أين معـّز الأولياء و مُذل الأعداء
جعفر عبد العزيز جعفر الصفار - تاروت
jajs9@hotmail.com
أبى قلمي بنزفه المتواضع الموالي .. إلا أن يعزي صاحب الزمان وشريك القرآن وحجة الله وخليفته في أرضه .. لم أستطع الصمت خلال هذا الجرم والمصاب الجلل على أيدي الزمرة الكافرة الطاغية الهالكة إن شاء الله .. من قلمي النازف ودمعي الذارف
وقلبي العليل لهذا المصاب الجليل …اكتب كلماتي بحزني العميق ..
فهاهي الأيدي الآثمة تمتد مرة بعد أخرى لتحارب الله و رسوله وأهل بيته الأطهار " عليهم السلام" الذين أمر الله بمحبتهم وموالاتهم فرأينا بالأمس كيف قتل المؤمنون في بقاع الله المقدسة في كربلاء والكاظمين وها هي اليوم تمتد لتدنس أرضا طاهرة مقدسة وهي ارض سامراء التي يرقد فيها الإمامان العسكريان عليهم السلام ففُجرت تلك القباب الطاهرة بحقد ناصبي لم ترى الإنسانية له مثيلا ..
لم يكن صباح "سامراء" في يوم الأربعاء صباحاً عادياً إنما كان مختلفاً حمل في جعبته دمار؛؛ ودموع
وتبدل اسمها منذ تلك اللحظة من "سر من رأى" إلى "ساء من رأى" ..
سامراء التاريخ ..
سامراء التي احتضن ترابها جسدين طاهرين غيمّت أجوائها وتلبدت سمائها بالسحاب الأسود الكثيف .
حتى طغت على صفحات الوجوه الموالية دموع واجمة بانكسار ..
وتحولت في لحظات بفعل اليد الغاشمة المجاهرة بعدائِها وناصبيتها لأهل البيت عليهم السلام إلى خراب ودمار .. وركام .. شاءت اليد التي تطاولت بحقد دفين إلى دثر الذكريات ودفن المشهد الشريف..
ولكن ذلك بعيد المنال إن شاء الله ..
لقد تعددت الإساءات المقصودة لمقدساتنا كمسلمين والاستهانة بمقام رسولنا الأعظم وأبنائه الطاهرين.. وذلك من جهة أُناس غير مسلمين ومن جهة نواصب و بعثيين يبغضون أهل البيت عليهم السلام..
من جهة كانت تشتعل أوار أحقاد بغيضة تكتب الآيات القرآنية في المراحيض وتكتب اسم الله على الأحذية وترسم الكاريكاتيرات المشينة بمقام أفضل البشرية في التاريخ الإنساني رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
ومن جهة أخرى نرى بعيننا استهداف المساجد والمآتم والمواكب و المعزين وتنتهك حرمة الدماء والأعراض وما جريمة الجسر التي قتل فيها ما يربو على ألف إنسان مسلم بالشيء البعيد زمنياً..
واغتيال رمز الأمة الطاهر السيد الحكيم ليحابوا بذلك صلاة الجمعة والقيم الإنسانية ولتتطاول أيديهم الأثيمة على مقام حضرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام!
واليوم تتطاول هذه الأيدي المجرمة على ضريح الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام .. وتستهدف قبته المعروفة بأنها أكبر قبة لضريح في الإسلام ..
لن تزيدنا الفتن إلا حبا فيكم يا ابنا رسول الله فحبكم باق .. بعروقنا ودماؤنا إلى يوم الدين فأنتم مصدر قوتنا 00فسيهلك الله الظالمين لا محالة فالله يمهل ولا يهمل
قال الله تعالى : ( و ما الله بغافل عما تعملون ) . صدق الله العلي العظيم . البقرة / الآية 85
قال الله تعالى : «و أذان من الله و رسوله الى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برى من المشركين و رسوله فان تبتم فهو خير لكم و ان توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله و بشر الذين كفروا بعذاب اليم.» صدق الله العلي العظيم . التوبة \ الآية 3 .
قال الله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) صدق الله العلي العظيم .
و ليس اقل ما يقال لهؤلاء السفلة ما قالته سيدتي و مولاتي العقيلة زينب عليها السلام لطاغية زمانها الرجس ابن الرجس ابن الرجس يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ) كد كيدك و أسعى سعيك و ناصب جهدك فو الله لن تميت و حينا و لن تمحو ذكرنا.(
فافرحوا يا مجرمين.!أفرحوا يا قاتلين .. أفرحوا يا حاقدين
أرقصوا على أشلاء أطفال ونساء...!فجروا مقدساتنا ..!
لكن أعلموا....أنكم لن تفوتوا بها...كما لم يفت بها آبائكم وأجدادكم الأمويين والتي مازالت روائحهم النتنة تزكم الأنوف ..لا .. لن تفوتوا بها بل ستظل كل قطرة دم بريئة تلاحقكم حتى في مضاجعكم الوسخة النجسة.
بالله عليكم أي دين وأي مذهب يجوّز لكم ذلك.... مراقد أبناء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..فيها يذكروا الله ورسوله ويصلون على رسوله وآله والأصحاب والتابعين له بإحسان ..لم يبتدعوا بدعة ولا ضلالة وما قاموا بأمر يغضب الله ورسوله.. فلماذا يا عبدت الطاغوت.....لماذا ؟!!
وهل يستطيع الحيوان المجرد من كل قيم وإنسانية أن يجيب ..
لا والله.....أنها كتلة الحقد التي تلقفتموها أبا عن جد..
لم يكفكم سفك دم الحسين وأهل بيته.. بل عدوتم على سفك دماء شيعتهم.. وتفجير أضرحتهم ظنا منكم أنكم ستطفئون لهب العشق في قلوب شيعتهم..لا وألف لا..خسئتم ثم خسئتم ثم خسئتم .. فنحن شيعة رغم أنف كل حاقد بغيض
هؤلاء الجبناء يظنون أنهم قادرين على قتل حب أهل البيت (ع) الذي في قلوبنا ..
و يظنون أنهم قادرين على اقتلاع ولائنا لأهل البيت عليهم السلام لم يعرفوا أن حبنا وولائنا لهم يجري في عروقنا .. وسينالون جزاءهم حتماً .. فإن الله يمهل ولا يهمل ..
يظن أولئك القتلة الذين لا ينتمون لجنس البشرية و فاقدي الإنسانية أنهم بذلك أرعبونا و زعزعوا حبنا لآل البيت الأطهار ..
حاشى و كلا ، حاشى و كلا ، بل هم زادونا عزيمةً و إصرار زادونا ثباتاً و تمسك بنهجنا الصحيح و اعتقادنا السليم ،و الغريب في الأمر بأنهم ينادونا بالله الأكبر !
و هم لم يعرفوا الله فكيف يجرءون أن ينطقوا باسم الله تعالى ؟؟
الله أكبر ..
جريمة شنعاء ارتكبتها النفوس الضعفاء ..اليوم انتهكت حرمة النبي الأعظم صلى الله عليه واله ..هذا اليوم اعتدى عدو الله ورسوله وعدو الإسلام على مراقد أئمتنا الأطهار عليهم السلام ..
نقول لهم ويل للذين كفروا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .. والى دار الجحيم إن شاء الله خالدون إلى قيام الدين واللعنة الدائمة السرمدية عليهم من الساعة إلى قيام الساعة ..
تباً لهذه العقول المتحجرة التي تظن أن الحرية لا تبدأ إلا من حيث انتهاك حريات وكرامات الآخرين.
في كل يوم تزداد قناعتي أكثر بأن من يشوه سمعة الإسلام ونبي الإسلام ومفاهيم الإسلام وقيم الإسلام هم هؤلاء التكفيريون والقتلة الذين يدعون أنهم مسلمين
فالذنب في الإساءة للنبي ليس ذنب الدنماركيون والغرب وحدهم ..
نعم .. تختلف الحالة وأسلوب الدفاع من موقف لموقف لكن الغيرة على الإسلام يجب أن لا تتغير.. لان يد الإجرام هذه تلتقي في وحشيتها وإجرامها مع أولئك الذين وجّهوا إهاناتهم وإساءاتهم للرسول الأكرم (ص)، لأن الهدف هو واحد كما أن الغاية واحدة وتتلخّص في استباحة كل مواقع القداسة لدى المسلمين للانقضاض على الإسلام نفسه وفي كل أحكامه وشرائعه ومفاهيمه.
أيا مرقداً لبيك ..
أيا مرقداً هز قلوب الشيعة..ننادي بأعلى الصوت يا منتظر..
إلى متى ستظل العتبات المقدسة مهددة .. وستظل قلوبنا مفجعة بما يحصل لها..
آه من هذه الأفعال..آه من قبة تفجرت آه من عين لم تدمع لمن قبته الغراء قد هتكت..
آه من انتهاك حرم الله ...لقد فجعوا العالم...لقد انتهكوا أعراضنا...قبل انتهاك أعراض أأمتنا العظام عليهم الصلاة والسلام...
أيا مرقداً لبيك ..أيا هادياً ..أيا عسكري لبيك يا مولاي لبيك يا أبا الحسن لبيك أيها الحجة المنتظر اللَّهم عجل فرجه الشريف وسهل الله له المخرج ...
أي فاجعة حلّت على المسلمين ..أي ظلم يقع على الرسول وأهل بيته الأطهار ..أي حقد يقبع في نفوس هؤلاء الخوارج ..
سيدي يا صاحب الزمان أنظر إلى قبة ضريح جدك الهادي وأبيك الحسن العسكري عليهم أفضل الصلاة والسلام قد هتكت وأيدي الكفرة نالت من هذه القبة العظيمة نصفها ...
أن الدموع أبت أن تسيل فلقد أبى القلب أن ينزف الجراحات هذه القبة الشريفة ليت روحي مكانكِ يا مرقداً يا مناراً للعاشقين..
أأجيبـكِ بالحبـرِ أم بالقانـي.. فالخطبُ فتّتَ مهجتي وكواني
ماذا أرادوا من فظيعِ جنونِهِم.. تعساً لأشرفِ مقصدٍ للجانـي
ومَن المُهان بفعلِهم هذا سوى.. خيرِ العبادِ وصاحـبِ القـرآنِ
أوَ مادروا أنّ الإهانةَ أفجعـت.. قلبَ الأميرِ وخيـرة النسـوانِ
وقنابل نسفت قبـابَ إمامِنـا.. نسفت عرى الإسلامِ والإيمانِ
حربُ الرسومِ على النبي محمد .. وجهٌ وهذا الفعل وجـه ثـانِ
فكلاهما يحكي الضغينةَ هازئاً .. بمقدسـات الديـن والفرقـانِ
والحرب مازالت بكل رموزها.. بمعسكريها فهيَ فـي غليـانِ
لم يزدنا هذا الفعل الغاشم إلا إصرارا في حب أهل البيت (ع) .. مهما اعتدوا وفجروا وقتلوا في شيعتكم فنحن على الولاء باقون وسيعجب الظالمون كيف هي مدرسة كربلاء وجامعة أهل البيت (ع) تخرج أجيالا لا يثنيها سيف ولا دم عن طريق النور طريق لحق .. فأهل البيت عليهم السلام محاصرون ومحاربون حتى ظهور الحجة (عج) حتى مراقدهم لم تسلم من طغيان وحقد الكارهين لمذهب أهل البيت مذهب الحق وطريق الصراط العظيم.
إلى أين يريدون الوصول أعداء الله وآل بيت رسول الله؟!!
وإلى متى ستستمر هذه الإنفجارات؟!!
موقف المرجعية ..
أنظروا للموقف الشريف .. موقف المسؤولية و الشجاعة و الحكمة..
السيد السيستاني يحرم الاعتداء على كافة مساجد أهل السنة و لا سيما مسجد أبو حنيفة و الكيلاني..و يحذر من استغلال بعض المندسين للحادث الإجرامي في سامراء للإساءة لإخواننا من أهل السنة!!
نعم...طوبى لمن يدفعون حياتهم ثمن ذوبانهم في حب أهل البيت صلوات ربي عليهم...
يا صاحب العصر والزمان ..
يا سيدي يا صاحب العصر و الزمان لقد طال الانتظار سيدي لقد صبرنا على كل الأذى الذي نواجهه من أعداء محمد و آل محمد لقد ظلمونا و قتلونا و شردونا و لا زلنا صابرين
فمتى مطلع الانتصار يا صاحب الزمان .. فبالأمس أُسيء إلى جدك الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام !
واليوم في صباح أسود لعنته الملائكة فجّروا قبة أبيك وجدك ..
فمتى الثأر ! و إلى متى الانتظار ! إلى متى ستتصل سلسلة الأحزان والدموع والظلم يا سيدي.!
أما حان بزوغ فجرك !؟ أما آن لغمام الظلم وعتمته أن ينجلي بسيفك !
أما اقترب اندحار الإرهاب والإرهابيين بعلامات قدومك!؟
هذه العمامة الطاهرة وذاك الدرع المقدّس ألا يشعلان في قلبك حنين الظهور !
تلك القبة الذهبية التي تكاد تلامس شغاف السماء ألا تدمي القلوب قبل العيون !؟
الضريح الطاهر الذي بات مهوى أفئدة المواليين ألا يثير الشجن !
ماذا بعد هكذا وحشية ؛؛ وبعد هذا إرهاب ؟
مللنا من سياسة الشجب والاستنكار والتنديد .. سئمنا ظلماً .. وطغياناً
متى مطلع الظهور يا صاحب الزمان فمتى نرى هذه الطلعة البهية التي تعمي أعداء آل محمد (ص)
يعز عليك يا رسول الله ..يعز عليك يا أمير المؤمنين ..يعز عليكِ يا فاطمة الزهراء
يعز عليكم آل رسول الله أن تقتلوا وتهدم قبابكم ومساجدكم ..
أترضى يبن الحسن العسكري أن يهدم مسجد جدك وأبيك.. وأنت تسمع وترى إلى متى يبن النجباء متى نراك وقد أشهرت سيفك في وجوه أحفاد آكلة الأكباد ..
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً
شجب واستنكار ..
نتقدم بأحر التعازي لإمام العصر وحجة الله في أرضه المهدي بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) والمرجعية الدينية وكافة المؤمنين والأمة الإسلامية جمعاء بمناسبة الجريمة النكراء التي نفذتها قوى الشر والإجرام بهتك المقام الشريف للإمامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) وتدمير القبة الشريفة فيه ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة : 32].
إننا إذ نشجب ونستنكر هذا العمل الدنيء لنرجوا من أحرار العالم للوقوف بحزم تجاه هذه النفوس الحاقدة وقفة الإنسان الشريف ونطالب المواقع الإسلامية والقيادات الشريفة بإعلان موقفها من هذه الأعمال الجبانة والمشينة
ومن هنا نقدم ولاءنا لديننا وإسلامنا ورسولنا وعترتنا ولكتابنا المقدس.. فقد أوصانا رسول الله (ص) فقال: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) .. لأننا نعرف كل المعرفة أننا متعلقين بالقرآن و العترة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... نحن مع الحق وكفى بذلك مصيرا...
نرفع إلى سيدي صاحب العصر والزمان قائم آل محمد وبقية الله في الأرض أحر التعازي والمواساة بذكرى وفاة جده وإمامنا علي بن الحسين السجاد (ع)
كما ونعزي مراجعنا وعلمائنا العظام والأمة الإسلامية جمعاء بهذا المصاب الجلل في حفيد رسول الله (ص) وأحد أوصيائه في أمته ..
عظم الله لكم الأجر بمصاب قبة الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام..
عظم الله لك الأجر يا رسول الله , عظم الله لك الجر يا أمير المؤمنين, عظم الله لك الجر يا فاطِمة الزهراء , عظم الله لك الأجر أيها السبط المسموم , عظم الله لك الأجر أيها القتيل الشهيد , عظم الله لك الأجر يا حجة الله أيها المهدي المنظر عجل الله لك الفرج وسهل الله لك المخرج عاجلاً يا مولاي إلى متى الفرج والخروج يا مولاي أدركنا بحق جدك الإمام الحسين عليه السلام , عظم الله لك الأجر يا مولاي يا صاحب العصر و الزمان في مصابك بجدك زين العابدين (ع) و لعن الله أول ظالم أسس أساس الظلم على أهل بيت رسول الله (ص) و آخر ظالم و التابعين لهم..
((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))
عظم الله أجوركم وأجورنا و إنا لله و إنا إليه راجعون ..