هل النمسا آمنه؟: مجلة نيوز النمساوية تتحدث بصراحة عن خطر الإرهاب

 

 

وداد فاخر* / النمسا

سموم وقنابل وهجوم .. خطر الإرهاب في النمسا .. الشرطة تقرع جرس الانذار

 

وداد فاخر /  فيينا – النمسا : أثار ما كتبه كبير المحررين الصحفيين في ( مجلة نيوز النمساوية NEWS ) كورت كوخKurt Kuch تساؤلات عدة في الوسط السياسي النمساوي عن خطر كامن داخل الأراضي النمساوية ، وبالذات في العاصمة النمساوية فيينا ، والمتمثل باكتشاف خلية إرهابية .

فقد سرد ومن خلال خزينه الكبير من المعلومات في مقاله المنشور في مجلة نيوز الذائعة الصيت ، وفي العدد ( 7 ) وبتاريخ 16 . 02 . 2006 ما قامت به ( الوحدات الخاصة للشرطة ، وخدمات نزع فتيل القنابل من عمليات دهم جرت في الأسابيع الأخيرة لمنازل متهمين بالإرهاب في مدينة فيينا الكبرى ، وفق قانون حماية الدستور ) فقد ( قرعت وزارة الداخلية النمساوية جرس الإنذار بتقديمها ملف سري خاص بالإرهاب في النمسا عام 2006 ، حيث إنها واقعة فعلا تحت تهديد الإرهاب الذي لم يسبق له مثيل ) .

وجرت أعظم عملية للبحث عن إرهابيين منذ تأسيس ( الدائرة الاتحادية لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب  BVT ) ،والتي يرئسها ( كيرت بولي ) . وقد اخبر مصدر مطلع نيوز ما يلي : ( الوضع الحالي هو اخطر وضع تواجهه " النمسا " منذ أحداث فرانس فوكس ) . وحادث فرانس فوكس اليميني المتطرف الذي كان يقوم بتصنيع قنابل متفجرة والذي قدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن وانتهت حياته داخل السجن بالانتحار ,

وتقول المجلة بان ما قامت به الشرطة النمساوية من تحقيقات جاء بناء على ( معلومات دقيقة صادرة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA  حول نشاط خلية إرهابية إسلامية في النمسا ، والتي تقوم انطلاقا من فيينا باتصالات بشبكات إرهابية في الخارج )

فالمتهمون كما تقول المجلة ( هم تحت المراقبة والسيطرة حاليا بعد أن جرت تحقيقات موسعة من قبل محققين بكفاءات وتقنيات عالية جدا مع توفير أموال طائلة للتواصل في عمليات الدهم والمراقبة والسيطرة ، وبوجود قسم الإنذار المبكر ومجموعة الطواريء التي قامت بعمليات الدهم لمنازل مع خبراء في نزع فتيل القنابل في شهر يناير من هذا العام . وبوجود خفارة على مدى 24 ساعة ) . مضافا لكل هؤلاء فإن الدائرة الاتحادية لمكافحة الإجرام انضمت لتلك المجموعات.

ورغم إن هناك كم هائل من المعلومات قد جرى تجميعها من قبل المحققين ولجان المراقبة المستمرة لنشاطات الإرهابيين ، لكن جميع تلك المعلومات قد تم حجبها عن النشر للضرورات الأمنية .

وقدمت وثيقة سرية لـ ( BVT) والتي حصلت عليها النيوز كما تقول وهي بعنوان ( مركز الاستجابة للتهديد Threat Response Centre   ) ، والتي حملت تاريخ الثالث من فبراير من هذا الشهر ، وتتضمن الحجم الواقعي للخطر الذي يداهم النمسا عن طريق الإرهابيين . وهذا المركز أي ( TRC) قد أسس من قبل الاتحاد الأوربي في ديسمبر 2005 ، وهو  ( عبارة عن بوتقة لجمع المعلومات الوطنية والدولية ، وكذلك مركز لعمليات التعاون لجميع المعلومات الخاصة بالإرهاب والتحقيقات ) . وتستقي كل معلوماتها من دوائر الاستخبارات العسكرية ودوائر الدفاع العسكرية ، وخدمات الشرطة ، والأمن والمخابرات الأوربية .

وقد زاد حجم التهديد بعد استلام النمسا لرئاسة الاتحاد الأوربي ، وتصريح وزيرة الخارجية النمساوية  اورسولا بلاسنيك بان اهتمامات النمسا في فترة استلامها لرئاسة الاتحاد الأوربي ستنصب في مكافحة الإرهاب وفق قانون حماية الدستور.

ويصل المحرر كورت إلى استنتاجات من ضمنها تفجيرات لندن في العام الماضي التي سجلت حالات انتحارية للجيل الثاني من المسلمين الراديكاليين الذين لديهم استعدادا للقيام بعمليات انتحارية في أوربا مسقط رؤوسهم بوجود اتصالات بدول مثل باكستان وأفغانستان متحججين بـ ( الجهاد ) وخاصة أولئك القادمين من المغرب العربي ، وبالذات من الجزائر وتونس والمغرب ، واستعدادهم لتأسيس منظمات إجرامية .وهذه المنظمات الراديكالية الإسلامية مع منظمات راديكالية يسارية ويمينية تعتبر مصدر جدي للتهديد في النمسا .

وتعتبر ( بعض الأقليات الإسلامية الصغيرة هي التربة التي تغذي التوجهات الجهادية ، كما تعد مراكز لوجستية لدعم الإرهابيين من الخارج الذين يأتون للقيام بأعمال إرهابية ) .

وقد أعطى المحرر مثلا على ذلك(  البحوث التي أجرتها مجلة نيوز العامين 2004 و 2005 عندما قامت إدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA  بإعلام ( BVT ) تحريريا عن الزيارة المرتقبة للنمسا للإرهابي الكبير محمد يونس الأحمد الذي يقود إرهابيي البعث من سوريا ضد الحكومة العراقية الحالية وقد توصلت بحوث المجلة إلى التأكيد على قيام الأحمد باتصالات تلفونية إثناء زيارتيه السابقتين للنمسا مع جهات داعمة لنظام صدام حسين في فيينا . " !!!! – الكاتب – " .

ويورد المحرر كوخ كورت مثلا على وجود مصدر مهم للمعلومات لدى السلطات الأمريكية عندما يورد اسم جنرال بعثي عراقي موجود في معسكر غوانتينامو وهو ( أياد فتيح الراوي أحد أبطال البعث في الحرب العراقية- الإيرانية 1980 – 1988 ، وحامل 27 نيشان عسكري ،  حيث كان له أفضل اتصالات عائلية وسياسية بالنمسا حسب ما تقول " BVT" )

ويدخل ضمن مخاوف النمسا من عمل إرهابي مرتقب بسبب الزيارة المخطط لها للرئيس الأمريكي بوش ، والتي من المحتمل أن يخطط الإرهابيون لتهديد أي فعاليات تجرى إثناء الزيارة في النمسا .

وقد نشرت المجلة كذلك إضافة لمقال كبير محرريها كوخ كورت ستة سيناريوهات محتملة يمكن ان يقوم بها الإرهابيون وتتمثل في :

1 – ضرب ( برج الملينيوم Millennium Tower ) بالطائرات ، ويقع هذا البرج الضخم في الحي العشرين من فيينا ، ويقدر عدد الضحايا في هذه الحالة بعدد لا يقل عن ثلاثة آلاف ضحية .

2 – ضرب نظام التبريد الخاص بالمفاعل النووي الموجود في (  تيميلين Temelin ) على الحدود النمساوية - الجيكية . إذ إن انفجاره يمكن أن يؤدي بحياة ما لا يقل عن 200 ألف شخص عن طريق السحب الذرية .

3 – التهديد عن طريق قيام انتحاريين بعمل انتحاري في ملعب فيينا الرياضي إذ يؤدي إلى قتل وتشويه ما لا يقل عن 50 ألف شخص .

4 – تفجير السد المائي في مقاطعة (  كيرنتن  Kärntner)الذي قد يؤدي إلى تشريد ومقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص .

5 – تسميم إسالة المياه في فيينا .

6 – إلقاء قنبلة جرثومية في مطار فيينا .

كل هذه السيناريوهات محتملة كما يقول المحللين السياسيين والأمنيين النمساويين من مجموعات لا ترى سوى القتل وسيلة للتعامل مع البشر الآمنين ، لكن يبقى السؤال المطروح ما الذي تفعله النمسا في مثل هذه الحالة مع العديد من الجماعات الراديكالية والإرهابية العاملة على أراضيها وقد سبق أن تغاضت عن ملاحقة إرهابي معروف مثل محمد يونس الأحمد في زيارتيه المتتاليتين للنمسا والتي كشفت عنها مجلة نيوز نفسها ؟؟! .

 

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com