نصرنا في وحدتنا


محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

 

على مدى العـقود الماضية تعرض الشعب العراقي الى الكوارث والويلات على أيدي النظام البعثي الشوفيني الذي حكم العراق بالحديد والنار منذ أنقلاب الثامن من شباط الأسود عام 1963 ولحد سقوطه في التاسع من نيسان عام 2003 ، وما يزال المواطن العراقي يتعرض الى الكثير من الجرائم بعد سقوط النظام البعث على أيدي فلولهم والأرهابيين المتسللين عبر الحدود ، وتزداد وتيرة الأرهاب والأجرام في العراق يوماً بعد يوم جراء أفعالهم الشنيعة التي تسهتدف المدنيين والمساجد والمراقد الأئمة أينما كانوا ، تحت عناوين ومسمات مختلفة ، محاولآً لخلق الحرب الأهلية بين أطياف الشعب العراقي .
بعد سقوط عرش الطاغية وأشرقت الشمس الحرية لشروق الديمقراطية والفيدرالية في أرض العراق الجميل ، لقد ظهرت بوادر المؤامرة على الشعب العراقي من قبل دول الجوار ، ومحاولتها لأفشال مسيرة العراقيين نحو بناء وتطور العراق الجديد ، لأستغلالهم بعض ضعفاء النفوس والناس البسطاء بين مكونات الشعب العراقي ، ومن خلال صحافيتها وحناجر مذيعيها ومقابلات صحفية وأذاعية وتلفزيونية فضائية ، ومن خلال طابور الخامس الذي يعمل لحسابها داخل الأحزاب والتيارات الدينية في العراق ، محاولة لنشر الأفكار العنصرية المريضة والمثيرة للفتن المذهبية والقومية والطائفية بين أطياف الشعب العراقي ، وتأجيج الصراعات العرقية والنزاعات المسلحة ، وتسعي هذه الدول بكل ما أوتيت من قدرتها وجهدها الخبيثة لتتدخل في شؤون العراق بحجة الدفاع عن العراق ووحدة أراضيه ، لغرض تنمية النزعات العدوانية والدموية وتعميق روح الكراهية ، وزرع الفرقة والشقاق بين صفوف أبناء شعبنا ، وهدف هذه الدول تريد أدخال العراق في دوامة الحرب الأهلية وتفتيت كيانه ، ولا تريد نظاماً قوياً ديمقراطياً فيدرالياً على حدودها لا يكون مناسباً لطراز حكمها الدكتاتوري .
الشعب العراقي يتحمل مسؤولية الكبرى والمهمة التأريخة في هذه الظرف الحرج ، لعدم أفساح المجال لهولاء المنبوذين لآشعال الحرب الأهلية بين أطياف شعبنا ( لأن أشعال الحرب الأهلية بين الشعوب لم تستفيد شيئاً ولم تحصل سوى الندم والألم بنفس الوقت ، وأزهاق عدد كبير من الأبرياء يعني تحرق فيها الأخضر واليابس ) ، وعليه رفض الطائفية وسحق كل من يريد أن يختار درب الطائفية وغلق الباب بوجهه منذ بداية ، وكشف خلايا ارهاب المرتزقة والعملاء بين صفوفه .
لايستطيع الشعب يقف أمام تلك العاصفة إلا بوحدته الوطنية المتينة والراسخة ، لأن طريق نصر الشعب العراقي يكمن في وحدته وأتحاده ، لذلك فأصطفاف الشعب وتماسك لحمته سيكون بمثابة الضربة القاضية للأرهاب ومن يدعمها ، لذا يطلب من العراقيين الى التلاحم والتكاتف من أجل ترسم معالم مستقبل عراق جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام ، وعليهم حشد الطاقات لبناء مجتمع العراقي الديمقراطي الفيدرالي من خلال الأنسجام والتعامل معاً بروح الأنسانية والمحبة والسلام ، وعليهم أن يعمل ويجهاد من أجل أن يحصل كل الفرد من تشكيلات الطيف العراقي حقوقه المشروعة ، و يساهمون مساهمة فعالة لبناء المجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطية الحقيقة ، و بناء جسور للثقة والتفاهم والحوار فيما بينهم لترميم وطنهم الذي تهدم بأيدي أعدائهم .
بما أن العراقيين يعتزون ويفتخرون بتنوع مكوناتهم القومية والمذهبية والدينية التي وجدت منذ مئات السنيين متأخية ومتعايشة ومتألفة ، يجب عليهم لرص صفوفهم ووحدة فرقتهم مهما كانت في سبيل تحقيق الهدف الأكبر وهو دحر الأرهاب البعثي الطائفي وحلفائه المتسلليين ، ودعوة للترفع على خلافاتهم من أجل المصلحة العامة للشعب والوطن ، ويساهمون في أصلاح مجتمع العراقي وتطورالثقافي والعلمي والحضاري في البلاد ، لكي يبنوا مستقبلاً جميلاً وزاهياً لأجيال القادمة .
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com