بين وهم وحقيقة الديمقراطية الاميركية.. الخطوط الحمراء مثالاُ

رائد محمد / كاتب عراقي مستقل

Raid1965@hotmail.com

 ديمقراطية الوهم هي التي تخلق الوضع السياسي العراقي الحالي بكل مكوناته والتي تمارسها السيادة الكاملة للولايات المتحدة الاميركية على القرار السياسي العراقي والتي حاولت منذ أللحظه الأولى لإعلان نتائج الانتخابات العراقية ان ترتب أوراقها المتبقية لديها  وخيبة الأمل الكبيرة التي اجتاحت معسكرهم الذي تمت تهيئته ودعمه ماديا ومعنويا  من قبلهم لقيادة العراق الجديد وفق الرؤية التي يرونها صحيحة بغض النظر  عن مصلحة العراقيين في البحث عن الأمن والأزهار الاجتماعي والاقتصادي وضرب عرض الحائط المطلب الجماهيري من خلال صناديق الانتخاب  وتفتيت الوضع العراقي لكي يكون تحت السيطرة الكاملة ومحاولة التجنب في أن يكون عبئاً أخر مضاف إلى الفشل العسكري والأمني الذي يعاني منه الاميركان كثيرا  المقلق للقيادة السياسية في واشنطن وارادو  أن يعوضو ذلك بالنجاح في العملية السياسية في أشراك اكبر عدد ممكن من الذين يروهم  الصالحين والقادرين على تنفيذ المخطط الاميركي وأبعاد أو تحجيم الفائز في الأغلبية البرلمانية في الانتخابات ضمن مخطط يمكن أن يطلق علية سيناريو ساذج وغير متقن على غير العادة الاميركية في التفوق الاستخباري العالمي وألا فان وضع الخطوط الحمراء من قبل رئيس الجمهورية المنتهية ولايته الطالباني على عدم مشاركة ألقائمه المفضلة اميركياً ((القائمة العراقية)) والخوف والقلق والخطوط الحمراء الغير ظاهرة على السطح والتي تحاول أن تكون تشكيلها في رفض ترشيح الدكتور الجعفري إلى رئاسة الوزراء من قبل الاميركان تحت الطاولة وبلسان القيادة الكردية التي خاب أملها في مرشحهم المفضل الدكتور عادل عبد المهدي وكذلك التحفظ من قبل كتلة التوافق التي لا تريد للجعفري متصديا لرئاسة الوزراء لسنوات أربعة أخرى  لأسباب معروفه وهذه المواقف التي ذكرت تطابقت كليا مع الموقف الاميركي جملة وتفصيلا وان كان القرب والبعد من الموقف الاميركي في ذلك يحمل عدة وجوه قد تتفاوت في المصلحة الشخصية أو المناطقية أو لمأرب أخرى .

نعرف جميعا أن الديمقراطية في العالم المتحضر التي وعدتنا أميركا نقلها وتطبيقها في عراقنا الجريح تكون مابين فائز يتصدى للعملية السياسية ومعارضه جدية تتصدى لعمل حكومة الفائز ضمن المصلحة العليا للوطن والشعب وضمن المقتضيات العامة التي تتواءم مع مصلحة الفرد العراقي, ألا أننا نرى اليوم الانقلاب الكبير الذي تقوده فعليا الولايات المتحدة الاميركية وتنفذ أجندته القيادة الكردية وبعض القوائم الخاسرة تحت غطاء الوحدة الوطنية ومشاركة الجميع في الحكم والخطوط الحمراء !!! وهي شعارات يمكن أن تكون اقرب إلى الانقلاب السياسي اكثر من قربها إلى ألمصلحه ألوطنيه التي يدعي البعض في المناداة بها والذوبان حبا فيها ضمن شروط قد تكون مهينه وغير منطقية ومرفوضة من قبل الشعب الذي لم يختارهم للقيادة  ضمن عملية ديمقراطية أول من يريد قبرها في مهدها الذين يدعون الديمقراطية  وألا فأننا وضمن العقلية التسلطية التي زرعها النظام المقبور لايمكن أن نقود ألا ضمن كرسي في الحكومة وسلطه في حقيبة وزارية والبعض لا يعي الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبة أصوات الكتلة البرلمانية داخل البرلمان لتخدم الشعب من خلال البرنامج السياسي الذي تضعه الحكومة ورقابة ذلك عن قرب.

أننا اليوم أمام منعطف كبير قد يكون هو الفيصل في التجربة الديمقراطية في العراق فأما أن نأخذ أنفسنا إلى الطريق الصحيح ونبني وطناً يستحق التضحية وهذه الخسائر الكبيرة التي قدمها العراقيين أو نعود إلى المربع الأول في تنصيب دكتاتور جديد يحكمنا أربعين سنه قادمة وان نعي أن الديمقراطية ليست جملة تقال أو تكتب في الكراريس بل هي فعل وتطبيق وممارسة وعلى الجميع من الصغير إلى الكبير أن يحترم خيار الشعب وان لا نحاول قتل الديمقراطية ألوليده لدينا بالتبجح بالوحدة الوطنية ومشاركة الجميع بل نحييها بمساندة الفائز بتشكيل حكومته ومساندته في الضراء والسراء وان لانتظر إلى الأمور بفئوية مقيتة ولنتعلم أن في النظام الديمقراطي الحقيقي الكل فائزون ونؤمن بأنفسنا ونرفض ديمقراطية الوهم الاميركي الجديد وتضيع السنوات علينا كما ضاعت السنوات الثلاث في اللعب على الحبال  الاميركية من جديد..

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com