|
هل كان حزب البعث بهذه العظمة؟! صاحب مهدي الطاهر / هولندا
من حيث لا يعلمون يٌفرط بعض الكتاب والساسة العراقيين في الانحياز الى مرجعياتهم السياسية لمجرد ان طرف اخر عارضهم او خالفهم في الرؤى او المواقف من هذه المسالة او تلك بكل وضوح وصراحة،لكن الاسلوب المتبع في تسقيط الخصوم من قبل هذه الجهات ومنذ سقوط النظام البعثي- الصدامي والى يومنا هذا قد ركن الى عنصر واحد ووحيد الا وهو اتهام الخصوم بالبعثية وقد كان هذا الاسلوب ناجحا الى حد بعيد في استقطاب جمهور واسع نحوهم لانه كان يحمل الى حد ما بعض المصداقية ،الا انه في الايام الاخيرة اتسعت هذه الاتهامات لتطال شريحة اخرى واسعة من ابناء شعبنا لدرجة اصبح المتهمون بالبعثية غالبية ضمن المجتمع العراقي وهذا بدوره يٌولد نتائج عكسية اذ يعطي صورة مشوشة عند الاخرين الغيرعراقيين اذ يطعن في مصداقية القوى التي نادت وسعت سابقا الى اسقاط النظام البعثي باعتباره نظام منبوذ من قبل الشعب العراقي لا يمثل الا نفسه، فالصورة التي رسمت لدى الراي العام الدولي سابقا كانت ان حزب البعث ما هو الا عصابة مجرمة تحكم العراقيين بالنار والحديد وتجبرهم بالاكراه للانتماء اليها، وبالتالي فان هؤلاء البعض مع الاسف يساهمون الان في الدعاية المجانية لحزب البعث المقيت، لان المتهمون بحمل افكار ذلك البعث في ظل دولة الديمقراطية والقانون يعني انهم مقتنعون بهذا الفكر وغير مجبرين وهذا يعني ان افكار البعث هي من الرقي والتطور والعظمة بما يجعل الغالبية من العراقيين يعتنقها وبالتالي فان الذين يدعون ودعوا سابقا الى محاربة هذا الحزب يفتقدون في الحقيقة الى الشرعية القانونية والشعبية في تبني هذه الدعوة. ان اتهام بعض الاطراف لجلال طالباني بانه بعثي لكونه قد طالب بشيء يعتقد انه مفيد للعراق والعراقيين وهو الممثل ب 54 مقعد من مقاعد مجلس النواب وكذلك لاياد علاوي الممثل ب 25 معقد والتوافق المتمثلة ب 44 مقعد والحوار الوطني الممثل ب 11 مقعد وهذا يساوي 135 مقعد زائد بعض المقاعد القليلة للاقليات من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 275(رغم تحفظي الكبير على قسم كبير من هذه الاحزاب لسعيها في دعم الارهاب) يعطي فكرة واضحة حول ضحالة وسطحية تفكير المتبنيين لهذا الاسلوب في معالجة الاوضاع او في تحقيق الاهداف. ان على بعض الساسة العراقيين وخاصة اؤلئك الذين عانوا الكثير من النظام السابق ان يكونوا على وعي ودراية تامة بكل كلمة تخرج من افواههم وكل موقف يصدر منهم وعليهم ان لا يوزعوا الاتهامات دون وازع اخلاقي او وطني لهذا الطرف او ذاك لانه عارضهم في فكرة ، راي او موقف معين لانه في نهاية المطاف سيكون الخاسر الوحيد العراق والشعب العراقي الذين هم جزء من نسيجه العام،فالقول مثلا ان جلال الطالباني ما خلق الا ان يكون معارضا وليس رئيسا هو تعدي كبير على هذه الشخصية الوطنية التي طالما اوقظت مضاجع صدام وهزت نظامه المقيت لسنوات طوال اذ يحتوي هذا القول في طياته على سلخ الشعور الوطني والمسؤولية الكبيرة والضخمة من هذه الشخصية الكبيرة فيبرزها على انها ما هي الا حالة وراثية نشئوية جلب عليها هذا الشخص وبالتالي فهو بعيد عن تلك القيم والمباديء ولم يؤمن حقا بها فكرا وممارسة.ان الحملة الشعواء البغيضة التي يقوم بها ويمارسها البعض ضد رئيس الجمهورية هذه الايام واتهامه بشتى الموبقات دون اية اسباب حقيقية وجوهرية الا لكونه قد طلب من الائتلاف تغيير مرشحهم لرئاسة الوزراء بشخص اخر منهم انفسهم وليكن مثلا عادل عبد المهدي الذي حضية ب 63 صوتا من مجموع اصوات الائتلاف البالغ عددها 127 اي بفارق صوت واحد انما يعبر عن عدم المسؤولية وندرة في الوطنية لدى هؤلاء وضيق في صدورهم وانحسار في وعيهم بما لايمكنه معها القبول بالاخر المخالف او الراي المغاير والا ماذا يعزى هذا الهجوم الكبير لمجرد طلب صغير لا يغير في واقع الحال ولا يمس جوهر الائتلاف بشيء ما دام رئيس الوزراء منهم فكلا الشخصين او المرشحين الجعفري وعبد المهدي يحملان نفس التوجهات والرؤى الا اللهم قد يختلفان في المواقف في معالجة بعض المسائل الشائكة التي يمر بها العراق الجديد.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |