من حرق الكعبة المشرفة الى جريمة سامراء

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

كبف يمكن أن يتعامل طرفان مختلفان في كل شئ , في المعتقدات والمقدسات وعلم الأصول التي تقابلها ماهو نقيض ومعاكس ؟ كيف يمكننا أن ننظر لهذا الموضوع من زاوية وطنية ومن زاوية أنسانية ؟ اللة سبحانه وتعالى يسألنا المودة لأهل البيت (ع) .

 في المقابل نجد من يدعون الأسلام يمعنون في قتل كل ما يمت بصلة الى نبي الرحمة والأنسانية (ص) , ليصلوا الى تفجير أقدس مقدساتنا .

 أمام مرأئ ومسمع القوم في الداخل , الذين أكتفوا بالأدانة الكلامية وهم يقلبون الدنيا ولا يقعدوها عندما يتعلق الأمر بفرق موت وهمية لا توجد الا في مخيلاتهم المريضة .

 وان وجدت في الواقع فهي من صنعهم .

أما المحيط الخارجي, أمتداد القوم, الذي يصدر لنا الأرهابيين فلا يمكن لعاقل أن يتعجب للأدانة الكلامية المجردة من البعض وصمت الآخرين, وتحذيرهم أجمعين الجانب الأميركي سرا وعلانية من خطورة " البعبع الشيعي" .

 كما لا يستبعد كل شيعي له أطلاع ولو بسيط على ذهنية القوم ,الفرحة في دواخلهم المعتمة والمقفلة بأقفال صنعتها أعمال وأقوال شياطين الأنس من أسلاف القوم .

 الذي لا يستبعد أن يكون زلماي زادة منهم .

 حيث حذرنا قبل يومين من تصريحاته الطائفية وما لها من تأثير في تأجيج الحقد الطائفي في أعماق تلوثت بالولاء ليزيد والأمويين وكل مجرمي التاريخ قبلهم وبعدهم , واعرضت في المقابل عن أئمة الهدى وسفن النجاة .

 فكانت جريمة أبو دشير .

 بعد تصريحات السفير زلماي بيوم واحد .

 وجريمة سامراء بيومين بعدها .

 أنظمة وشعوب مسكونة بالفكر الوهابي الأرهابي وتتبنى مذاهب تتعاطف مع ثقافة القتل والتفخيخ والأختطاف , وتروج لها في فضائيات العهر لتصف واحدة منها خروج الملايين اليوم منددين بأم الجرائم بأنهم غوغاء .

 الا يدل على ذلك الى أن معظم المخالفين مسكونون بالفكر الأرهابي الوهابي وبخطابه الديني المذهبي المتعاطف مع القتل والتفخيخ؟ ان لهذه الثقافة المنحرفة أبعادا موغلة في القدم على أمتداد التاريخ المنحرف .

 الذي ظهر جليا في قرار قطع الأعناق أن لم يبايع أحد من الستة ولو كانت الضحية رأس الأمام علي (ع) .

 وفق معادلة منحرفة وضعت موازينها لأبعاد النجم الهاشمي وللمرة الثالثة .

 الأمام المنصوص عليه من اللة سبحانه وتعالى ورسولةالأكرم (ص).

 ليؤسس ذلك النهج المنحرف لمدرسة خرجت وتخرج أعداء الحرية وأعداء الأنسانية من محترفي القتل وجزاري البشر ومفخخي الحياة.

 الذين أستباح أسلافهم المدينة المنورة لثلاثة أيام ليسرقوها ويفتضوا فيها ألف عذراء ويستعبدوا من نجى من القتل ليزيد ليعطي قراره فيهم أو يفعل مايشاء بهم .

 ثم أستمر جيش الكفر في مسيره الى مكة ليرموا الكعبة المشرفة بالنار .

 بعدها بسنوات حاصروها ثانية ورموها بالمنجنيق ومن كل الأتجاهات .

 هذه هي البنى الفكرية المشوهة التي تتحكم في لا وعي القوم ليدعموا الأرهاب في العراق بغية أعادة عقارب الساعة الى الوراء .

 لأسترجاع " مجدهم " الذي بني على جماجم الضحايا , وملكهم الظالم الذي فقد مع نهاية صدامهم المجرم .

 يدينون عمليات الأرهاب في بلدانهم ويؤيدوها في العراق بسبل مختلفة وتحت ذراع شتى .

 ان الشعب العراقي يعيش في الوقت الحاضر حربا ضد الأرهاب بوجهه البعثي والسلفي , وان مقدار التنازلات التي يقدمها كل طرف تتناسب عكسيا مع مدى ايمانه بقضيتة واصراره على تحقيق اهدافها , تلك الأهداف التي لايمكن ان تنخفض عن سقف تفعيل أجتثاث البعث الصدامي وملاحقتهم على كل جرائم عهدهم الدموي , ولا يأتي هذا الا اذا واجهوا خوفا ولو بسيطا من المقابل وتاريخهم القريب شاهد على ذلك كما حدث لهم في الستينيات من القرن الماضي وكذلك تسليمهم المهين لكل شئ وهروبهم وتواريهم عن الأنظار لحظة سقوط هبلهم , ثم أستأسادهم بعدها عند شعورهم بالأمان من الملاحقة والعقوبة .

 موقفا حازما كهذا يعتبر الوسيلة الوحيدة للأبحار بسفينة الوطن بسلام لترسوا بعدها عند شواطئ المحبة والحرية منقذة شعب العراق بما فيهم احبائنا واصدقاءنا من السنة العرب المسالمين الذين غيبوا وخطفت اصواتهم ومواقفهم النبيلة في اجواء العنف والجريمة البعثية والسلفية .

 وهنا كان لبيان المرجعية العليا المباركة بضرورة تمكين الشعب على كافة المستويات لمواجهة الأرهاب .

أذا ثبت عجز الحكومة على ذلك لأسباب , منها ضعف التجهيز وأختراق الأجهزة الأمنية من قبل الأفاعي الصدامية وغيرها .

العودة الى الصفحة الرئيسية