|
الإرهاب يعصف بالمراقد المقدسة
شوقي العيسى
في سلسلة الهجمات المتوالية على المقدسات ودور العبادة والكنائس والحسينيات تمتد يد الغدر والخيانة لتنال من مراقد شيعة أهل البيت عليهم السلام في مدينة سامراء ليتم تفجير ضريحي الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام وهذه الفاجعة الكبرى التي طالت المقامات ليست بالحادثة الأولى من نوعها فهناك حوادث جمة إجتاحت العراق سلسلة منظمة ضد المقدسات فقد أمتدت أيادي الإرهاب لتنال من مرقدي الحسين والعباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة وقبلها كان هناك التفجير في مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف الذي ذهب ضحية هذا الإنفجار السيد محمد باقر الحكيم وثلة من الناس الأبرياء ولم يقف الحد لهذا فقد طالت أياديهم القذرة لتمتد الى مرقد الأمامين الكاظم والجواد عليهما السلام في مدينة الكاظمية ببغداد ولم يكتفزا بذلك فقد تربصوا الى الشعائر الدينية لشيعة العراق وكانت كارثة جسر الأئمة في بغداد ولم نقف الى هذا الحد فقد أمتد الإعتداء ليطال الكنائس المسيحية في مناورة خاسرة لجر العراق لحرب طائفية يشترك فيها الجميع. ولم يقفوا الى هذا فقد أمتدت أياديهم الملوثة بدماء الأبرياء لتطال الصحافة والصحفيين الأبرياء فقد قاموا بأختطاف مراسلة العربية الزميلة أطوار بهجت السامرائي وأثنين من زملائها وتم قتلهم جميعاً حيث كانت في طريقها لتغطية أحداث تفجيرات سامراء لمرقدي الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام فلم يسلم من الإرهاب أحد ولم يكتفوا بالقتل فقد زرعوا الأحقاد والدسائس في محاولة سافرة لأرباك العراقيين كافة في حرب أهلية طاحنة....... والإستدراكات الزمنية المفعمة بالألم والحسرة على مايجري بالعراق وبتوالي التصريحات الغير مسؤولة للسفير الأمريكي في محاولة منه لزرع فتيل الطائفية بتدخلاته الخطيرة بسياسة العراق وسياسة إتخاذ القرارات بأيادي عراقية وأتهامه لطائفة معينة على حساب طائفة أخرى مما أدى الى الأحتقان والتوتر السائد في العراق وجر البلاد الى صراعات قد لاتستطيع الولايات المتحدة من خلال سياستها أخمادها في الوقت الراهن .... لقد تناسى السيد السفيرالأمريكي مباديء بلاده التي جاءت بها وهي نبذ الطائفية وعدم الإنجرار تحت مخلفاتها تناسى السيد السفير مباديء الإنتخابات وإستحقاقاتها أم أن هذا المبدأ مجرد حديث وإشاعات يوهمون بها على الشعب العراقي لتصديق الأكاذيب التي تتدلى على العراقيين يوماً بعد يوم... لذا وبما أن السيد السفير الأمريكي قد وقع في شرك الطائفية فيجب على الحكومة الأمريكية إستبدال هذا الكائن المتحرك الذي يتحرك حسب النوايا والأهداف والمشتركات مع الطوائف التي ينتمي اليها ولايكون هذا ممثل ناجح في دولة تقبع تحت الظروف الصعبة والتناحرات الطائفية التي يسعى الى عدم الأنخراط في ظلها.. أن ما قامت به الجماعات التكفيرية وأزلام النظام البائد من البعثيين وأيتامه في تفجيرهم للمراقد المقدسة في سامراء له أبعاد تاريخية بغيضة تنال من العراق عامة ومن الشيعة خاصة فمن التشنجات التي طالما نستمع الى ردود أفعال من ذوي السياسة الذين يحاولون جدلاً بترك مخلفات تأريخية لها أبعاد ومميزات تطفح على أرض الواقع فمن الهلال الشيعي الى الحرب الطائفية الى الهيمنة الشيعية الى الولاءات الخارجية هكذا بدأت التشنّجات البغيضة والحقد الدفين والإستهداف الموجه ضد طائفة معينة ضد أغلبية شيعية تمردت على الأنظمة الدكتاتورية وسعت الى إنشاء دولة صغيرة تتمتع بالديمقراطية التي يرتضيها الشعب العراقي لا التغييرات السياسية وهذا الهدف ليس خاص بالشيعة فقط في حرية التمتع بحقوقها المغتصبة من قبل أنظمة عاثت في الأرض فساداً وإنما يشترك الجميع بهكذا هدف سامي نبيل للعيش الرغيد في مجتمع تعم فيه المحبة والسلام . ومن الصمت العربي والحكام العرب تجاه مجازرنا الى التشفي بدماء قتلانا ليصبح الهلال الشيعي الذي أرهبهم الى بدرٌ من الدماء يستفيض به العراق بالمضيء قدماً والتحدي أبداً ومن الهلال الى البدر مكتملاً ليخيفهم . يقتلوننا بأسم المقاومة ويذبحوننا بأسم الوحدة الوطنية ويقيمون أفراحهم على أحزاننا ويهددون ويتوعدون والصبر فينا سمةٌ أتسمنا بها وفخر يتوج رؤوسنا . ولنا صولة وجولة. نالوا من مراقدنا ومساجدنا وكنائسنا ومقدساتنا مشاهد بشعة وممقتة ومقززة تقشعر منها الأبدان، أجسادٌ تتطاير وأشلاءٌ تتناثر ودماءٌ تنهمر كشلالات وأطفالٌ تتناثر بقاياها في الفضاء المبهم المدوي لانفجاراتٍ ليس لها حدٌ ولاند فأضفى الانسان العادي يترقب موته المحتوم ولا يدري بأي وقتٍ أو بأي فلات .... فهل أنتهينا وهل أخرست التشنجات البغيضة كلا والف كلا.... فما زال الإرهاب يتطاول على العراق ويخترق كل شيء ومحاولات كبيرة لأشعال الحرب الطائفية ولكن العراق والعراقيون قد كشفوا كل المخططات والأساليب الرخيصة وهيهات من الذلة وهيهات من الركون الى ماينصبون وما يتوخون.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |