أشاعة حرق منزل حارث الضاري؟

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

الحكومة من واجبها حماية الناس ضد الأرهابيين الذين فجروا كل شئ وأمعنوا أكثر فأكثر في قتل العراقيين وهم يشيعون الجنائز وفي كربلاء وغيرها العشرات. ومن واجبها حماية بيوت الناس مهما كانت تمثل من بيوت، حتى لو كان بيت حارث الضاري الذي كانت له ولأبنه جولات وصولات تتجه كلها لتصب في رفض العراق الجديد. وما كانت أشاعة حرق بيت حارث الضاري لتمر على العراقيين كمجرد حادث بسيط، ممكن حدوثه لعشرات الناس في الأسبوع أوالشهر الواحد، كما أنها عليهم أكثر استغرابا من أم الجرائم وأقصد تفجير القبة الشريفة للأمامين العسكريين عليهما السلام. لأن ذلك الموقع المقدس كان تحت حراسة خمسة أشخاص فقط.لا نعرف ولاءاتهم السياسية والعقائدية، رغم وقوعه في مكان طالما تحركت فيه الفتن الوهابية التكفيرية والصدامية الأجراميةإإإ. بينما البيت المذكور محروس من قبل منطقة وعشيرة، وأتجاه يهاجم،ولا يهاجم عليه، ويتهم ويخون الآخرين حتى الحكومة وفي أحيان كثيرة، بينما لاتحرك الأخيرة ساكنا تجاهها، بل كان المسؤولون في السابق وربما في هذه الحقبة الزمنية يتوافدون الى مقرات هيئته لتحييد شرهم وأذاهم ليخرجوا بعدها والأبتسامات الساكنة مرسومة على شفاههم كمؤشر يقصد منه بأن الفتنة قد وأدت أو على وشك، لأنهم خارجون لتوهم من بيتها سالمين وحاصلين على وعود لا تتعدى كونها فقاعات تنفجر قبل أن تتكون. في نفس اللحظة كان البعثيون الصداميون والتكفيريون الوهابيون يستمرون في تخطيطهم "مستثمرين سعة صدر الحكومات المتعاقبة وقوات الأحتلال نحوهم "، وعبر جبهتين الأولى، الزحف من أوكار العنف السرية والمعروفة من بيوت مشبوهة ومساجد ضرار ومناطق موبوءة بداء الطائفية المقيتة. ومن ناحية أخرى التغلغل والهيمنة على مؤسسات الدولة وأجهزة الحكومة وأمنها ومن كافة الأتجاهات. لتصل الحالة الى عدم أطمئنان رجل أمن من زميله، ومن الأرهابيين، فوصلت الحالة في بعض مقاطعها الى أن الشرطي يحمل ملابس عمله وهو ذاهب الى الواجب وعند العودة الى البيت،في حقيبة لغرض عدم أفتضاح أمره، عندها يصبح فريسة سهلة للصداميين والتكفيريين.اني أتكلم عن حالات سمعتها من أشخاص وبشكل مباشر. كم قال شرفاء العراق بضرورة تمكين الشعب في حماية نفسه بتشكيل لجان منضبطة، وهذه لا تكون تجاوزا على الأجهزة الأمنية لمعرفتنا بالخروقات في هيكليتها وتفصيلاتها، بل تكون ساندة، داعمة لحفظ النظام، خصوصا كنا نلاحظ من الجانب الأميركي عدم وجود للأرادة "الكافية" عندها للتخلي عن الورقة البعثية الصدامية وربما الوهابية التكفيرية في لعبتها السياسية في العراق إإ. بل بذلت وتبذل جهودها من أجل حماية العفالقة من النقمة الشعبية العارمة. قال الجميع مرارا وتكرارا وبصوت عال، هاهم الصداميون وقد أصبحوا أقرب ألينا من حبل الوريد، يحاصروننا، فأستيقظوا وأفيقوا من أوهامكم وعدم أكتراثكم ولا مبالاتكم وربما تخديركم أو نومكم. بدأت الأفاعي تقترب من رقابنا، من مقدساتنا، وانها سوف لن تستثني أحدا أومكانا يستطيعون الوصول اليه. لا يمكن ان تطمئنوا من الذي تتحكم به بنى