إلى ألأخ النقي الكريم

جواد كاظم خلف

سبق لي وإن كتبت من على صفحات موقعنا ,,أرض السواد،، وموقع بنت الرافدين ردآ ـ حوارآ مع ألأخ ألأستاذ كريم الصافي وقد مس موضوعينا جدلية  أو تناقض العلمانيه والدين .

أود أن أشكر أخي العزيز السيد كريم الصافي لما أبداه من وسع صدر وهو الرجل المؤمن المتدين ومن سلاسه وأنسيابيه في ألأسلوب من ناحيتي الثراء الكتابي والأخلاقي ألذي أتمنى أن أكون بمستواه لأرد صنيعه وأخدم ماأعتقده دون أن أهمل الحقائق القيمه لما ورد في ملاحظات أخي الكريم الصافي.

حوارنا تركز على محورين ، أخي العزيز كريم  يناديني لأرى مايقوله ويفعله العلمانيون وبدوري أناديه ليرى مايفعله ,,المتأسلمون،، ....هكذا يبدو لي محور حوارنا وعذرآإن جانبت.

بداية أود أن أشير إلى إنني لست متدينآ ولست شيوعيآ ولست حزبيآ ...غادرت منذ 26 عامآ وها أئنذا على ماأنا عليه حقآ أو باطلآ ....سيشتمني البعض ويستفهم البعض ألآخر وسيتفهمني البعض القليل ربما .....عند زيارتي للأهل بعد سقوط النظام وكنت مع مجموعة معار ف سألني صديق لوالدي المرحوم عن  حقيقة أتجاهي هل أنا دعوه أم شيوعي؟...إجبته ، لاهذا ولاذاك!...عندها نظر لي الرجل بشك متسائلآ، لماذا كانوا يستدعون والدك المرحوم على مدى أكثر من عشرين عامآ ليسألوه؟؟......لم أبذل جهدآ لأقناع ألرجل بحقيقتي لأن صفحة ألتأريخ قلبت ولكن تساؤلآ آخر ظل يراودني، هل فعلآ ينقصني الوضوح؟؟ ربما!ولكنني سأبذل جهدي لتوضيح ماأستطيع ...

العلمانيه والدين والأحزاب  السياسيه وكل النظريات ألأجتماعيه من المفترض أنها تأتي لخدمة ألأنسان بأعتباره هدفها....تنطلق وتبدأ بشكل جميل وواضح وبأناس مخلصين يؤمنون بما لديهم ,,كل قوم بما لديهم فرحون،،.....بعد أن يكبر الحزب أو ألدين ـ صبرآ أخي القارئ فليس غرضي ألأساءه ـ  ويزداد تابعيه يبدأ ألأثراء الفكري والتخريب المقنع أيضآ بينما تدخل الشعوذه كبعد ثالث للأيمان والتعبد ,,هذا البعد الثالث ألذي سيلحق أكبر الضرر فيما بعد بجوهر المبدأ السامي ويحوله إلى هيكل دون مضمون  وتنتهي ألأمور بمأساة وهذا مالاحظناه من معممي المتأسلمين والشيوعيين الجدد اللذين كانوا يكررون علينا القول ليلآ نهارآ ، سأموت من أجل أن تقول كلمتك،، ولكن ما أن حصل ألأئتلاف على  أكثر ألأصوات حتى أستقتل الشيوعيون من أجل أن لايقول ألأئتلاف كلمته!!...وهكذا أثبتوا للمره ألألف أنهم كذابين ومحترفي نفاق ولن أزيد..أود أن أضيف فقط إن أساس النظريه الماركسيه كانت ملخصه على شكل أسئله ,,26،، سؤالآ كان أحدها ,,السؤال 25،، يتعلق  بالموقف من الدين حيث لم يجب عليه ماركس,,ترك الحقل فارغآ،، بينما أجاب عليه أنجلز بعد وفاة ماركس بطريقه رافضه للدين...

العلمانيه ليست نظريه بل مبدأ عمل لم يولد لامن رحم الشيوعيه ولم  تنسب لأي حزب أو حركه بعينها بل كانت وليدة مجموعة مطالب لتيارات أجتماعيه كان دافعها ومرافقها ضرورات أنتاجيه بحته ووقتها كنا في أيام فجر الثوره الصناعيه  .....ملخصها كما تفضل ألأخ الفاضل كريم صافي عزل الدين عن الدوله..

في شرقنا ألأوسط أو عند عربان آخر زمن لم نترك شيئآ دون تشويه وأولها أسلامنا وآخرها العلمانيه التي نسبت إلى صدام !والرجل برئ منها كبراءة الذئب من دم يوسف! ..سادي مجرم ،ذكاءه شر  وخيره مصادفه وغباءه جنى عليه  وعلى كل من أنتسب له صداقة أو قرابة أو تحيزآ.....والحقيقه هذا هو حال بعض كتابنا ممن أرتدوا العلمانيه دون أن يفهموها... العلمانيه لاتحارب الدين ولكنها تحدد واجبات وحقوق كل فرد  داخل أطار الدوله وعلى ألدين أن يحدد  واجبات وحقوق ألأفراد تجاه الخالق وفيما بينهم .....هنا لابد من ألأعتراف أن هناك تداخلآ يصعب فصله  ليس من وسيله غير اللجوء إلى ,,فلسفة التسامح ،، عند الطرفين للتوصل إلى حلول ترضي الجميع ودون المساس بمشاعر أحد....هذه النقطه أخي الفاضل كريم صافي  مفقوده في مجتمعاتنا رغم إن هناك الكثير من النصوص الدينيه الصريحه التي تدعوا لها وصراحة سأترك ألأمور للضليعين بهذا المجال للدلو برأيهم لأنني لن أستطع لا لعب دور الحكم ولا الواعظ الديني لأن جوهر المشكله يتعلق بقدرة الشعب ,,أي شعب،،  في تفهم  الفرد لحدوده وكذلك الموظف والحاكم ورجل السياسه ورجل الدين والتلميذ والمعلم ودون أن ننسى حدودي عندما أكون كاتبآ أو قارئآ لأن المعادله دائمآ هي أخذ وعطاء من دون أن يفسد ود قضيتنا  التي تكرمتم أنتم أخي كريم صافي بوضعها على مسارها التي تستحق ـ الحوار بالتي هي أحسن ـ..

ألدين عمومآ وسيله وسلاح لمحاربة الظالمين ولقول الحق ومساعدة الضعيف  والمحتاج وتخفيف ألم المريض والتهوين من كربة الغريب ...الخ ....هذا ماسمعته من والدتي ـ أطال ألله في عمرها وعمركم جميعآـ عندما كانت تصلي في الصباح عند زيارتي للعراق في عام 2004 ، لم أسمع منها في دعائها كلمه واحده للأنتقام من فلان أو علان....ذكرتني بأسلامنا في الستينات عندما كنا نأخذ الدين دون عدوانيه موجهه لأحد فكيف حال صورة مسلمينا اليوم وهم ينحرون البشر أمام شاشات التلفزه؟؟ أي عار هذا ألذي  ألحقوه بنا وبأهلنا الطيبين؟؟......هؤلاء المجرمين لايمكن  وضعهم في أية فلسفه أنسانيه ،علمانيه كانت أم دينيه أو سياسيه هؤلاء همج لايمكن محاورتهم أما علمانيتي  أخي العزيز كريم وتدينك فلا ضير فيهما لأن عندي نفحه من أيمانك ولديك الكثير من تسامح ألأثنين  وعذرآ منك ومن  القارئ ومن الطاهر للأسهاب.

خاص بأرض السواد

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com