هدم القبة أم قتل الامامة

 علي الشلاه / كاتب عراقي

erde4uns@hotmail.com

لم تكن الجريمة الارهابية النكراء بتفخيخ ضريح الامامين العظيمين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء ، لم تكن هذه الجريمة الاولى ولن تكون الاخيرة ، فالعراق الذي تعمد بقدمي الامام علي يوم شرفه بمقامه واستشهاده فيه ، هذا العراق الذي وضع لبناته علي بدمه ورفع الحسين قواعده بمهج الرضع من أطفاله قد تعالى على جراحات كبيرة وعميقة ومضى يؤثر الأخ على النفس ويدفع الفتنة بثمن غال اهونه ان مقبرة النجف قد طاولت عمقاً في الصحراء ولم تنكسر سيماء الرجولة ولاعزائم الوحدة في أبنائه ، هذا العراق الذي هزم الحجاج وهولاكو وصدام لن يهزمه زرقاوي منحط ولابن لادني موتور وبينهما من باع عهد الله والعراق من الصداميين والتكفيريين الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا خدماً لقتلة ذويهم فصاروا يبيعون لهم حتى اعراضهم التي كنا نظنها غاليةً عليهم وهاهم يكملون مسلسل السقوط  بتدمير مقدسات المسلمين في سامراء.

واهم واعمى من يعتقد بأن هذه الجريمة الطائفية المريضة ستدفع الشرفاء الى تقتيل بعضهم ، لأن العراقيين من أتباع اهل البيت ومن اتباع الصحابة يقدسون أئمتهم أئمة الهدى والحق والوحدة ولايوجد مسلم واحد يرضى باهانة شخص الرسول الأكرم عبر اهانة أحفاده في سامراء ، فكيف يهينهم ثم يرجوا شفاعة جدهم وماذا يبقى من الاسلام اذا اهين محمد وآله عليهم السلام .
ان هذه الجريمة على فداحتها يجب ان تنبه الجميع لاسيما اولئك الذين يتحدثون عن مقاومة شريفة مزعومة ان التضحية بوهمهم هذا خير من أن  يباد العراقيون شيعة وسنة في حرب أهلية لن تقف عند حدود العراق فيما لو قادونا اليها بجهل او جهل لا سامح الله.

ان المطلوب من العراقيين جميعاً اليوم استنكار هذه الجريمة الارهابية بل والعمل على تطيب الخواطر المجروحة وليفهم الجميع ان التضحيات العظيمة التي قدمها آل البيت من اجل دين جدهم تتجدد كل يوم وان بناء القبة والضريح لن يتم بالأسمنت وماء الذهب بل بتماسك المسلمين شيعة وسنة ومعهم سائر اخوانهم العراقيين  لكي ينعم العراق بالوحدة والأمن وتتوقف سائر الجرائم فيه فلا يعتدى على مقدساته مجدداً ، غير ان المطلوب من من القيادات العراقية وخصوصاً السنية منها ان تتخلى عن الخطاب الطائفي التصعيدي الذي يقطع الطريق على الدعوات الحكيمة من قبل المرجعيات الدينية والسياسية الشيعية وفي مقدمتها دعوة المرجع الاسلامي الأعلى السيد علي السيستاني المطالبة بالتعبير السلمي عن الاستنكار وحماية مراقد ائمة السنة ومساجدهم ، وهي دعوة تعكس تحلياً كبيراً بالمسؤولية الدينية والوطنية نابعاً من فكر آل البيت وممارساتهم الشريفة .

ان المقصود بالاعتداء الآثم ليس الشيعة وحدهم وليس آل البيت الأطهارفقط  بل العراق كله وان علينا ان ندرك ان دعوات الثأر لن تغير شيئاً مما حصل بل قد تقود الى اعتداءات وكوارث لايمكن وقفها ولن تبقي من عراق الأئمة والاولياء حجراً على حجر، وان القائلين – ولهم عذرهم – من ان هناك حرب ابادة على الشيعة في بلاد الرافدين يجب ان يدركوا ان الشيعة هم الأكثرية في هذا الشعب وان ابادتهم تعني ابادة الجميع وزوال العراق الحبيب لاسامح الله،  ولذا فأن عليهم التصرف بعقلية الأكثرية لا بعقلية الأقليات التي جرتها سنوات الطائفية الساقطة والتي يحاول الطائفيون المرضى اليوم توكيدها بتفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام.

لقد حاول الاوباش بنسف الضريح نسف الفكرة الاسلامية العظيمة التي مثلها الراقدان بكبرياء تحت القبة  المذهبة وليس نسف الذهب او الاسمنت الذي يكونها،  ونحن نقول لهم بوحدتنا وتماسكنا اننا أقمنا علاقتنا مع الامامين عبر الفكر لا عبر الذهب والاسمنت، وسيظل الذهب يسجد على اعتاب الأئمة الاطهار ونظل نؤمن بفكرهما السمح المقدس، وان اول الخيبات التي جناها الجناة هو هذا العراق الطالع موحداً من رماد الفتنة والذي بقدر تضحياته تكمن عظمته .

السلام على الامامة وهي مضمخة بدم العراق والسلام على العراق الشامخ بعظمة الامامة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com