أشارة المرور(زعلانة) من الخطوط الحمراء للسياسيين !
محمد عيسى
mido_aliraqi@hotmail.com
للاشارة الحمراء او الخطوط الحمراء استعمالات كثيرة فمن استعمالات الاشارة هي لتنظيم المرور في الشوارع واستعمالات اخرى واما استعمالات الخطوط الحمراء فهي شتى وهناك اختام حمراء ايضا توضع على اكياس تحتوي على اموال وتستعمل في البنوك او حين تقوم وزارة الصحة باغلاق مطعم او محل يتعامل مع المواد الغذائية فيغلق لمخالفته التعليمات ويوضع عليه ختم احمر .
دخلت الخطوط الحمراء في الاستعمالات السياسية حيث اي تجمع سياسي لايريد الحديث او الحوار عن موضوع ما فيضع الخط الاحمر ليقول للآخرين انه لايسمح اطلاقاً بالتحدث عن هذا الموضوع فيغلق بذلك كل الابواب ويصم سمعهُ واذنيه ويعقد لسانه وقد رأينا وسمعنا في الفترة الاخيرة كثييراً من السياسيين يقرر استعمال الخطوط الحمراء مما افقد هذا اللون الجميل الكثير من بريقه لكثرة استعماله في الحالات الضرورية وغير الضرورية ايضا حيث سمعت احد المرات اثناء جولة في بغداد حديثا , سمعت صاحب محل بيع ملابس يقول لزبونه بان اسعار الملابس في محله غير قابلة للمفاصلة وعليها خطوط حمراء وعلق قائلاً ( لعد حلال عليهم وحرام علينه) قاصدا بذلك السياسيين العراقيين الذين يتداولون هذا الاصطلاح بكثرة .
يمكن ان نقول ان بعض الامور تستحق رفع الاشارة والعلم والخط الاحمر ومثال ذلك هو ان يأتي ازلام النظام السابق او التكفيريين ليفرضوا انفسهم من اجل الاشتراك في تشكيل الحكومة فهذا امر لايمكن قبوله لان هؤلاء اعداء العراق ويريدون تدميره والاستمرار في قتل شعبه وعلى الجميع وضع الخطوط الحمراء امامهم ولكن كيف يمكن وضع خط احمر امام اشخاص وتنظيمات كانت ضمن تشكيلات المعارضة العراقية سابقا وساهمت في اسقاط النظام المقبور ولايزال اعضاء هذه التنظيمات يتعرضون لعمليات تصفية واغتيال من قبل جلاوزة النظام المقبور والتكفيريين كما يتعرض غيرهم لتلك العمليات فهنا لابد من الانصاف وتبديل الخط الاحمر الى خط اصفر والجلوس مع كل وطني اخلص ويخلص للعراق وان كانت هناك اية اشكالات فان الحوار البناء هو طريق الحل وان كانت هناك أدعاآت معينة فان المكاشفة الصريحة طريق الحل وليس اطلاق التهمة والهروب وعدم تقديم الدليل بل ورفض الحديث في الموضوع .
من الامور التي شملتها الخطوط الحمراء هي تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة والمتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك وهذه المشكلة تعتبر من المعقدات التي لايمكن حلها بسهولة وقد حكمت العراق حكومتان ولم تستطع اي منها حل شئ يُذكر لهذا الموضوع بسبب خلفياته القومية والتاريخية والعرقية والاجتماعية ووضع الخط الاحمر امام النقاش في هذا الموضوع سيطيل من مدة حلها وليس تقصيرها واما وضع الخط الاحمر امام القائمة الوطنية العراقية من قِبل احد اطراف الائتلاف العراقي الموحد فهو امر ليس في مصلحة العراق وقد ساهم ذلك في تعقيد مشكلة تشكيل الحكومة حيث قُوبل الخط الاحمر هذا بخط احمر آخر وضعه التحالف الكردستاني واصبح لدينا خطان احمران لن يلتقيا مهما امتدّا حسب قانون الخطوط المتوازية , واذا اصرّ الجميع على خطوطهم الحمراء فهذا يعني ان العراق يسير نحو ازمة دستورية جديدة وماسيعقبها من فوضى وفي هذه الحالة سنطلب من اصحاب الخطوط الحمراء هذه النزول الى الشوارع وتنظيم المرور بدلا من الاشارات التي ليس لها فائدة لربما اصرارهم هذا سيحل ازمة المرور المتفاقمة وعلى الاقل يكونوا قد ساهموا بحل ازمة واحدة من سلسلة ازمات العراق التي اصبح لها أول وليس لها آخِر .