قضية هدام أبن العوجة بين المحاكمة الديمقراطية والمحاورة القرنابيطية

 

 لجنة العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الأخضر

 

لكي تكتسب أي مسألة جديَّتها وقبولها من قِبَل أي مجتمعٍ كان ، يجب أن تكون هناك ظوابط وأصول مُتَبعٌ ومُتفقٌ عليها سابقاً في إطار إعطاء المواطن حقهُ ، وهذا الحق لا يأتي فقط من خلال إنزال أشد العقوبة بالمجرم وإنما من خلال أيضاً إشعار المواطن من أن كرامتهُ التي سُلبة منهُ قد عادت إليه بكل بساطة وتقديرٍ وإحترام ... ولكن ما نراهُ اليوم هو أن محكمة هدام أبن العوجة ( الحُثاله إبن الحُثاله ) تستمر يوماً بعدَ يوم وكل يوم نرى فيه تمادي المجرم أو الجاني على الضحية أو المجني عليه ... حتى وصلت الحالة الى أنهُ لا توجد ظوابط على الأطلاق في تلك المحكمة ... ولو كانت المحكمة عشائرية لوجدنا فيها ظوابط أفضل من تلك التي نراها اليوم من قبل تلك المحكمة ... يُذكرني ذلك بالمحكمة التي خضع لها الجنرال ( نوروَكا ) الرئيس السابق لدولة باناما الواقعة في أمريكا الوسطى ... لقد أُنزِلَت الولايات المتحدة مليشياتها من القوات الخاصة ( المارينز ) في ذلك اليوم على القصر الرئاسي لرئيس تلك الدولة وأخرجتهُ من القصر الرئاسي وسحبتهُ في طائرة الهليكوبتر الى قاعدة بحرية أمريكية ومنها الى الولايات المتحدة لكي يُحاكم ... ولقد كانت مُحاكمتهُ على الأقل في قاعة المحكمة نرى الرئيس السابق لدولة باناما وهو جالس في قفص الأتهام وفي داخل القاعة يوجد بيت صغير داخل قاعة المحكمة وهو مؤلف من ثلاثة جدران مع سقف من الخشب العازل للصوت أما الحائط الأمامي الرابع فهو مؤلف من النصف السفلي منهُ حائط والنصف الآخر العلوي من زجاج عازل للصوت وأمامهُ سماعة( مايك ) تستطيع المحكمة أن تفتح وتغلق الصوت متى تشاء ... أما محاكمة الرئيس السابق لجمهورية يوغسلافيا السابقة ( ميلوشَفيج ) عندما أُقتيد هو الآخر الى المحكمة الدوليه في ( هاك ) Haag فقد كان جالساً أيضاً في بيت من زجاج عازل للصوت داخل قاعة المحكمة ولقد كان معهُ المتهمين الآخرين وكل واحد منهم جالس في بيت صغير من الزجاج ومُنعزل عن الآخر ... هؤلاء المتهمين من تلك الدول كانت تُهمتهم هي الخيانة العظمى ضد البشرية ...

  إن من أصول المحكمة أن لا تعطي هؤلاء أكبر أو أكثر من حجمهم ، وإلآّ لضاعت كل المفاهيم ... هؤلاء المتهمين من أمريكا الوسطى أو من يوغسلافيا السابقة كانوا قد تسببوا في قتل مئات الأشخاص ... فكيف الحال ونحنُ نُحاكم شخص قد قتل مئات الألوف بل وحتى الملايين ... ولكن ترى هدام ومجموعة الحثالة يقولون ما يشاؤون من دون أي رقيب ... والله وكلما ننظر ونُتابع تلك المحاكم نخجل من أنفسنا ونقول : كيف أننا تركنا هذا هدام الحثالة يلعب ويسرح ويمرح بنا ويشرب من دماء شهدائنا الأبرار الأطهار ... والله يا أخوان ويا أخوات إنها قضيةٌ وحكايةٌ مُحزنه ، بل وأنَ المحكمة تريد أن تُطبق الديمقراطية مع أناس لا يعرفون حتى من لفظة هذا الأسم ، حتى أنهُ في يوم الثلاثاء المصادف 2006/02/14 ،عندما قام مجرم وسفاح العصر يسأل الحاكم ويقول لهُ: سيدي الحاكم لقد فاتنا موعد الصلاة؟ ، ونرى كيف أن المصور الذكي قد ألتقط صورة هدام المجرم مباشرةً وهو يُقهقه( يضحك ) ، إن أي أنسان ذكي وحاذق يفهم من تلك اللقطة من أنهُ هذا المجرم يستهزء حتى بأوقات الصلاة ويضحك على عقول الناس البسطاء ، وهذا دليلٌ قاطع على أنهُ هذا المجرم هدام لحد الآن يتباهى ويتغطرس وكأن الذين من حولهِ ليسوا ببشر... إن هؤلاء المجرمين يعتقدون أن المحكمة تُحاورهم لعمل وجبةٌ قرنابيطية ...

  الحقيقةُ نقول هل من المعقول أن بلداً يحتوي لأكثر من 25 مليون نسمة وقد صنع المُستحيل وضحى بكل غالي وثمين من أجل الوقوف على الحقيقة ومن أجل الحرية والديمقراطية وإحقاق الحق ، في نفس الوقت هذا البلد الجريح هو غير قادر على تنظيم محكمةٌ صغيرةٌ أصولية وإنزال الحكم بجزارين العصر ... أيها السيدات والسادة الكرام والله يعجز اللسان عن وصف تلك المهزلة والتي إن دلّت على شيء فأنما تَدُلُ على عمق ذلك الظلام وذلك الشرخ السرطاني الذي زرعهُ في بلدنا ذلك المجرم السفاح وجلاوزتهِ من الحثالات والمجرمين ، هل تعلمون مِن أنهم سرقوا حتى أحلامنا وأحلام أطفالنا الأبرياء ، أما شبابنا فأنهم يعيشون في دوامة لا تنتهي وعلى شفى حفرةٍ من الأمل الضعيف والمستقبل المخيف ، هذا المجرم اللعين قَتَلَ حتى أحلام الشباب ... ولكن أين الآن تلك القصور وتلك التماثيل ؟ ، أين الآن هي الشعارات والهتافات ؟، وأين ذَهَبَ الشُعراء بأشعارهم ؟... ومع هذا وذاك كله تخرجُ بنتُ السفاح في الفضائيات العالمية لكي تخبرنا بنكتة العصر وتقصُ علينا الحكايات من كتاب كُلية ودمنة عن أبيها مجرم العصر ( هدام العوجة ) ... ولماذا لم تُطالب الحكومة الحالية أو السابقة بأن تُسلم أبنت المجرم وأعوانها الى العراق بتهمة الخيانة العظمى وتأليب الأرهاب وتجنيد الأرهابيين ؟ مثلما كان يفعل أبوها عندما كان يعمل ( قطاعٍ للطُرُق ) في أوائل حياته القذرة ... إننا نُطالب وعلى الفور بتلبية مُتطلبات المحكمة وبنائها على الصورة المثالية والحصينة لكي تسير أمور المحاكمة على أحسن وجه ولكي يأخذ كل ذي حقٍ حقهُ ... وأخيراً نسأل الله أن يُغمد شهدائنا الأبرار برحمتهِ الواسعة ... والله لا يعود الأمن والأمان إلآّ بأخذ حق هؤلاء الشهداء الأبرار وإنزال القصاص و الحق بتلك الحثالة المجرمة لكي ينعم عراقنا الحبيب بالطمأنينة والأمان والسلام من شمالهِ الى جنوبه ، ومن شرقه حتى غربه ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com