واغوثاه.....!

 

أمجد حامد / مدينة الصدر المجاهدة

جامعة بغداد – كلية العلوم السياسية

يمر الشعب العراقي بأسوأ حالاته ويقف الآن على مفترق طرق ، وما لبث أن يتنفس الصعداء من كارثة ألمّت به، وإذا بأشد منها تزحف نحوه، يوم بعد يوم تزداد أرضية العراق سوءاً، ولا يجد العراقي أمامه سوى الأشلاء متناثرة والرؤوس مقطعة ، والمقدسات منتهكة ...

لكن، هل هذا نتاج طبيعي لدعاء صبّ على أفراد هذا البلد ، وهل يعقل إن ما أصابه ويصيبه بسبب تلك الخيانات التي اقترفها أبن هذا البلد، لا نجد سبب عقلاني يمكن استنتاجه لما يحصل لنا سوى هذا الافتراض!

هل الذنب ذنبنا وهل ذنب انتهازيتنا وهل ذنب جشعنا، وهل ذنب طمعنا ، وهل ذنب جبانيتنا، وهل ذنب ركوننا للظالم ، وهل ذنب أهانتنا للمظلوم ... ووو.

روي إن رجلاً تمنى أيما تمني أن يكون في واقعة الطف ، يقاتل مع الحسين ويذود عن حرمه، وكثيراً ما تشاهده يبكي في المجالس بكاء الأم على ولدها، وأحيانا يتبادر إلى ذهنك كم من الإخلاص يحمله هذا الرجل لقضية الحسين. ويوماً بعد يوم يزداد الرجل شغفاً لو كان مع الحسين في ثورته ضد الطغيان.

ذات مرة حلم الرجل نفسه وهو في المنام بأنه في ساحة الوغى في معركة الحسين ضد يزيد، رأى بأم عينه الدماء تسيل والرؤوس تقطع وأصحاب الحسين يسقطون واحد تلوا الآخر، تصورا ماذا فعل الرجل ، اختبئ كي لا يراه الحسين ويناديه للقتال! ويال محاسن الصدف حين رآه الحسين فناداه ، أعطاه سيفا ودرعا وقال له: أذهب وجاهد في سبيل الله ! توّرط الرجل فماذا سيجاوب الحسين (ع) أخذ السيف والدرع ولكنه ما لبث حتى هرب من المعركة سارقاً السيف والدرع التي أعطاها إياه الحسين حتى إن الأمام لم يسلم عليهما!!

لا نعرف هل كل ذلك يحدث لنا بسبب ازدواجيتنا وتخبطنا ولأننا نظهر عكس ما نبطن، أعتقد إن مصيبتا نحن هي ذاتها التي حدثت مع أخينا المسكين قبل قليل.

إننا لم نحافظ على زعمائنا بل شاركنا بقتلهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إننا ندعي عبادتنا لله نسرق ونجوّع ونظلم عباد الله ، وندعي إننا نسير على نهج الرسول ولكننا نقتله يوميا، وندعي إن الإسلام ديننا ولكننا نشوه صورته أمام العالم أجمع عبر نسف المقدسات ، وأيّ مقدسات ، مقدسات تنتمي لله سبحانه وتعالى وتنتمي للإسلام ، وتنتمي للقرآن وتنتمي للرسول !!

أنظر إلى أين وصل الجهل بهم، يُقبّل الشيعة الأضرحة التي هي عبارة عن حجارة وحديد ، فيظن هؤلاء إنهم يعبدون هذه الحجارة تاركين الذي في داخلها، ما التخلف الذي وصل إليه هؤلاء. أعلنوها حرباً على الشيعة وأطلقوا عليها حرب (أوثان الروافض) ، هل يعتقد أحد إن هؤلاء يمتون للإسلام بصلة ، أو للإنسانية بصلة!.

حتى وإن كان الشيعة يعبد هذه الأوثان – والعياذ بالله - من أعطى صكاً يوكل بقتل من يخالف الإسلام فأين الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة ، وأين المجادلة بالتي هي أحسن ، أين هذه التعابير القرآنية السمحة وإين أخلاق الإسلام التي أتانا بها الرسول، وعجبي لهؤلاء تركوا بلادهم التي أنتشر بها الفساد إلى الهامة وجاءوا لبلد منهوك يأمرون بالمعروف وينوهون عن المنكر فوق رؤوس الفقراء.

السني يريد العيش بسلام كما الشيعي ، العربي يريد العيش بسلام كما الكردي ، المسلم يريد العيش بسلام كما المسيحي وكل طوائف البلد. من أين استوردت هذه البضاعة المسمومة بضاعة التفخيخ ، بضاعة القتل ، بضاعة تفجير أضرحة أهل البيت (عليهم السلام) لا أتصور إنها أساليب الإسلام التي فطرنا عليها ،وأعتقد إنها أساليب الاستعمار التي فطرنا عليها أيضا ، أطمأنكم لن تكون حرباً أهليه لأن الفرد العراقي لا يطيق دم أخيه يجري أمامه فغيرة عثمان عندما أنقذ حياة سبعة شيعة وذهب فدائا لهم، لا يمكن لها القتل.

كم جرّب هؤلاء الظلمة لشق وحدة أبناء الوطن لم يفلحوا أرادوا العراق قنبلة طائفية يفجرونها أي وقتٍ شاءوا ، لم ولن يستطيعوا القيام بذلك لأن العراق بلد علي وبلد الحسين وبلد العباس وبلد الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

المستنقعات الأمريكية التي أوغلت بها الكثير لن تثنِ عزيمة العراقيين لتُبقي تكاتفهم وتعاضدهم وهمتهم لصد جميع الهجمات الهمجية عليهم، لأنهم – وكما يقال- كتب عليهم العيش سوية، وكي لا يتهمني احد بالتفائل كثيراً يحتاج العراقيين أجمعهم لإطلاق صيحة عظيمة مفادها ......

واغوثاه........

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com