|
قضية فلسطينيي العراق .. من هو الضحية؟ كريم البيضاني من قال ان شعب فلسطين غير مظلوم ومن قال ان شعوب المنطقة باسرها ليست مظلومة؟ المشكلة ان الظلم الواقع على هذه الشعوب ياتي من جهل الشعوب نفسها ومن بعض الممارسات الدنيئة التي تمت باسم هذه الشعوب. الكل بكى على فلسطين لانها اقحمت في حياته قسرا كقضية , بسبب فلسطين ضاع مستقبل شعوب بكاملها وهذا ليس لان الشعب الفلسطيني له ذنب في ماحصل ولكن التداعيات التي تبعت الذي حصل في فلسطين اذاق شعوب المنطقة السم الزعاف. لاتعليم لاتنمية لا كرامة لا ابداع , حروب مزمنة ضياع ... كل مايحلوا للانسان العربي من شكوى يجدها في قضية فلسطين. الذي حصل في لبنان كان بسبب قضية فلسطين, حرب اهلية طاحنة استعرت نارها ولم تنطفئ الا على ركام لبنان الممزق المحتل الطائفي الجريح الذي لم تقوم له قائمة الا عندما غادره الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورفاقه وذهب الى تونس. دخل صدام الكويت ليهديها قربانا الى شعب فلسطين واستجاب من استجاب واهما ورفض من رفض مستهجنا وعارفا لتفاهة الخطوة وكانت النتيجة ان الكويت اصبحت منطقة مثقلة بجراح الحزن والدم ورحل من رحل منها ولن يعود تماما كما خرج الراحل عرفات من بيروت ,وهكذا دفع فقراء فلسطين ثمن العقم الذهني الذي اصاب بعضهم وجنى كره شعب الكويت لهم. الدكتاتوريات العربية قامت ونمت وترهلت وهي مزدهرة الى الان, كله بسبب المتاجرة بهذه القضية الانسانية التي كان حلها بسيطا وسلسا لو تدارك ابناء البلد مأساتهم ولم يعتمدوا على الغريب في حلهاو لعاشت الاجيال التي شردت وذاقت الذل والهوان في كنف الغريب بكرامة وعز. الان وقد تم تصفية قضيتهم التي تعاطف معها حتى اعدائها,واليوم وقد رحل عرفات ورحل الكثير من رفاقه , ماذا تبقى للفلسطينيين؟ بقي هذا النواح على الاطلال والاساءة لشعوب ظلمت مثلهم , والاصرار على بقاء جروح الشعوب غائرة تنزف ,حيث اصبحت شعوبنا اضحوكة الامم 70 مليون امي و70 مليون دكتاتور و70 مليون نصاب سارق ناهش في لحمها وثرواتها. الان وقد ضاقت الشعوب ذرعا بما فرض عليها بسبب تلك المصيبة اصبحت على كف عفريت تستجدي الغريب ليخلصها من الامها بسبب مرضها العضال هذا.و اليوم دارت دائرة ذباحي تلك القضية الفلسطينية العادلة على شعب العراق حيث يستل كل من لديه خنجر مسموم ليطعن بهذا الشعب ويجيش الجيوش للاخذ بثأر لانعرف من ارتكب خطيئته. هل هو ثمنا لحب العراقيين لقضية فلسطين وتضحياته من اجلها ؟ ,ام هو العذاب والحرمان الذي ذاقه هذا الشعب المظلوم المغدور المظلوم بسبب متاجرة جلاديه بهذه القضية ؟. لو قارننا ما حصل لشعب العراق مع ماحصل لشعوب المنطقة من مأسي لاصبحت كفة ميزان الظلم لصالح شعب العراق. القضية الفلسطينية دخلت على حياة شعوب المنطقة قسرا , وقضية فلسطين وضعها اللاهثين وراء الكراسي في اولويات اجندتهم , الفلسطينيين كانو احرارا في بلدان كان يقربهم له الحاكم فيها لكي يصعد على كرسي اعلى في بلده ويجعلهم شماعة لقوانيين تعسفية تطال الشعوب نفسها. فقد بقي شعب مصر يرزح تحت نير قانون الطوارئ الى الان وكذلك الحال في سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان والجزائر وتونس واليمن وحتى جيبوتي وموريتانيا. شيوخ الخليج استفادو من هذا الوضع واقنعوا شعوبهم بان مايحصل للقضية الفلسطينية من متاجرة بها قد تفقدهم ثرواتهم المتنامية وقاموا بصرف الصدقات للفلسطينيين وعززوا علاقاتهم مع الغرب واسرائيل تماما كمايفعل حكام امارة قطر الان , حتى وصل حالهم اليوم انهم يدافعون عن الشيشان وافغانستان والبوسنة واستماتوا في سبيل ذلك, ولكنهم في قضية فلسطين صم بكم لايفقهون . اليوم وقد حانت ساعة الخلاص من ربقة ضباط الانقلابات وعصابات الشوارع السائبة ياتي من يطعن في شرف ووطنية العراقيين. نحن كعراقيين لايمكن ان نبقى الى الابد الضحية , نريد الخلاص نريد الحرية نريد ان ننام ملئ جفوننا, ضحينا بمافيه الكفاية , ولن نقبل ظلم ذوي القربى. نحن لافرق لدينا بين جلاد وجلاد, فالسيف الذي نذبح به واحد , الشعوب الفقيرة فقيرة لانها لاتمتلك الثروات ولاتستطيع ادرات امورها الا بحكم قوي , لان التخلف والعصبية القبلية تنتشر فيها والحرب الاهلية هي المصير الوحيد لها وهذا مايحصل في الصومال وكمبوديا ومينمار وغيرها من الامثلة. اما نحن العراقيين فلم نذق طعم الاستقرار بالرغم من اننا من الدول الغنية بمورادها وذكاء شعبها. الحياة البائسة التي يعيشها المواطن العراقي الان سببها ليس الجور والحرمان والطغيان فقط بل هؤلاء الذين ظهروا كالفطر بين احشاء هذا البلد المنهك بالجراح يتاجرون بمستقبل اجياله ويربطون مصيره بقضايا هي من مسؤلية اصحابها بالدرجة الاولى. فالقذافي صاحب نظرية اسراطين , والنميري صاحب صفقة الفلاشا وصدام صاحب صواريخ سكود التي اصابت قطة ودجاجة والتي دفع ثمنها صدام نفسه من اموال الشعب العراقي تسعة وثلاثون مليارا من الدولارات عدا ونقدا الى اسرائيل تعويضات , وهناك الكثير من حماقات الحكام التي اضرت بنا جميعا . . اليوم وقد سقط الطاغية صدام كثر نحيب المنتفعين من صدقاته , هؤلاء الان يشتمون شعب العراق لانه اتخذ طريقا غير الذي تعود عليه هؤلاء لقد اصبح الكثير من ابناء فلسطين مدمني حكام ولم يأبهوا يوما بمصير شعبهم ولامصير شعوب المنطقة. فالفصائل الفلسطينية انقسمت الى مجاميع وكل يلهث وراء جهة يتصورها هي الخلاص لشعب فلسطين. فالفصائل الفلسطينية القومية اصبحت اداة بيد الحكام الذين رفعوا لواء القومية العربية وان قضية فلسطين هي الشماعة التي مارس فيها هؤلاء ظلمهم. سقطت الانظمة واصبحت تداعيات ذلك وبالا على شعب فلسطين. وهناك ايظا فصائل فلسطينية اعتنقت الفكر الاممي واصبحت جزأ من ادوات الحرب الباردة . وكانت النتيجة ان الشعوب التي كانت تعتنق الفكر الشيوعي ساهمت بقوة في مساعدة اسرائيل الان وحتى الحركات اليهودية القادمة من روسيا والمعسكر الاشتراكي تكن الضغينة والعداء اكثر من غيرها للفسطينيين وكل ذلك بسبب الدور الذي لعبه بعض الفلسطينين في الاساءة لقضيتهم. رهان حماس الان على ايران وربط مصيرهم بها سوف يجلب النكبات على شعب فلسطين عندما يكون مصير هذا النظام مثل مصير صدام, لان التاريخ يكرر نفسه .... نووي ... حصار ... تفتيش متعمد... ضربة جوية ... سقوط النظام .. ونشوء حركات معادية للفلسطينيين وسيدفع ثمنها ابناء فلسطين من جديد.. في المانيا لم ينسى الالمان حادثة مطار ميونخ وكيف قتل فيها الفريق الاولمبي الاسرائيلي , وحوادث كثيرة اثرت في ذاكرة الشعوب كان ابطالها فلسطينيين اساؤا الى قضيتهم العادلة. الان تستمر هجمه غير مبررة من الكثير من الفلسطينيين ضد اكثرية الشعب العراقي ووصفهم باوصاف شنيعة والتشهير بهم وارسال المقاتلين ليفجروا في