الاهداف المشتركة للبعث والتكفير والاحتلال
محمد عيسى
mido_aliraqi@hotmail.com
أشترك حزب البعث وألتكفيريون في عدة اهداف تمثل الخط والسلوك العام لهاتين المجموعتين ومن تلك الاهداف المشتركة بينهما هي معاداة الشعائر الدينية والرموز الدينية والمراقد الشريفة للانبياء والاولياء والصالحين ولايخفى على القارئ الكريم مشاهد الدمار الذي احدثه النظام المقبور في المشاهد والمراقد الشريفة بعد اجهاضه على الانتفاضة الشعبية عام 1991 حيث حول المدن المقدسة في كربلاء والنجف الى اكوام من التراب وقتل الناس الذين تحصنوا في تلك المراقد الشريفة فقتل منهم الالاف ودفنهم احياء واموات في مقابر جماعية قلٌ نظيرها في تاريخنا المعاصر كما لايخفى على القارئ ان النظام استعان وقتها بعدد كبير من التكفيريين لقمع الانتفاضة وهؤلاء استقدمهم من بعض الدول مسبقا لأغراض ماسماه حينها بالحملة الايمانية علاوة على المقيمين منهم اصلا في العراق, وقد استعمل النظام المقبور ابشع اساليب القتل حينما قتل الناس وهم داخل الاضرحة المقدسة وبذلك يكون النظام قد طبق تعليمات بني أّمية حينما ارسلوا جلاوزتهم وامروهم بقتل الحسين(ع) حتى لو وجدوه معلقاً باستار الكعبة ! .
وكما تعلمون ان التكفيريين سبق لهم ان فجروا بعض المراقد للأئمة والاولياء ومن ضمن المشاهد الشريفة التي فجروها سابقا وهو مقام سيدنا الخضر(ع) وهذاالمقام لهذا العبد الصالح الذي ورد اسمه في القرآن الكريم في قصته مع نبي الله موسى(ع) هو ليس مقام مختص بمذهب الشيعة فقط وانما بالمذاهب السنية وحتى لغير المسلمين .
لقد اختار البعثيون من ايتام النظام السابق ومعهم التكفيريون اختاروا توقيتا لجريمتهم بتفجير مرقد الامامين الهادي والعسكري(ع)اختاروا توقيتاً يتزامن مع ذكرى الانتفاضة الشعبية التي حدثت في مثل تلك الايام في العراق قبل 15 سنة وقد صادف وقتها في شهر شعبان من السنة الهجرية وتصادف اليوم في شهر محرم وكلا الشهرين هما من الاشهر الحُرُم عند المسلمين مما يؤكد عدم التزام التكفيريين بأي عُرف او قُدسية لأي شئ ولأي مذهب كان واي دين كان ولو تمكنَ هؤلاء من ان يُدمروا قبر رسول الله لفعلوا ذلك بلا تردد .
لايُنكر شدة هذه الفعلة الشنعاء على المسلمين وخاصة عند الشيعة ولكن ذلك لايُبرر اطلاقاً خروج البعض عن حالة التعقل وقيامهم بالأعتداء على بعض مساجد السنة وبهذا العمل يكونوا قد خالفوا فتوى التحريم التي اصدرتها المراجع الشيعية بعدم التعرض لمسا جد السنة ويجب ان يكون المحتجين على درجة عالية من الوعي كي لايسمحوا للمندسين بين صفوفهم بارتكاب اعمال اجرامية ستُحسب عليهم وهذا بالضبط مايريده البعث والتكفير وهو افشال وقتل وحدة الشعب العراقي ولو حصل لهم مايُريدون فأنهم يكونوا قد حققوا نفس الهدف قبل 15 سنه حينما دَسّوا ازلامهم بين المُنتفضين عام 1991 وافشلوا وقمعوا الانتفاضة .
ولابد ان يكون السياسيين كذلك حريصين جدا في تصريحاتهم واختيار كلماتهم ولأن االواقع الحالي وتبعاته التي افرزتها هذه الجريمة النكراء تفرض على رجال الدين والسياسيين خوصا بذل كل مابوسعهم عن طريق تكثيف لقاآتهم مع جميع الاطراف ونكران الذات واقامة الصلاة المشتركة يوميا وايام الجمعة وتبادل أمامة المصلين وفي جميع المساجد الخاصة بالشيعة والسنة واقامة زيارات متبادلة يومية لوفود شعبية بين جميع المدن التي يقطنها الشيعة والسنة لتعميق اواصر الأخوة لتفويت الفرصة على اعداء العراق جميعاً من ازلام البعث المقبور والتكفيريين وقوى الاحتلال .