من يقتل من في العراق ؟

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

لا يمر يوم علينا إلا ونسمع الأخبار العراقية المؤلمة ، التي تهز كل الضمائر الحية ، لأن هذه الأخبار المأساوية تتحدث عن القتل الجماعي للناس الأبرياء في الشوارع والساحات العامة وأماكن عملهم وحتى في بيوتهم

ويبقى السؤال المدوي يصرخ بوجه كل المسؤولين من قادة العراق ، الذين أصبحوا على ما يبدو عاجزين عن الأجابة ، لأنهم منشغلين هذه الأيام بالمناصب والمكاسب ... وتاركين أمن المواطن العراقي وإحتياجاته الحياتية اليومية في مهب الريح ، وكأن الأمر لا يعنيهم بشئ

كيف يقتل العراقيون في كل مكان ويبقى القاتل مجهول الهوية لحد الآن ؟ ، علما أن هؤلاء القتلة يستخدمون في أغلب الأحيان مثل سيارات الشرطة وملابسهم وأجهزتهم الإخرى ، فهل هذا يعني أن هؤلاء القتلة الجهلة لهم خيوط سرية مع المؤسسات الأمنية العراقية ؟ ، أو أن هناك تواطئ من قبل بعض منتسبي الشرطة والجيش وقوات الأمن مع مثل هؤلاء القتلة ؟

ويبقى السؤال دون جواب ، والدم العراقي الطاهر ينزف في كل يوم يمر دون توقف ، والى متى يبقى الإستهداف اليومي لبنات وأبناء العراق من قبل زمر من المجرمين واللصوص الذين إمتهنوا الخطف والقتل والسرقة مهنة لهم مقابل حفنة من الدولارات والمغريات الإخرى ؟

ما قيمة وفائدة المناصب الحكومية والحزبية وغيرها للناس ، إذا كانت حياة المواطن العراقي وحريته معرضة للموت والإستلاب في أية لحظة ؟ ، ما فائدة الخطابات اليومية والتصريحات الإعلامية والوعود المؤجلة إذا كان كل هذا الخراب والموت والفساد يحدث في عراق اليوم ؟

ما فائدة كل هذا يا قادة العراق ؟ ، متى تديروا وجهكم للشعب من أجل تحقيق مصالحه وطموحاته وحلمه في الأمن والأمان والإستقرار والحياة الحرة الكريمة ؟ ، وأن تحقيق هذه وغيرها ليست بمعجزة ، وإنما هي من أبسط ما تقدمه الحكومات ومؤسساتها للشعوب من حقوق مشروعة وطبيعية ولا بد منها

وسيستمر هذا القتل الجماعي للأبرياء ، إذا لم تتحرك كل القوى والأحزاب والمنظمات العراقية المخلصة للمطالبة بكشف الوجوه الملثمة للقتلة ، وكشف كل إرتباطاتهم وعلاقاتهم السرية والعلنية في داخل العراق وخارجه ، وفضح كل المؤسسات والأشخاص المتعاونين معهم لأسباب تصفات سياسية أو ثأرية

لأن السكوت عن كل هذا جريمة لا تغتفر ، والمستهدف أولا وأخيرا هو الإنسان العراقي ، فمتى تتوقف دورة الموت الهمجية ، وتكشف وجوه كل المتورطين فيها مهما كانوا ومن أين أتوا ؟.

ويبقى السؤال اللغز ... من يقتل من في عراق اليوم ؟

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com