كيف يكون رد الفعل العراقي بعد حادث تفجير مرقد الأماميين العسكريين؟!

 

 

 

وداد فاخر* / النمسا

 سؤال مهم مطلوب الرد عليه سريعا بعد أن تجاوز الارهابيون كل الخطوط الحمر وشكل اعتدائهم الأخير تحديا صارخا لملايين المؤمنين من الشيعة والمسلمين ، وكذلك كل المهتمين بالتراث والإرث الحضاري البشري الذي يعد ملكا للبشرية جمعاء ، ولا يقتصر على العراقيين فقط ، أو مسلمي العراق ، أو شيعته . هذا التجاوز الذي حدث هو امتداد لما حدث من تدمير لأرث حضاري وتاريخي آخر في افغانستان أيام حكم الجهلة المتخلفين في دولة طالبان عندما فجروا صرحا تاريخيا ودينيا هو تمثال بوذا ، فالملاحظ أن نفس الممارسة المتخلفة قد جرت وحتما بيد نفس تلك الوجوه الكالحة الزائغة العيون التي لا زال أصحابها يعيشون بفكرهم التكفيري إلى ما قبل القرن الهجري الأول.

لكن ما الذي يجب أن يكون عليه رد الفعل الحكومي والشعبي العراقي تجاه أولئك الجهلة المتخلفون ومن يسير بركابهم ويدفعهم للأمام من قتلة ومجرمين فاشيين بعثيين ، و( دعاة ) دين متحذلقين مرائين وغيرهم من تجار السياسة العرب والعراقيين ؟؟! .

وهذا السؤال يحتاج لبعد نظر وعمق في الفهم الحضاري لعملية التطور الديمقراطي الجارية في بلدنا ، وليس عن طريق فهم الديمقراطية بطريقة ببغاوية ، أو كما يريدها الأمريكان ديمقراطية عرجاء لرفاه الإرهابيين والقتلة البعثيين . أي ديمقراطية القانون من خلال تطبيق حرفي لمبدأ ( إن حريتك تقف عند حرية الآخرين ) ، وليس كما يجري الآن بتطبيق مبدأ فوضى الرأي والتصرف .

لذا يجب أن يجري تغيير نوعي وحاد في السياسة العراقية الحالية تجاه ظواهر عديدة لا زالت هي المسبب الحقيقي للفوضى العارمة على ارض وطننا العزيز . ولا مجال إطلاقا للتهاون ، أو التغاضي عن الكثير من التصرفات التي كانت ولا زالت تصدر عن العديد من الأشخاص ممن يتلبسون بلباس الدفاع عن الطائفة ، أو القومية ، أو من حملة الفكر العروبي الشوفيني ، أو الفكر الإرهابي التكفيري . فنحن نجد العديد من الأشخاص وحتى من الذين يطالبون بالشراكة السياسية يروجون للإرهاب بصوت عال جدا ودون خوف أو حياء بينما كان أشجعهم يسجد بخنوع لـ ( القائد الضرورة ) ويزحف على آليته راجعا القهقري عند مغادرته مكان اللقاء ( التاريخي ) لـ ( قائدهم البطل ) أيام خنوعهم وخضوعه له وهو في ( عز ) تكبره وتجبره . لكننا نراهم الآن يتصرفون وكأنهم أوصياء على أحد المذاهب الإسلامية ، أو كأنهم هم من يحمل لواء العروبة لوحدهم وما الآخرين برأيهم سوى ( فرس مجوس وأعاجم ) دخلوا العراق ( عنوة ) وفي غفلة من الزمن .

ويدخل في هذا الباب مبدأ تطبيق حرفي للقانون ودون تمييز ، وخاصة قانون مكافحة الإرهاب سوية مع قانون اجتثاث البعث ، لكي يعرف أي منهم حجمه الطبيعي وقيمته الحقيقية ، وسط ملايين العراقيين من الأكثرية الغالبة المؤمنة بالحل الديمقراطي في العراق من خلال التداول السلمي للسلطة ودون اللجوء للعنف ، أو أي من وسائل القوة ونفي الآخر .

كذلك على الحكومة العراقية أن تضع في حسبانها ( أن من أمن العقوبة أساء الأدب ) ، وقد حصل ذلك بالفعل عندما رأى الفاشست البعثيين ومن ورائهم التكفيريين إن لا عقوبة سريعة ورادعة ضدهم فقد تمادوا في غيهم وعاثوا في العراق فسادا لان أي من ساحات بغداد ، أو أي من محافظاته لم تشهد أية جثة عفنة معلقة أمام الجماهير لكي يرتدع كل من تسول له نفسه الاعتداء على كرامة العراقيين . لا بل حدث العكس من ذلك حيث تقول الأخبار إن أي من أولئك القتلة المجرمين يصرف له يوميا مبلغ 20 دولار لغذائه وباقي شؤونه الخاصة !!. إذن أين الخطأ في كل ما يحصل ؟ ، هل هو في تصرف الإرهابيين وإصرارهم على القتل والتدمير ، أم من يتهاون وتأنى في إنزال العقوبة اللازمة بهم ، أم من يطلق سراح البعض منهم بحجة عدم توفر الأدلة ؟؟!! . أسئلة عديدة على الحكومة الحالية والقادمة أن تأخذها بنظر الاعتبار كاملة وليست مجزأة .

وكيف تنظر الحكومة الحالية لمجريات محاكمة العصر ، أو محاكمة المجرم الدولي صدام حسين ، وهل يحتاج قاتل مأجور منذ مطلع صباه أدلة أدانه وكلها متواجدة على الأرض ، ويكفي شهادة متضرر واحد فقط ، كاب أو أم  أو زوجة أو بنت شهيد إيراني أو كويتي لتجريمه؟؟! . وما الداعي لكل ما يجري من تناقضات داخل محكمة كان يجب أن تستعمل العدالة المشددة تجاه قتلة ومجرمين أمثال صدام حسين وجلاوزته ؟! .

وهل يرضى المجتمع الأمريكي أو الغربي أن يسكت على قتل شخصين فقط وفي جريمة عاديه على أنزال العقوبة بمجرم قتل القتيلين بأعصاب باردة ، فكيف بمن يحمل أطنانا من التهم بالتطهير العرقي ومهاجمة دول وحفر مئات المقابر الجماعية مضافا لكل ذلك ضحايا الكورد في حلبجة والأنفال الأولى والثانية ؟؟! .

لذا فإن من الحكمة والعقل أن يجري تغيير جذري وشامل مصحوبا بشجاعة فائقة لمن يتحمل مسؤولية الوطن العراقي بان ينفذ على ارض الواقع كل القوانين العراقية بحذافيرها ودون تفريق بين المجرمين أي كانوا ومهما علت مناصبهم ودرجاتهم إلا فسوف لن يكون هناك عراق آمن ، أو فلينتظر الجميع انتفاضة شعبية لا تبقي ولا تذر وعندها سيعض الأمريكان أصابع الندم .

 

   * شروكي  نفذ صبره من سكنة فيينا

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com