الخطوط الحمراء وكرامة الوطن

احمد عبد العال الصكبان

sakbanmedia@hotmail.com

في زمن شراء النفوس بالفلوس .. واستبدال البقر بالجاموس .. يخر هواة السياسة راكعين لاستجداء البعد عن الجوهر والتمسك بالقشور والتوافه

 وفي الوقت الذي تنتشر فيه المخدرات وتغزو اجساد الشباب في العراق.. وفي الوقت الذي اصبح العقوق عند الشباب عاده ..والسرقة والاحتيال والنصب بطولة .. يبحث بعض ساستنا في كيفية تقسيم الوزارات الى وزارات سياديه وغير سياديه والخطوط الحمراء والخضراء.. ومن استوزر ومن لم يستوزر ؟ من منهم صوت لنا ومن منهم من امتنع ؟ من كان منهم معنا ومن كان ضدنا ..؟ ثم يعرجون على غزوات بدر واحد ومعارك الخندق والقادسية واليرموك وفواكه الجنة والحوريات.

 ان استغراقنا في توافه الامور قد جعلنا وطن متخلف لا يقوى على مجاراة حتى من يعيشون في مجاهل الامازون.. فقد وصل العلم الى ان ينطلق صاروخ من بارجة في عرض البحر لكي يضرب عقر دار الزعيم المستهدف ويسقطه عن (عرشه) كأنما هو قشة على ظهر بعير .. ونحن لم نزل نبحث عن كيف سنشكل حكومة والخطوط الحمراء والزرقاء وهل نقبل بها ام لا.

 مطلوب منا ان نوقف الذين يستخفون بعقولنا عند حدودهم .. والا .. فهم ابر مخدرة يغرسونها في اجسادنا ليلا ونهارا لكي نصدق ما يقولون .. ولكي نؤمن بما يدعون اليه.

 في زمن التهافت على المقاعد والمناصب في بلادي وزمن بيع المبادئ مقابل الدولار وفي بلد تصل البطاله بين ابناءه الى معدلات عاليه والقابعين تحت خط الفقر في بلد يرقد على اكبر احتياطي للنفط اكثر من ثلثي السكان وفي بلد استباحه كل من هب ودب وتباع نسائه في سوق النخاسه يتقاتل ممثلين الشعب على الكراسي ومن سيحصد اكبر عددا من المناصب ليلهف من ثروات البلاد بلا حسيب او رقيب.

 في زمن تفوق به بعض ساستنا على نانسي عجرم التي كونت لنفسها أمم متحدة قائمة بذاتها.. تخاصم هذا وتصالح ذاك..وتجوب العالم بحرية لا يتمتع بها بعض زعمائنا وقادتنا اللذين لايستطيعوا مغادرة المنطقه الخضراء ورغم هذا يدعون بأنهم يقاومون الإرهاب من خلف الاسوار...

 في زمن اصبح المواطن في بلد النفط يستورد النفط من تركيا والماء في بلد الفراتين يستجدى من الكويت واصبحت نساء العراق اللاتي بلماضي القريب كن المثال للنساء في المنطقه اصبحن بين ليلة وضحاها عوره يجب اخفائها.

  في زمن الحريه وبعد اسقاط الطاغيه الحيوانات العراقية تمتعت بكل حقوقها الحيوانية والإنسانية‏,‏ و المجلس البلدي قام بتجهيزاقفاصها بالمكيفات بينما المواطن العراقي لايجد مأوى له يستر به عائلته ‏.‏ وبينما يدعو مسئولين حقوق الحيوان إلي شمول الحيوانات بالديمقراطية سمح لجميع الحيوانات بالعواء والنباح والزئير والصهيل والفحيح والمواء والزقزقة والنهيق‏. نجد العراقي يذبح ويهدد اذا ما فتح فمه واعترض على مفردات البطاقة التموينيه الفاسدة.

بعد أن صار العراق أشبه بفيلم مصري ممل ، أبطاله غير الشرفاء الزرقاوي وعصابته، والمشاهدون هم العراقيون الذين يقع على رؤوسهم وبيوتهم دخان البنادق وشظايا التوحيد والجهاد بعد أن تم تسمينهم ببرتقالات الحصص التموينيه الفاسده، واتفاقات المحاصصه الطائفيه والنهب المنظم للنفط، ووزراء (شنهو وما عليه ولمن وشلون وزعلت ماراح العب)نجد ساستنا يتقاتلون حول تعريف معنى الخطوط الحمراء.

 بينما يرقد لاجئي العراق من الكرد الفيليه وابناء الفرات الاوسط في معسكرات اللجوء الايرانيه والسعوديه تهل علينا البشائر أن صندوق إعادة إعمار العراق قرر إقامة‏(‏ ديزني لاند‏)‏ في مدينة الصدر للترفيه عن الكادحين والفقراء والواقفين في انتظار ميكي ماوس‏

بعد ان حصلوا على الموبايل والستلايت.

 في الزمن الردئ وبينما تتوزع فرق الموت مردتيه ملابس الجهاز الامني وتجار المخدرات الايرانيين يعيثون بأرض العراف بلا حسيب او رقيب ويباع اطفال العراق لعصابات الرقيق يتقاتل ساستنا حول كيفيه ابعاد هذا واستقصاء ذاك.

 في العراق كل شئ اصبح خط احمر حتى التنفس بلا اذن من الاحزاب والمليشيات الا شئ واحد استثني من هذه الخطوط الحمراء الا وهو كرامه المواطن والوطن.

 فمتى سيصرخ العراقيين المغيبين، ليستفيق النأئمين، حتى لايمهدواالسبيل لظهور صدام آخر بمواصفات عولميه، وحينها ستكون الصحوه مؤلمة عندما يكتشف العراقيين أن ما حدث ليس سوى استبدال (صدام) ببديله المعولم.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com