|
تسليط الضوء على ممارسات المقاومة الشريفة
محمود الوندي اليوم نرى ونسمع عبر القنوات العربية ونقرأ من خلال المقالات المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت مضاربات ومزايدات يتزاحم بها عدداً من الكتاب السفلة من حملة الأقلام المأجورة والحناجرالعفينة سبق أن خلقهم النظام البائد في دول العالم بأساليب متعددة ، وتحاول هذه الأصوات المبحوحة وأقلام المشبوهة لخداع بعض الناس البسطاء بنواياها الخبيثة ، أنها من دعاة رسالة أنسانية ووطنية ، وتباكي بدموع التماسيح على الشعب العراقي بحجة دفاع عن وحدة العراق وعدم تقسيمه ، ولكن لم يسمع أحد من العراقيين من بين صرخات تلك الكتاب شيئاً عن الدماء التي تسيل على الأيدي الأرهابيين وفلول البعث الهاربة ، ونجد العكس تماماً بقيت هذه الأقلام والأصوات كسابق أوانها تعادي الشعب العراقي المظلوم ، وتقوم هولاء بتشجيع العمليات الأرهابية عبر وسائل الأعلام ( مرئية ومسموعة ومقرؤة ) لزعزعة الأمن والأمان داخل العراق ، لتتبخرأحلام الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والفيدرالية والحياة الحرة الكريمة ، وتطلق عليهم صفة المقاومة الشريفة ، وتعيد وتصقيل الأدعات الجوفاء حول ما تسمى بمقاومة ، بسبب فقدانهم لأموال وخيرات العراق التي وقعت في أيدي العراقيين بعد سقوط البعث وولي نعمتهم ، التي كان يغدقها عليهم ، لذا هولاء الكتاب ترى الأشياء برؤية مختلفة تماماً وترى الحق باطل والباطل حق . لكن ينبغي تسليط الضوء على ممارسات المقاومة الشريفة ( الأرهاب ) التي تمارسها ضد أبناء شعبنا من خلال أجراءاتها القمعية التي تصبغ الدماء طرقات وشوارع العراق كل يوم ، ويبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين ، وتعبيث في البلاد بحجة مقاومة المحتل ، علينا أن نكشف حقيقة ما تسمى بمقاومة ، بعد أن تبين أهدافها بأنها لا تقاوم الأحتلال ، فهي قد ركزت جهودها على الشعب العراقي أكثر ما توجها لقوات الأحتلال ، علينا أن نعرف من هم القائمين بها ، ومن وراء دعم المادي والمعنوي لهم ، ولماذا تباكي هولاء الكتاب وأنظمتهم الفاسدة على سقوط صدام ونظامه الدموي ؟ بينما كان الشعب العراقي يتمنى التخلص من ذلك النظام القمعي وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي بعيداً عن الرعب والطغيان . منذ سقوط نظام البعث يقوم المجرمون والحثالات من بقايا النظام البائد من الجرائم البشعة من خلال السيارات المخففة والعبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرق ، ومن خلال عمليات الأغتيال والخطف المدنيين والعمال الأبرياء وكذلك الدبلوماسين والرعايا الأجانب التي يشهدها المواطنون العراقيون كل يوم ، وتصفية الكوادر والنخب العلمية لزرع الشلل في مؤسسات الدولة وتخريب البنية التحتية العراق ، وبدعم دول الجوار مادياً وأستخباراتياً وأعلامياُ، لذلك أصبحت جميع المدن والقصبات أهدافاً للأرهابيين والمجرمين الحاقدين على وطننا وأبناؤنا الأبرياء. لا تزال العديد من كتاب البعث وحلفائهم المأجورين الذين أستفادوا من نظام الطاغية يصرون تسمية هولاء الأرهابيون الأشرار بالمقاومة الشريفة والوطنية ، ويحاولون أيضاً التسترعلى حقيقتهم الشريرة وتلميع صورتهم عبر أجهزة الأعلام العربية والأسلامية ، إن من يتابع أسلوب نشر الأخبار والتعليقات والمقابلات حول الأحداث الجارية في العراق في وسائل الأعلام العربية وغير العربية ، يلاحظ وللأسف الشديد وبكل الغرابة أن غالبيتها تصف عمليات الأرهابية والأجرامية أنها من أعمال المقاومة الشريفة . ليعلم هولاء الأوباش مهما فعلوا أو يفعلون شمس الحرية والديمقراطية أشرقت ولن تغيب وذلك بفضل شجاعة العراقيين الشرفاء الذين قاتلوا أعنى الدكتاتورية بغيضة ، ويقاتلون اليوم قوى الظلام والتخلف الهمجية ، ويعلم هولاء أيضاُ أن الشعب العراقي بجميع أطيافه المتأخية أصبح دماً واحداً في شريان واحد بأتجاه قلب العراق .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |