوا العراق ووضعوا أنفسهم (القائد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا) ! بما يدعون من كلام مزيف وواهي الخالي من أي مصداقية على المدى القريب حتى، بل إنها تحميل في طياتها حقد وأنانية نبعت من كونهم الأمة الأعلى وهم بشر من الدرجة الأولى أما باقي الأمم فهي السفلى وتصنف من الدرجة الثانية، ولا ترتقي حتى إلى مستوى الحيوانات وفق منطقهم المتعجرف، فلم يجعلوا للدولة المستضعفة نصيبا مما يعطى للحيوانات وهذا واضح لأن الحيوانات تمتلك حقوق لا نملكها نحن!.

إن المشاهد العراقية فريدة من نوعها ولن نجدها بأي بلد آخر وأتحدى أي واحد يعطيني بلد جرى ما جرى للعراق وحدث ما حدث للعراق وسيحدث ما سيحدث للعراق ، فهم لم يتركوا الشعب المسكين بحاله عندما اغتصبوا منه أدنى سبل المعيشة المتواضعة ، بل زادوها ظلما واستغلال عندما عرّضوه للإهانة والذل.

كما أن من حق أي شعب أو أمة العيش بسلام، فأن هذا الحق قد سرق من أبناء العراق والكثير من البلدان، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أساءوا للمواطن العراقي  وأهانوا وباتوا يتفننون في تعذيبه وقتله.

إن من يشاهد الجنود البريطانيين على شاشة التلفاز وهم يضربون أطفال لم يصلوا إلى سن البلوغ، يتبادر إلى ذهنه إن هؤلاء الجنود ليسوا من البشر لا بل ليسوا من الحيوانات حتى ، ويستطيع التخيل أنهم ليسوا من الكرة الأرضية !

فمن لم يشاهد يا ترى اللكمات والركلات المتواصلة لشباب لا يحملون سوى الحجارة بأيديهم السمراء . فهم إذن دفعوا ضريبة التحرير والحرية والديمقراطية ، بالتالي هم أذلاّء ومهانين بأي وقت ، وهذا يحدده مزاج الجندي البريطاني والأمريكي .

هنالك بعض السذج توافقت مصالحهم مع وجود الأجنبي في بلده، يبرر لما تقترفه هذه القوات الوحشية بقوله: إن هذه التصرفات لا يجب أن تعكس توجهات الحكومة الأمريكية أو البريطانية لأنها شخصية ليس إلا! إذن فجرائم التي اقترفها نظام صدام – وفق منطقهم- لا يتحملها هو وإنما يتحملها من قام بها!!

ولكن، السؤال يراودني كثيرا: متى يصحو هذا الشعب من نومته وغفلته ، وإلى متى يبقى يتملق للقوي ويلهث وراء صاحب المال ، وإلى متى هو غافل عما يحدث حوله ، إلى متى لا ينظر إلى ما يخفى خلف الكواليس المظلمة ويبني مواقفه على ظاهر الأمور.

خرجت من البيت اليوم التالي بعد حدوث انتهاكات الجنود البريطانيين وكان الوقت صباحاً، وإذا بي أشاهد أناس قد خرجوا من بيوتهم وكأنهم ذاهبون إلى مظاهره أو شيء من هذا القبيل . انتابني قليل من الفرح حين ذاك، وظننت إن هؤلاء خرجوا لينددون بأفعال هؤلاء المتوحشين فتهيأت متحمساً لأخوضها معهم ، لكن، فوجئت حين سألت احدهم إلى ما يصبوا إليه التجمع ؟ رد قائلاً: إن هذه المظاهرة تأييداً للقائد الشيعي الجعفري لبقائه في رئاسة الوزراء!!!

الكثير يتساءلون ، يا ترى يبقى العراقي أسير لهؤلاء الغربيين الظلمة بعد أن تخلص من ظلمة لا يقلون سفكاً للدماء عن أولئك، وهل يبقى الجندي البريطاني واضعاً (حذاءه) القذر فوق رؤوسنا ، وهل يستمر التكبر والتجبر من قبل أمريكا ليس لشيء سوى أنها جاءت بثقافة (مسلفنة) على الذوق الأمريكي؟!.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com