شعورية ولاشعورية صنعتها قرون من اسلام السلطة وعقود من ممارسة الشمولية والأقصاء المستندة الى "اسلام "دموي بني على نصوص انتجت الكراهية، وقوموية طائفية وشوفينية واستغراق عميق في ذهنية المؤامرة والأنغلاق واعتماد معايير مشوهة للقيم والتخلق بأخلاق المطففين الذين يكيلون بأكثر من معيار ليصوروا موقف الشيعة بالمطواطئ زورا وبهتانا في حين يغضوا الطرف عن انبطاحية رموزهم السياسية والدينية في الحاضر والماضي، هل يمكن الأمان من أدمغة تلوثت بالولاء لصدام والزرقاوي وعدم التبرئ من يزيد وكل قتلة وسفاحي المسلمين ؟. واضرب هنا مثالا تاريخيا لنوضح به بأنهم لم يخرجوا من سجونهم النفسية والعقلية وبقي القياس على المشوه هو الحاكم والموجه لهم في الفكر والسلوك. أنها تلخص فهمنا لمنظومة التفكير الأنتقائية للقوم, كمؤشر لأستصحابهم لتك البنى الفكرية المشوهة. انها السنة المطلقة لذاك الذي حكم في حياته، وبعد موته على أمة كاملة بالأبتلاء بأرادة التسلط والطغيان. أرادة من يريد ان يكون فوق النص " فوق القانون".مايراه حسنا فهو حسن و مايراه سيئا فهو سيء بغض النظر عن أي معيار آخر. ليبرئ من ثبتت عليه الفاحشة وبالأدلة القاطعة وبوجود النصاب الشرعي لعدد الشهود، ليظهرمخالفته للنص القراني وقد سار على هذه السنة من من أتى بعده الى يومنا هذا،من أجلاف التكفيريين والوهابيين. أيضا لايمكن الأطمئنان من البعث الصدامي كونهم أول تنظيم في العراق يمارس الأرهاب وتصفية الخصوم كمنهج ثابت للوصول الى السلطة. لايمكن الحديث عن تأهيله كي يشارك في العملية السياسية فقد عاد لأسلوبه السابق بكل همجية ووحشية, إلى استخدام كل أنواع الجريمة, ووسائل القتل البشعة والمرعبة، في قتل وابادة العراقيين الأبرياء، و تلك التي لا توجد، حتى في مخيلة أرعب الشياطين، و ذلك بهدف الثأر، و الانتقام من أي عراقي كان، الذي يقوده حظه العاثر، بالصدفة ليكون في مسرح جريمة الأبادة, ليصل الى تفخيخ كل شئ، وفرض شرعية الأرهاب كطريق للأبتزاز السياسي ومحاولة لألتهام السلطة من جديد, كل السلطة, لا عن طريق المشاركة السياسية النزيهة, بل بواسطة احياء منهجهم القديم, ذلك الذي لازمهم من بداية تاريخهم كلعنة أبدية. كأني بهم مصاديق لأي شاذ, صعلوك ومجرم سرق شيئا ثم استرجع منه, فبدل ان يعتذر للمجتمع ويتوارى عن الأنظار خجلا, نجده يستميت لأرجاع ما هو ليس حقه, باتبعاع اساليب اخرى, أكثر خبثا ودناءة وخسة. مسوغا كل افعاله تلك، بأنها بطولة ومقاومة وشرف. متسترا بسواترطائفية هذه المرة, حماية مصالح المثلث المبشر بالجنة من التهميش، ليجاهد " المجاهدون " لألغاء اجتثاث البعثالصدامي. هذا القانون " الجريمة " كما قال سفيرهم في بلاد الوهابية مثنى الضاري، نعم انها جريمة ان تشتث ابطال المقابر الجماعية والأنفالات والتهجيرات، طبعا جريمة ان نشتث ابطال الأرهاب والقمع الدموي وانتهاك الأعراض ونهب الأموال وخرق سائر المحرمات. وهنا نستطيع وبكل ثقة أن نردد كلام السيد وزير الدفاع المحترم الذي وضعناه كعنوان لمقالنا : نعم من يجرؤ على حرق منزل حارث الضاري ؟

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com