|
لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
حميد الهاشمي / كاتب عراقي مقيم في هولندا ما يجري في العراق من أعمال قتل إرهابي أساسه طائفي ومن طرف واحد يدمي قلب كل عراقي مخلص ومحب للعراق ومن لديه ضمير حي بل كل من لديه أدنى شعور بالإنسانية وقيمها. من يقوم بهذه الأفعال هم ليسوا عراقيين حقيقيين، بل هم مرضى القاعدة الطائفيين الموتورين،وأذنابهم في العراق ممن أصابتهم هذه العدوى وهم قلة بالإضافة إلى من تبقى من المجرمين الموالين لصدام والذين يوفرون لهؤلاء الدعم اللوجستي ويساعدوهم على تحقيق مآربهم. التهمة لا توجه لأبناء العراق من السنة الشرفاء قطعا بل لهؤلاء حصرا. واللوم كل اللوم يوجه إلى الحكومة العراقية الحالية ومن سبقتها في عدم توفر الحزم والستراتيجية الصحيحة في محاربتهم. واللوم كل اللوم يقع على البعض ممن يدعي تمثيل السنة ويقصر في تحديد موقفه من هؤلاء ويشخصهم بشجاعة مثلما فعل العديد من القادة السياسيين والمحليين وزعماء القبائل الذين لم تقف أفعالهم عند القول فقط بل عقدوا العزم وحاربوا هذه العصابات المجرمة ومن هؤلاء الدكتور أسامة الجدعان شيخ عشيرة الدليم الكرابلة، والشيخ فصال القعود من شيوخ الدليم في محافظة الانبار وغيرهم. كما أن هناك العديد من رجال الدين من أبناء المذاهب السنية من كانت ولا زالت لديهم مواقف وطنية شجاعة تخطت حدود الفهم الطائفي والمكاسب المزعومة التي يسعى من اجلها البعض. ومن أمثال هؤلاء الشيخ الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني، بالإضافة إلى بعض من قادة التيار السلفي المعتدلين من أمثال الشيخ أبو منار العلمي والشيخ أبو صفوت وغيرهم. واللوم كل اللوم يقع على بعض النخب السياسية والدينية من الطائفة السنية التي يهمها الكسب السياسي والإعلامي أكثر من مصلحة البلد والحرص على وحدته، فنجدها تحاول تأجيج الوضع وتحاول قلب الحقائق في كثير من الأحيان حينما تُطالب بموقف حازم من الإرهاب، وان أدانت أو شجبت فعلى استحياء وبطريقة ملتوية تقبل التأويل. وإزاء كل ذلك وأمام تعطش عصابات القاعدة الطائفية لسفك دماء الأبرياء والعزل من العراقيين، ونفاذ صبر ذويهم والحريصين على وحدة العراق وخيبتهم، فان الوضع لا يمكن السكوت عليه أكثر من هذا. والحكومة سواء الحالية المنتهية ولايتها أو القادمة مطالبة بإعادة النظر بكل ما تسميه "الخطة الأمنية"، في كل بقعة من مناطق التوتر والأراضي الخصبة للإرهابيين. ويبدو أن الحكومة والأقطاب السياسية من كلا الطائفتين مازالت بجاحة إلى زلزال اعنف من زلزال سامراء الذي حدث وما أعقبه كي تصحوا من سباتها وتثبت عراقيتها بل إنسانيتها إزاء الدماء التي تسفك يوميا بدون أي وجه حق. ماذا يجري في النهروان واطرافها؟؟؟ النهروان ناحية شرق بغداد تنشط فيها عصابات القاعدة وبصورة فضيعة منذ حادثة سامراء والى الآن وضحاياه تعدوا المائة وعلى عدة مرات وبفترات متقطعة. مرة قتلوا عددا من العراقيين الشرفاء الذين قصدوا المشاركة في تظاهرة مشتركة تدعوا للوحدة بين العراقيين، ومرة أخرى أغاروا على مزرعة، ومرات يقطعوا الطريق وآخرها الإغارة على معمل للطابوق وقتلوا العمال الأبرياء على أساس هويتهم، ثم على محطة كهرباء وبنفس العمل والهدف القذر. فأين أجهزة الحكومة الأمنية ولماذا لم تقم بتمشيط المنطقة والتحقيق والتحقق الميداني في هذه الحوادث وفي غيرها مما حصل ويحصل في نواحي ديالى مثل بهرز وفي النباعي والعظيم وغيرها. الحكومة مطالبة بوضع نقاط عسكرية في هذه المناطق إن لم نقل وضع جندي وشرطي ورجل امن وآلية عسكرية في كل متر من هذه المناطق. ولتكن المواجهة متكافئة على اقل تقدير لا أن نقوم بإحصاء الجثث ونستعد أكثر لإيواء المهجرين على أساس طائفي. ولا عتب على القوات الأجنبية، فهي كانت قد أعلنت نفسها قوات احتلال، وتهمها مصالحها ولعل في مصلحتها أن تكون هناك عصابات من القاعدة في ساحة محددة لتحاربها، كما إن من مصلحتها أن تكون هناك قيادات طائفية تلوي الحقائق وتصب الزيت على النار. أن جماعات الضغط في المجتمع العراقي مطالبة بالضغط على هذه الأطراف جميعا من اجل حفظ الدم العراقي الزكي. ونود أن نختم هنا بعنوان مقالة لأحد الكتاب العراقيين الذي استنتجه من مواقف تكررت والعنوان هو "ليتنا جميعا أخوة وزير الداخلية بيان جبر" في إشارة إلى ما حصل من حادثتي الاختطاف المنفصلتين لكل من أخيه وأخته، وتم تحريرهما بطرق عجيبة يحلم بها كل من يهمه أمر ضحايا الاختطاف البشع في العراق.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |