البعث في احضان امريكا ثانية.. ماذا عدا مما بدا ؟

احمد مهدي الياسري

هو الخسة والغدر, هو الوضيع دوما , هو الساقط المتساقط الاوراق المعرى بوحشية فعله كما تـُعرى الجيف الميتة عن جلودها لتبرزالنتانة منها لتزكم انوف الجميع بنتن رائحتها وكبير اذاها والامراض ذاك هو البعث.

هو البعث , والبعثي , هذا المنكر المتحرك في ارض العراق منذ زمن القسوة بحركة لايمكن لقلم وصف شرها بدقة تستحقها , والسؤال هل ان الامر سيستمر حقبا اخرى ..؟ ياتيك الجواب نعم هؤلاء عادوا ونفضوا عن جلودهم تراب الجحور وها هم بالامس القريب كانت امريكا كما يدعون عدوها الاول والاخير , وها هم اليوم يرتمون في احضانها كما الايتام التي تحتاج الى دفئ الحنان , والبعث لمن يريد ان يعرفه جيدا ويعرف تاريخ نشأته فليرجع الى كتاب الله وكيف وصف الشيطان في كتابه وهو ذا عينه البعث السفيه.

العيب ليس في الامريكان في ذلك ولا اريد ان اقول لها شيئا سوى انها بتقريب هؤلاء مرة اخرى انما تستعيض وتستبدل جلدها الجديد الذي رايناه بجلدها القديم الذي لم ولن ننساه وهي لاتفكر سوى بمصالحها فقط اما نحن فمن حقنا ان نفكر بمصالحنا ايضا وفق مانراه من صواب الطريق.

الذي يهمني الان هو العهر البعثي الفاسد المتمثل بشخوصه وهمته (الثورية) البليدة من الثيران طبعا وليس من الثورة , وكيف هو يتحرك وكأنه المجاهد الفطحل وهو العروبي الغيور وووووو من الشعارات الخسيسة التي يطلقها من جوفه العفن ليسوقها لمن يتلقاها ويشمها ويلتهمها من اشباه عهره وفجوره في بلدان العربان والبهتان والطغيان .

هو بعثي الامس المقاوم من تراه اليوم في حضن ماما امريكا الحنونة الان كما يسمها استاذنا الجميل سمير سالم داود وهو لن ولم يترك هذا الحضن الدافئ يوما كما يعتقد البعض والذي جرى هو فلم محبوك بحنكة هوليودية غاية في الدقة والجهد والاتقان ولما يزل مستمر العرض والاضافات المتسلسلة .

نحن شعب العراق لايهمنا مايجري من غدر الذين نعرف وقفتهم بالامس واليوم ولايعنينا اي شئ يقومون به لتسويق مصالحهم الخاصة والذي يعنيني هو هذا البعثي القذر الذي يعرف نفسه جيدا ويعرف كيف هو فعل المجاهدين الصابرين المرابطين ابناء الشهداء معه واعطيهم مثالا بسيطا للعبرة والاتعاض وهو الانتفاظة الشعبانية الباسلة ولكي انعش لهم الذاكرة وانا من كنت يوما من تلك الايام العظيمة اراهم عن كثب وقرب شديد وكنت اسمع توسلاتهم ورعبهم وخزيهم وتقبيلهم للارجل خوفا ورعبا من اهوال انتقام ابناء الشهداء منهم , وكانوا من الخوف والرعب والخنوع والرجفان ان يتبول الواحد منهم على نفسه وهو بالامس القريب كان المستأسد الجسور امام سيده الاحمق ولكن كانت الضحية التي يستأسد عليها هي هيكل عظمي بائس انهكته سنين الظلم والطغيان وبعد ان استلمتها ايادي هؤلاء بصورة مباشرة اكملت واجهزت على ماتبقى لها من قوة ولكي تنهي فصول الشبق السادي والعطش الدموي تضع رجلها على هذا الصدر الطاهر لتجهز عليه كما اجهز اجدادهم شمور التاريخ الاسافل على كل حسين ثائر على الجور والطغيان.

الامر اليوم هو ليس امر الامس ايها السفلة المارقين ونقسم باعظم الايمان ان هناك ثورة فينا ان تفجرت فلن تبقي لكم اثرا ولاتذر فاياكم اياكم اياكم واسيادكم القدماء الجدد من ثورة وثوارالفالة والمگوار وهم لازالوا في الوجود ولازالت الروح هي الروح ولم تمت فينا لا بل ازدادت ضراما واشتعالا ونصرها اليوم مؤكدا اكثر مما مضى وهم ان لم تعرفوهم جيدا كعابس الحسين حينما أجنه الحب الحسيني المحمدي العلوي فخلع القميص وتعرى ورمى السيف واقبل يتهافت على ذهاب الروح حبا بمعشوق ليس على وجه الارض ابن اشرف خلق الله سواه .

لا اقول هذا الكلام من باب تهويل امر بسيط , بل هي حقيقة وواقع اراه في ارض الواقع وهناك صورة وااااااااااضحة عند شعبنا الثاقب البصر والبصيرة ولكن الذي يحز في صدري هو شعبي الاخر, وهواليوم وقد قرب واقترب كثيرا من جوقة العقارب السامة الا وهو شعبنا الكوردي الذي قرات قبل ايام وصية لاحد رموزه وهو الشهيد المجاهد الكردي القاضي محمد وتمنيت ان يطبق اخوتنا الكورد تلك الوصية بعد ان تقرأ جيدا وبتمعن وتفكر لينتقلوا لينتقلوا بعدها من حالة التوتر والثورة الى حالة النصر الاكيد بعد ان تطبق اصول الهمة والجهد المعطى والمبني على قيم اكدها هذا القائد في وصيته الرائعة والصادقة جدا لان من ينتظر الموت بعد ساعات هو ليس في مجال ان يرغب ان يقال عنه ان في قوله غايات دنيوية للتسويق لمصلحته الخاصة الضيقة بل ان الاطلاع عليها وقرائتها بدقة يجد ان بين ثنايها روح وصدق ومظلومية واصالة هذا الشعب الطيب الشجاع وايضا يجد تلك الروح الواثقة من النصر الذي لن ياتي من دون تحقيق شروطه ويقول ذلك المجاهد في بعض مايقول منها واعيده هنا للعبرة والاتعاض والرشد هو درس لي كما هو لكم :

ا أبنائي وإخوتي الأعزاء !

يا إخوتي الذين هضمت حقوقهم!

يا شعبي المظلوم !

ها أنا ذا في اللحظات الأخيرة من حياتي، أقدم لكم بعض نصائحي:

تعالوا أناشدكم بالله أن لا يبغي بعضكم على بعض.. توحدوا وتعاضدوا.. اثبتوا أمام عدوكم.. لا تبيعوا أنفسكم لعدوكم بثمن بخس.. وإنَّ تودّدَ عدوكم لكم محدود، وينتهي حين تتحقق أهدافه.. فهو لا يرحمكم أبدا، ومتى وجد الفرصة واستنفدت أغراضه، فانه ينتقم منكم لا محالة ولا يعفو عنكم ولا يرحم.

إن أعداء الكورد كثيرون، هم ظلمة، مستبدون ولا يرحمون.. وعلامة وطريق نصر أي شعب أو امة، يكمن في وحدتهم وإتحادهم، وكذلك في المناصرة، وإلا فهم يرزحون تحت وطأة المتجبرين.

وفي مكان اخر من وصيته يقول:

لا يخدعنكم العدو.. فعدو الكورد عدو ايا كان لونه وجماعته وقومه.. لا شفقة له ولا ضمير، ولا يرحمكم، ويوقع بينكم الفتنة والتقاتل، ويثير بينكم الأطماع.. وعن طريق الخدعة والأكاذيب، يُحرضُ بعضَكمْ ضد بعض.

ـلدى نصيحة أخرى وهي :

ان ترجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون نصيركم ومعينكم في نضالكم من أجل هذا الشعب.. حينئذ أكون على ثقة بانه سوف يمدكم من عونه.

قد تسألونني لماذا لم أنتصر وأفز ؟! وعند الجواب اقول لكم : والله لقد إنتصرت وفزت.. أي نعمة وأي نصر وفوز اكبر من أن أفدي برأسي ومالي وروحي في سبيل شعبي ؟!

تأكدوا بأن مطلبي في الحياة كان أن اموت موتة تجعلني وأنا أواجه الله والرسول وشعبي وقومي، مرفوع الرأس.. إن هذه الموتة هي نصر لي.

أن تعتقدوا بالله و ( بما جاء من عند الله ) وتعبدوه، وتؤمنوا برسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ويكون أداؤكم للفرائض الدينية قويا ومتينا.

احفظوا وحدتكم وإتفاقكم في صفوفكم.. لا تقترفوا الأعمال المشينة تجاه بعضكم، ولا تكونوا طماعين ولاسيما عند تسلم المسؤولية.

إجتهدوا في رفع مستوى الدراسة والعلم ودرجة تحصيلكم، حتى لا تنخدعوا بالعدو كثيرا.

لا تبيعوا أنفسكم للعدو طمعا في بقاء زائل في هذه الدنيا الدنية، لان العدو هو نفس العدو ولا يمكن الإعتماد عليه.

لا يخن بعضكم بعضا، لا في السياسة ولا في الأرواح ولا في الأموال ولا في الأعراض.. لأن الخائن ذليل ومجرم عند الله والناس، والمكر السئ يحيق بصاحبه في الأخير.

لو أن أحدا منكم تمكن من أداء اعمالكم، فتعاونوا معه، ولا يجعلنكم الإستئثار والطمع أن تقفوا ضده أو لاسامح الله أن تتجسسوا عليه لصالح العدو.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه الوصية من احد الرموز الرائعة لشعبنا الكردي تستحق مني ان اتخذها جزء من مدرسة حياتي واشكر الاستاذ الرائع محسن جوامير على ترجمته لهذا السفر الخالد الذي نعجب لماذا هو مخفي عنا , ولكن هي الابطال حاشا لله ان تستطيع الطغاة طمر سفرها الخالد وحقا هم من يسقطون, والمرفوع دوما هو الحق وابنائه وهنا اكررلشعبنا والقيادات الكردية تمسكوا بوصية هذا البطل وسترون ان النصر بين ايديكم وهو قريب ولكن من دون ان تنسوا مظلومية غيركم او تقفزوا فوق ضهورهم للوصول الى مصالح لن تصلوا اليها بهكذا طريق وانا هنا لا اقول ذلك كعتب او نقد لا بل هو قول من احبكم واحب لكم ما احبه لنفسه .

لن تقف عجلة النصر مهما اعيقت مسالك دربها ولن يستطع جلف في التاريخ ان ينتصر ابدا وهي بديهية العدل ان تكون الحياة صراع خير وشر وفي كل الاحوال الشرفاء هم المنتصرون دوما وابدا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com