لن يرضى الله والرسول عنّا حتى نغير ما بانفسنا

 المهندسه ليلى البحراني / لندن

layla_jaber@yahoo.co.uk

حتى تنال شرف وسام احترام الأخرين ..و حتى تكون انسانا"يحتذى بك .. ويحترم دينك عليك ان تكون انسانا تتصف بمواصفات الانسانيه ..لاانسانا همجيا تقتل وتذبح وتقطع الرؤس وتفخخ الاطفال وتكفر وتفجر الناس على الهوية والانتماء وتخطف الابرياء بتجارة الدولار والمقايضه الدنيئه.

في بلاد الغرب لم ينسى الانسان البسيط كم من عائلة كانت قد توسلت وبكت وتوسطت وارسلت وفودا واستحلفت وناشدت المختطفين الارهابيين بدينهم الاسلامي ان كان لهم دين او معتقد ان يحرروا رقبة ابن او زوج او امراة يعمل مهندسا او صحفيا او حتى عاملا في في منظمات انسانيه قد اختطف بالعراق فراحت هذه الجماعات تراهن بقطع راسه با سم دين محمد الذي يتباكون عليه اليوم ويذرفون دموع التماسيح عليه بسبب الرسوم الكارتونيه . اي دين هذا يبيح لكم هذا العمل الشنيع .. هكذا صوّرنا حالنا واسلوبنا وثقافاتنا الى الغرب فبقيت لدى ذهنية هذا الرسام الذي لم يحافظ ويلتزم بالخطوط الحمراء والظوابط الاعلاميه لشرف المهنه التي لاتجيز له خدش مشاعر الاخرين والاهانه باعظم دين واعظم نبي ارسله الله للناس هدى" ورحمة للعالمين.

نعم هذه الاعمال التي طالت ابرياء الغرب الذين جاءوا بعقود عمل تختلف عن معنى الاحتلال وليس اسوة بألاف المسلمين الذين هاجروا الى اراضي الغرب بعد ان ضاقت بهم سبل العيش جراء ظلم الحكام . هذه الجماعات المتوحشه هي من كانت وراء تاجيج نار الفتنه وزرع الكراهيه وتنامي الحقد . فاي ّّ اسلام يتباكون عليه واي رسول ينحبونه وايّ صورة للاسلام العظيم ينشرون .

لاشك نحن السلمين نختلف عنهم كثيرا فالديمقراطيه وحرية التعبير التي منحت لهم من قبل حكوماتهم قبل مئات السنين نحن في بلداننا لم نحلم بها حتى هذه اللحظه . الواحد منّا يساق الى اعواد المشانق والسجون حتى اذا اراد ان يحلم بها في منامه . الغرب يصوّرنا خاصة نحن العرب اناسا" نتساوى مع حركة طالبان . قبليين صحراويين لانفهم معنى للحياة المدنيه ولا نفهم كيف نحافظ على حضاراتنا التي سحقناها بفضل غرورنا وكبرياءنا وبفضل حكامنا الطغاة كما اننا لم نقدم للعالم الغربي اي ّ فائدة تذكر يمكن ان يسجلها التاريخ منذ زمن طويل وقد اكد هذه الحقيقه (العنصري كيل روي ) مقدم البرنامج اليومي على القناة الانكليزيه البي بي سي وعلى اثر هذه المقوله قطع بث هذا البرنامج تحت قانون الحث على العنصريه .

فعلا الكثير في الغرب يعتقد ان العالم الاسلامي والعربي لم يجني للغرب اي فائده على الاقل منذ اكثر من 1000 عام بعد سقوط الدوله العباسيه او العثمانيه في الوقت الذي استفدنا من التطوّر السريع الحاصل في بلدانهم.

صوّرنا الغرب الان نحن اناسا لانفهم سوى لغة السيف , نعم لقد فتحنا على الدنيا افاقا جديده عن اسلوب الفن العصري في عالم الجريمه لم يكن العالم الاخر قد تعّود على سماعها كثيرا انها جريمة قطع الروؤس حصدناها من خبايا الكهوف غرست في عقول المتوحشين منذ ان قطع راس امامنا الحسين ( ع) تجارة توارثوها من اجدادهم الاوّلين . وكأنّ الاسلام اوصد عنهم ابواب الحوار والتفاهم ولم يعلمهم لغة المحبة والتسامح ولم يقل لهم انّ رسولكم لعلى خلق عظيم وان عليكم ان تحذو حذوه الاخلاقي ولم يقل لكم ( كنتم خير امّة اخرجت للناس) لقد نسينا نحن اصحاب الحضارات العريقه واننا ذوو فضل على التاريخ الحديث على كلّ امم العالم في تطوّرها وعلومها نحن سبقنا العالم في كل العلوم من الكيمياء والطب والهندسة والقانون لكن الفارق بيننا وبين الغرب انهم استغلّوا هذه الحضاره في ارضهم فطوّروها في حين توقف الزمن عندنا فتحولنا من امة معطاءه الى امة مترهله لاحول لها ولا قوّه فبقي السيف على رقابنا هو الحاكم الاول على شعوب هذه الامه التي منحها الله الدين المحمدي رحمة للعالمين فكان ذلك السبب الاكثر اهميه في تخلفنا واتكالنا على الغرب في كل صغيرة وكبيره وحتى اذا تطور الواحد منّا فيجب ان يكون هذا التطور في خدمة الحاكم لذا هاجرنا الى بلدان الغرب لناكل ونشرب ونعبر بحريه مستثمرين قوانينهم . امّا العامل الثاني في تاخرنا هو الحقد الطائفي التكفيري المتفشي منذ القدم هو الذي قسم الامه الى اقوام متحاربه

هكذا اصبحنا امة لاتفهم ان تقرء ولا تفهم كيف تتابع الخبر يأتينا خبر الرسوم الكارتونيه متأخرا ونتفاعل معه بعد ثلاثة اشهر لأننا لانفهم فن المتابعه فجبنا شوارع لندن نهدد ونتوعد بقطع الروؤس وقطع العلاقات واستدعاء السفراء وانعقاد المؤتمرات الاسلاميه وغلق السفارات وحرقها وتحشيد التظاهرات سخّر القسم منها لاغراض سياسيه . وبعدها ينتهي فيلم الاستنكار و نبدء نعد معدلات الربح والخساره ونوازن كفة التعادل سنجد انفسنا امام خسائر فادحه الاولى منها اننا اظهرنا انفسنا بالصوره الخطء امام المراة العالميه ولم نزداد الاّ تخلفا" هذا شيء الشيء الاخر اننا رفعنا من الحجم المعنوي لهذه الصحيفه الصغيره واوصلناها الى صحيفه تدر الارباح الطائله كمثيلاتها الفايننشل تامز والغارديان والديلي تلغراف يتشوق الجاهل والعالم لشراءها من دون ان نعلم واخر الحسابات اننا سندعم وسنقف وراء تمرير ومصادقة قوانين الارهاب التي تقع تحت عنوان التحريض على العنف والكراهيه والتي اثارت جدلا واسعا داخل الحكومه البريطانيه ولم تكن تحضى بموافقة مجلس اللوردات .

صحيح لقد استطاعت هذه الضجه الاعلاميه التي اجتاحت العالم الاسلامي ان تؤثر وتشّكل ورقة ضغط على الدول الاوربيه جعلت المفوضيه الاوربيه تطالب بضرورة وجود قانون يمنع الاعلام من التجاوز على الاديان كما ان الحكومه الدانيماركيه قدمت اعتذارا عن هذه الرسوم جاء متاخرا لكن اذا اردنا ان نحلل سبب هذه المطالبات والاعتذار المتاخر فلم نجد الا المصالح الاقتصاديه تقف وراء ذلك .

لابد من الاشاره ان هناك العشرات من البرامج الكوميديه في الغرب التي تطال من شخصيات مقدسه في الاديان السماويه مثل عيسى ومريم (ع) بكلمات يندى لها الجبين فهم كما جاء في تصريح لمحرر الغارديان يعتبرون الاديان ظاهره تاريخيه لائمت فتره زمنيه معينه ولم تعد الحاجه اليها الان. اضافه الى الحريه التي لم تقيدهم في كثير من الاحيان حتى لو تقاطعت مع مباديء حقوق الانسان ومابين الحريه وحقوق الانسان هناك مساحات جدليه كثيره لم تعّرف لحد الان و من هذا المنطلق ومن هذه المساحات الغامضه تستغل الاساءات المقصوده وغير المقصوده لهذه الشخصيات في الافلام و الاعلام الغربي ففي فيلم( د فل ادفوكيت) يتطاول ممثله الشهير (البتينو) حتى على الله سبحانه وتعالى يقف مستهزءا باحكام الله اللتي يفرضها على البشر في ذكر حادثة حوّاء والتفاحه التي منعها الله من التقرب اليها .

واذا كان بعض المسلمين قد شاهد فيلم( باشن اوف كرايس)للمخرج والممثل العالمي (ميل كبسون) الذي اتهم اليهود بقتل المسيح في هذا القيلم نعم احتج اليهود واحتجت الحاخامات ولكن بالطرق الذكيه التي اتصفت بالذكاء والحكمه التي قللت من قيمة الفيلم وصانوا معتقداتهم .لقد صرّحت كثير من الحاخامات ان الفيلم ليس بالمستوى الذي يستحق المشاهده وبهذا احجبوا العالم من مشاهدته بشكل واسع . الحقيقه اذا اردنا ان نتابع كل صغيرة وكبيرة وان نحتج بهذا الاسلوب وهذا العرض الذي قدمناه للعالم بسبب التجاوز على رسولنا الاعظم الذي هو اكبر من ان يمس من قبل صحيفه لاقيمه لها ولم تعرف الاّ في الوسط المحلي لا اعتقد اننا سنربح كثيرا وبالتالي يعني اننا سنوقف اعمالنا وتطوّرنا ونظهر للعالم اننا امّه لاتعرف كيف تتحاور ولنعلم انّ الرسول لن يرضى عنا حتى نغير ما بأنفسنا .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com