أين الصدق يا ساسة العراق؟

 

جاسم هداد

jasemhaddad@hotmail.com

ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات جديدة في التداول السياسي للمفردات مثل " الخطوط الأحمر " وهي تعني الأقصاء والتهميش والأبعاد، ولهذه المفردات فرسانها من المراهقين السياسيين الذين لا تربطهم أية رابطة والعمل السياسي، والذي لا وجود لهكذا مفردات في قاموس العمل السياسي.

 فالسياسي الحريص على مصلحة شعبه ووطنه يبحث عن كل السبل والطرق التي تحقق الخير لبلده، ويبحث عن كل القوى الخيرة المخلصة ويتعاون معها من اجل انقاذ شعبه ووطنه، والسياسي يعرف قبل غيره ان اليد الواحدة لا تصفق، وهو يعرف ان السياسة هي " فن الممكن "، وان السياسة لا تلتقي مع الغطرسة والغرور، وان من اهم صفات السياسي نكران الذات والأستعداد للتضحية بالنفس من اجل قضية شعبه ووطنه

 ويفترض بالسياسيين اخذ العبرة والأتعاظ بها، فالدرس لازال حيا ويتطلب الأستفادة منه، فنهاية كل من يحاول إلغاء الآخر واقصاءه، ستكون بالتأكيد نهايته مثل نهاية الطاغية صدام،حيث اوصلته حساباته الخاطئة الى الأختباء في جحر الفئران ثم الجلوس في قفص الأتهام وامام محكمة الشعب لينال قصاصه العادل، ولقد نطق بالحق والصدق السيد رئيس جمهورية العراق بقوله أن الذي " يصر على وضع خطوط حمراء يضع نفسه هو خارج هذه الخطوط ".

 وتناقلت وكالات الأنباء والصحف الورقية والألكترونية تصريحات متناقضة للسياسيين العراقيين المعنيين بتقرير مصير الشعب العراقي في ظل هذه الظروف الصعبة المعقدة.

 فرئيس المكتب السياسي للتيار الصدري قال انه " ليس لدينا أي خطوط حمراء على أي من الشخصيات الموجودة في البرلمان لأنه تم اختيارها من الشعب العراقي ونحن نحترم اختياره ". وصرح قيادي من التيار الصدري انهم تحفظوا على " شخص رئيس القائمة العراقية الدكتور أياد علاوي، وليس على القائمة ككل "، وقيادي آخر من التيار الصدري صرح بأن تياره اعلن " رفضه التام والقاطع لمشاركة علاوي في الحكومة ".

  ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الأعلى للثورة الأسلامية قال " ليس لدينا اعتراض على أي طرف سياسي من الأطراف المشاركة في العملية السياسية ". وقيادي في حزب الدعوة الأسلامية نفى " وجود خطوط حمراء تجاه أي من القوائم الفائزة في الأنتخابات " وان " الحوار مفتوح مع الجميع ".

 بينما قال قيادي في التحالف الكردستاني بعد جولة من المفاوضات مع قائمة الأئتلاف انهم " يريدون ان تجري الأمور حسب ما يريدونه "، وانهم وضعوا " خطوط حمراء على مشاركة علاوي وقائمته في الحكومة " وهم أي الأئتلاف مصرين على ان تشترك " ثلاث قوائم فقط هي الأئتلاف والتحالف والتوافق"، وأكد نفس القيادي انهم توجهوا بسؤال لوفد الأئتلاف المفاوض " ان كان هذا موقفهم جميعا أم موقف جهة معينة في الأئتلاف فردوا علينا ان هذا موقف الأئتلاف كله ".

 وسياسي آخر من الأئتلاف صرح بأن " التحالف الكردستاني يدفع بإتجاه اشراك قائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي للأستقواء به الى جانب العرب السنة "، فهذا السياسي الذي قدرت له الظروف ان يكون مساهما في تقرير مصير الشعب العراقي يفسر الجهود المبذولة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تضم كل القوى السياسية المخلصة لهذا الوطن بـ " الأستقواء عليه "، فبؤس السياسة والسياسيين الذين يفكرون هكذا، فهذا السياسي بدلا من وضع يديه مع الأيادي التي تريد المساهمة في انقاذ الوطن، نرى ان نظرية المؤامرة تسكنه فهو يؤكد على ان " هناك احزابا تحاول تخريب جهود تشكيل الحكومة " وهو يعني حكومة المحاصصة الطائفية القومية، حكومة المصالح الحزبية الضيقة وليس حكومة كل العراقيين، ويضيف هذا السياسي مؤكدا ومحذرا انه يجب ان " لا تشارك فيها بالضرورة "، وهو يعني اقصاء القائمة العراقية الوطنية، ويبدو ان هذا الطارئ على السياسة لا يفهم ان الضرورة تقتضي مشاركة كل القوى السياسية التي قدمت التضحيات اثناء نضالها ضد النظام البعثي الفاشي، وان العراق لجميع العراقيين، ويحق لكل مخلص ووطني شريف المساهمة في بناء وطنه وانقاذ شعبه.

 وعبر احد قادة التحالف الكردستاني وبكل صدق وألم ان " قادة القوائم لا يراعون معاناة المواطن الذي ذهب ثلاث مرات الى صناديق الأقتراع ".

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com