أوليس هو الدستور من سيحكم البلاد فما دخل الطائفية؟

احمد مهدي الياسري

كثيرا مانسمع الطرح الذي يقال من قبل البعض من سياسي العصرالعراقي الجديد،عصرالمدنية الحديثة والديمقراطية العجيبة وهو ان هناك قلق من ان يُحكم العراق وفق منضور طائفي، وهؤلاء قلقين جدا على مستقبل العراق والمنطقة لان هناك من هو الان في سدة الحكم وهو كيان او تيار طائفي.

لنعرف الطائفية اولا وهل كلمة الطائفية بحد ذاتها هي معرف ام نكرة؟؟ استطيع القول ان كلمة طائفية لوحدها نكرة غير معرفة لانها تعني التابعية او النوعية, وتابعة لمن ونوعية ماذا ومن دون ردفها بتعريف المكون الطائفي تصبح ليست ذات معنى اي لاهي شتيمة ولاهي مديح ذلك لان الطائفة هم مجموعة الاتباع المنتمين لمكون يتشابه ابنائه بالعقيدة او القومية اوالفكر او المهنة او الجنس كأن نقول طائفة من الشباب او طائفة من المتدينين المسيح او طائفة من الرياضيين او طائفة من القصابين او الصاغة وهكذا،وهناك خطأ شائع اراه باطلاق هذه الكلمة كشتيمة وهي في حقيقة الامركلمة لها معاني عديدة منها ماهو جيد ومنها ماهو سئ حسب نوع المرادف لها من معرف مثال ذلك طائفة شيطانية او طائفة من الصلحاء او طائفة من العلماء وهكذا.

اذن نحن امام اطلاق مسطلح غير متكامل ابتداءاً،ولكي اعود الى صلب الموضوع واتكلم بصريح العبارة وبدون لف ودوران ورتوش وبالمسميات الحقيقية فهؤلاء يخصون قلقهم من الطائفة الشيعية والفكر الاسلامي لهذا المذهب وهذا امر طبيعي تعودناه وورثناه ابا عن جد منذ السقيفة ولكن تعالوا معي لنفكك هذا الطرح ونتسائل هل هو طرح نظيف اولا؟؟ وهل هو طرح صادق في توجهاته؟؟ وهل هو طرح علمي يراد منه الفائدة والخير للعراق وشعبه؟؟ وهل هو طرح مطلق من قبل اناس صادقين في غاياتهم؟؟ وهناك الكثير من علامات الاستفهام وهي بحاجة لتحليل واجابة.

بصفتي ابن هذه الطائفة واتشرف بذلك وافخر مزهوا بها من المبدأ حتى المنتهى وانا الانسان البسيط جدا والفقير لله وهمي هو انني اتحسس آهات شعبي واتكلم بها في كتاباتي او اي حديث اخر طالبا لهم الخير وللانسانية جمعاء،ولكي اقرب المعنى لهؤلاء الذين يطلقون هذه المخاوف الغير مبررة مطلقا والناقصة في المعنى والمضمون واقول لهم ان احساسي الخاص وهو يشبه الكثير من احاسيس ذات المكون المقلق لكم من اكبر العلماء حتى اصغرمكون في حجمه الثقافي والعلمي هو اننا بشر مثلكم رغباتنا وهواجسنا هي رغباتكم من حيث الحب والخوف نحن طائفة نعشق الحرية والصدق والانسانية السمحاء التي فطر الله بها الانسان السوي متجسدة ومترسخة ومثبتة في كل ما اتى به الانبياء والرسل من دساتير الاهية و اخلاق وقيم وايضا اعشق في كل انسان يختلف عني في عقيدته التطبيقات الانسانية تلك في مايخص العدل والاحترام لهذا الانسان المكرم ومايحمله من حركة ايجابية في الحياة تغني العلم والمعرفة ورخاء الانسان بعيدا عن اي حقد او طغيان او تجاوز على حقوق الاخرين، ولنا كمسلمين مع جميع الاديان الاخرى مشتركات رائعة لاتعد ولاتحصى وكل ماهو مفيد ويبني انا اشترك فيه مع اخي في الانسانية كائن من يكون مذهبه او قوميته، وهنا لا اشك قيد انملة في ان كل علماء مذهبي والبسطاء العقلاء والاسوياء هم في ذات الحركة والسراط واقولها بكل صدق انا وهم لاتوجد عندنا عقدة من ان يحكمني مسيحي عادل بدل من شيعي جائر ولاتوجد عندي عقدة ان يقودني صابئي شريف انساني عادل بدل ان اقاد من قبل شيعي لايمتلك من ثقافة الانسانية السمحاء ثقل ذاك الصابئي وهكذا اتوق للخير وانبذ الشر اتسامح مع المخطئ ما دام الخطأ ليس جرما يستحق القصاص القانوني.

لماذا اذا يرتعب مني الآخر ويتهمني باطلاق صيحة القلق كلمة الطائفية قاصدا بذلك تحجيمي والغائي؟؟

وللاجابة على هذا السؤال المهم استطيع الجزم والقول ان كل من يختلف مع تلك المنطلقات الحركية انما هو يخالف مسيرتها الانسانية وهو من يسير خلاف تلك القيم والضوابط الانسانية ولكي يتمهد له الطريق سالكا به نحو بغيته الشيطانية فعليه ان يحارب هكذا فكر وطرح بكل الصور المشروعة والغير مشروعة, وهذا لن يؤدي الى الغائي بل هو يرسخ لان انزوي ملتجئاً لقومي وعقيدتي واهلي احتمي بهم ويحتمون بي من شر الانحراف الفكري والسياسي والاخلاقي الذي يواجه الجميع.

نحن بالامس واليوم نواجه سياسيين واقلام مع شديد الاسف تسخر وتتهم وتكيل الشتائم لهذه المكونات الكبيرة التي كانت بالامس هي المبرر الرئيسي لوصولهم الى حيث هم الان من مناصب وكم سمعنا عن مظلومية الشيعة وقتل علمائهم وشبابهم قبل سقوط الطغمة الباغية تلك وبفم هؤلاء بالذات, اضافة الى المجتمع الدولي والقوى الكبرى التي اسقطت الطغمة الباغية، ولكن السياسة والاطماع اللعينة هي اليوم من يحرك تلك الشيطانية المكبوتة والوصولية البغيضة باي ثمن في تلك النفوس التي لم أجرأ يوما على تسفيه فكرها سوى الفكر الاجرامي منها وحينما اناقش اي من اصحابها اتبع اسلوب الحكمة والحجة والدليل واتذكر ويعرف اصدقائي جيدا وهم يقرأون مقالي هذا الان كيف في سفرة طريق في سيارة ولمدة ساعات معدودة قلبت انسان ملحد الى انسان مسلم انساني رائع تقبل ذلك من خلال ما طرحته من ادلة مركزة ومكثفة جعلته ينطلق الى حيث العز والفخر وهو متيقن من ان طريق الحق موجود ولكن العتمة والغشاوة والزيف هي التي تعيق وصول الحقيقة الى كل انسان والكثرة مع شديد الاسف هي الغالبة وهذا طبيعي جدا لان عقيدتي ومصدرها قال بذلك ان اكثرهم واغلبهم للحق كارهون، ولاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.

هؤلاء القلقين من الطائفية هذه الكلمة الباطل المطلقة تجاه مكون له ثقل لم تركعه الجبابرة بكل طغيانها ولم تنهه اقسى اساطير الموت والقهرالقاسية والمتواصلة ولا حتى البناء في اعمدة القصور ليأتي اليوم شبه رجل ليطلق ذات الخناجر المسمومة والعقارب السامة متصورا ان الامر سينتهي بجرة قلم تهديد او وعيد او تذكير او فعل اجرامي او الغاء متصور في خرافة فكره المريض متناسيا او جاهلا بالاحرى بثقافة التاريخ ودروس الماضي السحيق والماضي القريب في ان هناك من الثوابت ما لايمكن الغائها مطلقا والدليل ان كل ماموجود من اطروحات من صنع الانسان انتهت ولم يبقى منها سوى الاطلال الخربة ولم يستمر ويبقى سوى امر الله وحده، وهو المتداول والذي يناطحه دوما هو ذلك المتساقط دوما امام عظمته وجبروته وفي بعض الاحيان لايحتاج سقوطه عناء التفكير فهو من يحرق نفسه بنفسه والتاريخ يشهد لمن يقرأ، اما الاغبياء الذين لايقرأون التاريخ جيدا فهذا شانهم هم وانا غير مسؤول عن تقصيرهم وغباء عقولهم وسفاهة طرحهم وعدم بحثهم عن الحقيقة البيضاء الناصعة .

بقي لي ان انوه الى انني هنا لا ادعي الكمال لطائفة انتمي اليها وكذلك لا ادعي لغيرنا ذلك فليس نحن بالمعصومين عن الخطأ ولا انتم نواقص بالكلية, ولكن لايحق لمن يعتقد بخطأي ان يلغيني جملة وتفصيلا تحت غطاء الاستحقاق السياسي او ارضاء القوة ومصادر القوة الوضعية، وحينما ارااك تمارس شرف النصح والتصويب لي وللآخرين من اجل الوصول الى افضل السبل لتطوير الانسان والمجتمع وبالتالي البلد والانسانية فهذا هو الطريق الاصوب لنيل احترامي ونقاشي وحواري وقبولي لك و معك اما غير ذلك فلك مني مثل ما رغبت ان تصيبني به والبادئ اظلم.

اقول في الختام الى هؤلاء وتلكم المحاربين السياسيين الادعياء ان للعراق دستورُكتب وهو من سيحكم العراق وان كل القيادات المنتخبة المتناوبة على سلطة البلد ومن اي مكون كان عليها تطبيق هذا الدستور فقط وان تعمل كخدم للشعب في حدود قوانينه وانظمته المتفق عليها، اما العقيدة والدين والاخلاق فهي تخص التابعين والمعتقدين بها وهم احرار فيما يعتقدون على ان لايتجاوز احد على حرية اخر, اي الحرية تقف عن حدود حرية الاخرين فهلا تتحفوننا بصمتكم ولاتصدعوا رؤوسنا بما يمليه عليكم اعراب الذل ودولار البعث المسروق ومصالح الاخرين الصغارومطامع خاصة ضيقة,او قوى مسيطرة ويظنون انهم كباروهم في نظري اوهن من بيت العنكبوت, لاننا سأمنا طوائف سخافاتكم السمجة والمقيتة وخوفي عليكم من الفناء هما وقهرا ودين الله لايفنى او يزول والعاقبة الحسنى للذين يفقهون القول ويتبعون احسنه .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com