مدنهم. عند سقوط نظام صدام ذهبت القنوات العربية الى حي البلديات في بغداد وصورت الفلسطينيين هناك وكان اغلبهم قد ارتدى قميص ابيض عليه صورة الطاغية صدام. وبعد فترة بسيطة قامت مجموعات عراقية مستاءة من هذه الفعلة ببعض ردات الفعل وقد تم تطويق الحادث ولكن بقي العراقيين الذين ظلمهم صدام وحكمه يتذكرون ذلك التصرف الارعن من لدن من قام به. انا شخصيا احمل في ذاكرتي معانات شاهدتها بام عيني وقسم منها حدثني عنها اهلي وابناء مدينتي . كان البعثيين يزداد جورهم ضد مدن الجنوب وكان اهل الجنوب يقاومون تلك الممارسات الاجرامية وكانوا يقتلون كل من يضعه البعثيين مسؤلا عن مناطقهم. وكان هناك مهندس فلسطيني يشتغل في احدى المنشأة الصناعية وتطوع هذا المهندس ليكون مسؤلا عن المنطقة حزبيا وقد نصب هذا الفلسطيني ساحات اعدام لكل من يعارض صدام وحكمه وذات يوم كنت راجعا الى مدينتي لزيارة الاهل واذا بالاطفال يدعوني للتفرج على حالة اعدام لاحد العراقيين من منطقتي حاول التهرب من المشاركة في محاربة ايران . واصدر هذا الفلسطيني قرارا باعدامه ميدانيا وحدثني الاطفال عن ان هذه الحالة مستمرة وان هذه الساحة اعدم فيها ابراهيم الفلسطيني هذا الكثير من ابناء البلدة وكان يرغم اطفال المدارس على الحضور الى الساحة للتفرج على عملية الاعدام , ولم احضرالى حفلة الاعدام هذه ولكنها بقيت في ذاكرتي . وعند انتهاء حرب الكويت هجم المواطنين ابناء المنطقة على هذا المدعو ابراهيم الفلسطيني وقطعوه اربا بايديهم ولكنهم لم يتعرضوا الى زوجته واطفاله لانه هو المذنب ولادخل لعائلته بالامر . ولكن عند فشل الانتفاضة وعودة البعثيين الى المنطقة ساهمت تلك المراة في اخبار المجرمين البعثيين عن سكان المنطقة ومن ساهم في الانتفاضة على البعثيين وقد اعتقل الالاف من ابناء المنطقة وزجو في السجون وقد تم تصفية الكثير منهم فورا واعدم الاخرون وقد ساهمت تلك المراة بعد زوجها في جريمة كان الاجدر بالمهندس الفلسطيني ابراهيم ان لايتدخل فيها, ولكن الى الان رغم تلك المأسي لم ارى او اسمع ان اهالي المنطقة دعو الى قتل الفلسطينيين او الوقوف بالضد من قضيتهم. ذكرت تلك الحادثة لكي ارد فيها على المتباكين على وضع الفلسطينيين في العراق , وهذا السب والتحريض على قتل الشيعة والاكراد علنا . بعد سقوط النظام الفاشي الصدامي مباشرة ساهم الكثير من الفلسطينيين في زيادة البغضاء بين ابناء شعب العراق عبر وسائل الاعلام وقد سجلنا قسما من تلك التصريحات وهي موجودة ومن قياديين فلسطينيين مع الاسف يتوعدون الشعب العراقي بالموت والقتل . انا شخصيا لدي الكثير من الاصدقاء الفلسطينيين واكن لهم كل الاحترام وهم من عوائل فلسطينية معروفة مثل الرنتيسي والبطة والحوراني والكثير من الاخوة الذين كنت ولازلت اعتبرهم اعز اصدقائي بالرغم من طول المدة التي لم اراهم فيها . وعلى من يكتبون شاتمين العراقيين عليهم ان يعرفوا ان العراقيين تحملوا الظلم والطغيان فلايمكن لهم ان يظلموا احدا ,وعلى من يدق طبول الحرب ضد البيشمركة وقوات بدر عليه التروي قليلا ويسال نفسه عن التقصير والاجرام الذي حشر نفسه فيه بعض الفلسطينيين على حساب الاخوة العراقية الفلسطينيية وانا اتحدى اي من الاخوة الغاضبين ان يدلني على شخص واحد منهم تضامن مع مظلومية الشعب العراقي ضد جلاديه؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |