ماذا وراء تصريحات السفير زلماي زادة؟

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

تثير تصريحات زلماي بخصوص ما أسماه " بخطوط حمراء على طائفيين " للوزارات  الأمنية والأستخبارات مخاوف جدية ,  لا  أعتقد انها ستمر على قادة الشيعة  السياسيين بدون تحليل كل جوانبها وابعادها, خصوصا انها أتت في سياق النقاشات  المحتدمة بين الكتل السياسية لجهة تشكيل الحكومة ليثيروا موضوع مايسمى بفرق  الموت للضغط على وزارة الداخلية لدفعها للقبول بأطلاق سراح الأرهابيين  والمجرمين ووقف عمليات المطاردة ضدهم  .

 ثم من حقنا أن نسأل السفير الأميركي  فيما لو كانت لديه أدلة على عائدية "فرق الموت " الى وزارة الداخلية ؟ .

 دون أن  يطلق التهم جزافا وبدون مسوغات قانونية .

 وهو يعلم جيدا أن تشكيلات صدامية مدربة بشكل عالي على الأعمال القذرة ,قد أعادت  تنظيم نفسها , وهذا موثق في تقارير الأستخبارات الأميركية .

 كما كانت هناك  تصريحات وتحركات بأنشاء ميليشيات وهابية بدعم داخلي وخارجي .

 والغريب في الأمر أن تصريحات الطائفي زلماي التي تسئ الى مستقبل العلاقة بين  العراق وأميركا تأتي دائما لتحفز الأرهابيين لأرتكاب الجرائم بعد الجرائم وما  تفجيرات اليوم في بغداد الا دليلا على ذلك .

 ان هذه الأقاويل والتهم الباطلةلا تصب الا في أتجاه الأبقاء على الجرح العراقي  النازف , وبالخصوص الجرح الشيعي النازف , وأطلاق اليد لمسببي الفوضى  والأرهابيين كي يمعنوا في أفتراس أمن العراق وأقتصاد العراق والعملية السياسية  فيه .

 في الوقت الذي لاتزال قوى الأحتلال تفرض نفسها هنا وهناك , بالرغم لدعوتهم  الكلامية بضرورة أمتلاك العراقيين زمام التحكم في مصيرهم .

 هذا يأتي في سياق  تصريحات الطائفي زلماي خليلزادة السابقة ضد وزير الداخلية  حول ملجأ الجادرية, لنقول له ان  كان  قصدكم عمليات تعذيب محددة" ان حصلت" فهي  لا يمكن ان نحملها على عاتق وزير  الداخلية , فهذه الوزارة قد تمت خرقها  بالكامل في الفترة النقيبية , من قبل  أزلام صدام ولم نسمع عن طائفيتها في تلك  الحقبة من الجانب الأميركي , بل العكس  كانت المناغمة معها واضحة , خاصة عندما  كان فلاح النقيب يهدد  المحرومين  بألقائهم خارج الحدود , تلويحا بنهج جرذ  العوجة وعمليات التهجير  القسرية في  الثمانينيات , التي أعتبرت من الجرائم  التي تنتظر دورها في مسلسل محاكمة صدام .

 ثم هل نسى سعادة السفير الأميركي تحذيرات رامسفيلد بعدم أحداث تغييرات في  الأجهزة الأمنية , رغم معرفتهم المؤكدة , وأعترافاتهم بأختراقها من قبل مجرمي  البعث .

 هل نسى زلماي زادة الجثث المحروقة بعد تعذيبها في فترة النقيب , لأناس لاذنب  لهم سوى مقارعة النظام العفلقي .

 نسأله وماذا عن تعذيباتكم في سجن أبي غريب لبعض العراقيين" مع تقاطعنا  الشديد  معهم " .

 هل كانت أميركا حينها طائفية؟  ثم ما مغزى تصريحاتكم الآن , وقد خرج الشعب  العراقي منتصرا في يوم الأنتخابات ,  وهو في طريق تشكيل حكومة  وطنية .

 الا يعتبر كل ذلك محاولة لأعاقة الجهود  والألتفاف على أفرازات العملية  الديمقراطية , كما أشرنا لذلك في مقالة سابقة  لنا , بعد يومين من أنتهاء  الأنتخابات ؟ .

 أم أنها تأتي لدعم مطالب توافق الدليمي بوزارتي الداخلية والدفاع , حيث أنه  الشخص المعصوم من داء الطائفية!!!! وماذا عن الشهواني الطائفي الذي لا يشتهي الا معاداة الشيعة ؟ .

 ثم لماذا لم يتحدث ولو مرة واحدة السفير الأفغاني الأميركي عن التوجه الحاد في  التعيينات على الخلفية الطائفية في وزارة الدفاع التي تنم عن نوايا خطيرة , ولا  تنسجم مع تصريحات وزير الدفاع الذي يؤكد فيها على ضرورةأخذ معيار الكفاءة في  التعيينات داخل وزارته , رغم أقصاء ضباط شيعة من الأستخبارات العسكرية والتسليح  والتجهيز والأركان العامة والأماتة العامة والحركات العسكرية .

 ضمن خطة لأقصاء  الضباط الشيعة من القيادات الهامة والمتوسطة الأهمية في وزارة الدفاع .

 نقول للسفير الأميركي , هل حقوق الأنسان عندكم تفرض ان لا يلاحق الجاني بغية  تقديمه للعدالة وأبعاد المجتمع من شروره ؟ .

 أنكم لا تقبلون بهذا المنطق في بلادكم , فكيف تسوغوه أذا كانت الضحايا من  العراقيين وشيعتهم بالذات ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com