هل في مصلحة الاكراد وأد تطلعات الاشوريين الكلدان السريان السياسية؟

 

يوسف داود

ornamoo@hotmail.com

منذ انطلاقة أول رصاصة في ثورة أيلول عام 1961 دفع أبناء شعبنا (الآشوري، الكلداني، السرياني) ثمنا باهضا لها، فمن أبناء شعبنا سقط الشهيد الاول في تلك الثورة كما أن قرانا هجرت وتعرضت للقصف وتركت خالية خلال تلك الآونة .. أما المتتبع لمجريات الاحداث وتواجد أبناء شعبنا في شمال الوطن (كردستان العراق) يتلمس الحقيقة التي تقول إن هذا الشعب كان أول المضحين، وبات اليوم آخر المستفيدين . لذلك أصبحت قرانا تعد باصابع اليد بعد أن كانت عامرة على مر الزمن وتعد بالمئات . لقد أستبشر أبناء شعبنا خيرا عندما أصبح لهم تنظيم سياسي (الحركة الديمقراطية الآشورية) كمعبر عن تطلعاتهم السياسية، وأصبح لهذا الشعب (الآشوري، الكلداني، السرياني) ممثليه في البرلمان المحلي وحقيبة وزارية، فأنفرجت أساريره حين بدأ يتلمس أن الأخوة الكرد بدأو يجزلون العطاء لمن وقف معهم في أيام القحط والسواد ودفعوا ضريبة باهضة لذلك، ولكن الحقيقة ماذا كانت .؟

إن أي شخص منصف اليوم إذا تتبع مجريات الاحداث السياسية الجارية لشعبنا في هذا الجزء الشمالي   كردستان العراق) فماذا يمكنه أن يتلمس، أو إلى أية حقائق سوف يصل فيما يخص تعامل الاحزاب الكردية المتنفذة مع قضية شعبنا (الآشوري، الكلداني، السرياني)، ولكي أعطي لكل ذي حق حقه، فسوف نأخذ وجهتي النظر للأتحاد الوطني الكردستاني ثم نعرج على وجهة نظر الحزب الديمقراطي الكردستاني من ذات الشيء.

لقد كان الاتحاد الوطني الكردستاني والذي يرأسه السيد جلال الطالباني في أكثر الاحيان إن لم نقول دوما مع قضية شعبنا، من خلال الأحاديث والخطب وكذلك وسائل الاعلام، إلا فيما ندر كانت هناك وجهات نظر مختلفة تظهر من بعض مفكري الاتحاد الوطني الكردستاني نذكر منهم السيد فريد اسسرد، وكذلك خلال مقابلة مع السيد جلال الطالباني مع الفضائية اللبنانية عندما ذكر اننا شعب بدون أرض، وخارج أمور صغيرة لم يتجرأ الاتحاد الوطني الكردستاني أن يسمي شعبنا بمختلف التسميات، أو أن يقسمه إلى عدة شعوب بل كان أكثر وضوحا ومن دون لبس في التعامل، ربما يعود هذا إلى قلة أبناء شعبنا وتواجدهم في مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني وعدم تواجد الاحتكاك اليومي مع الاحزاب الاحزاب التي تمثل شعبنا هناك، وعلى هذا الاساس أو لنقول الواضح من الواقع المنظور إن الاتحاد الوطني الكردستاني لم يكن له لا ناقة ولا جمل في وأد التطلعات القومية لأبناء شعبنا أو من خلال التعامل مع تنظيماته السياسية ، ومؤكدا لست في موقف للدفاع عن الاتحاد الوطني الكردستاني كما لست في موقف يمكنني الاطلاع على خفايا الكواليس ولكن وجهة النظر هذه مبنية من على أساس السياسة المنتهجة الواضحة للعيان .

أما بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني فأن له موقفا وإن كان مشجعا في البداية لكن وجهات النظر أختلفت على الاقل خلال السنتين الاخيرتين، يتواجد شعبنا في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني بنسبة تتراوح 95% ، لقد تجلت لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم وبكل وضوح مسألة تقسيم شعبنا إلى عدة قوميات ومسميات (محاضرة السيد فاضل ميراني في جمعية كاوه الثقافية) بل وزادها الحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم محاولته الدفع لتأسيس حزب بأسم الكلدان بالاستفادة من بعض العناصر المنتمية إليه اصلا بحيث يرأسه عضو فرع سابق (للحزب الديمقراطي الكردستاني)، وكذلك إقامة المحاضرات في الجمعيات الكلدانية لإثبات أن الكلدان جزء من الاكراد، وهذه محاولة من الديمقراطي الكردستاني لسباق الزمن في مسألة الانتخابات القادمة بعد أن اجتمع شمل الحزبين الكرديين في الفترة الاخيرة، وربما كانت أشراك الجمعيات الثقافية التركمانية والكلدانية في الاجتماع الموسع الذي عقده الحزب الديمقراطي الكردستاني في الآونة الأخيرة خير دليل على النهج الذي يسير عليه الحزب الديمقراطي في التعامل مع قضية التركمان وقضية شعبنا . حيث لم تشترك الجمعيات الثقافية الكردية بالرغم من كثرتها في هذا الاجتماع وربما يكون قد شارك واحد أو أثنين من ممثلي الحزب الكلداني الذي يرغبون في دفعه إلى الامام.

إن حيثيات هذا الصراع، نتج على ما أظن من محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني تهميش الاحزاب السياسية التي تمثل شعبنا ومحاولة إلغاء دورها، فالحزب الديمقراطي الكردستاني يتعامل مع جميع مشاكل شعبنا وحلولها من خلال الكنائس ومطارنتها الاجلاء، في محاولة مكشوفة لإعطاء دور أكبر للكنائس على حساب الاحزاب السياسية، وهنا نطرح سوأل بسيط هل يرضى الديمقراطي الكردستاني أن يتم التعامل مع حقوق الشعب الكردي من خلال الجوامع والائمة أو من خلال الجمعيات الثقافية الكردية لو كانت المسألة معكوسة .! بالتأكيد كلا . إن محاولة الاكراد وعلى وجه الخصوص الحزب الديمقراطي الكردستاني وأد التطلعات السياسية لشعبنا (الآشوري، الكلداني، السرياني) واضحة ومتجلية في جميع مفاصل الحياة السياسية، وإنه يقف ويتنكر لنضال شهدائه من أبناء شعبنا أولا ثم للأحزاب التي وقفت معه وساندته طوال عقود. .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com