|
سبب أخفاق الأنتفاضة شعبان المجيدة محمود الوندي تمر هذه الأيام ذكرى أنتفاضة شعبنا العراقي في شعبان / أذار عام 1991 عندما ثارت الجماهيرالمظلومة والمجروحة بأنتفاضتها المباركة على النظام البعث وتصديها لدكتاتور الجائر المستبد وأنتقام من جلاوزيته ، وطالباً بالثأر لدولته المدمرة بالكامل أقتصادياً وأجتماعياً وسياسياً ،وأضافة الى الملايين الضحايا الذين قتلهم في حروبه وسجونه ومعتقلاته ، وعمت أنتفاضة شعبية جميع مناطق كوردستان والجنوب والوسط التي شاركت فيها جموع هائلة من كافة أنتماء الشعب العراقي وبدأت تتساقط المدن العراقية الواحدة تلو الأخرى بأيدي الثوار الشجعان ، وخرجت أربعة عشر محافظة عن سيطرة السلطة المجرمة ، وصلت الجماهير الثائرة الى حدود النصر الأخيرة وما هي إلا أيام معدودة لسقوط الطاغية ، وهزت الأنتفاضة عرشه وتحولت السلطة الى كتلة الهشاشة . إلا أن تدخلت أمريكا لأنقاذ عميله وطفله المدلل وأعطت الضوء الأخضر له ولأزلامه المجرمين لسحق الأنتفاضة والقضاء عليها ، وقام الطاغية ضربها بجميع أنواع الأسلحة بما فيها طائرات المقاتلة والعمودية والمدفعية الثقيلة ، فتصدى لهم رجال الأنتفاضة بشجاعة وبطولة الخارقة حتى راح ضحية تلك العملية مئات الألاف من الشهداء والمهاجرين ودمرت المدن والقصبات وضربت حتى المراقد الأئمة في النجف وكربلاء ، أضافة الى تجريد جميع الأسلحة التي كانت بحوزة المنتفضين من قبل قوات الأمريكية ، لتكون الأنتفاضة ضعيفة أمام زحف جلاوزية النظام عليها . بعد أخفاق وفشل الأنتفاضة تعرض القائمون بيها من كافة أطياف الشعب العراقي للقمع والتنكيل والمطاردة والقتل ، حيث أقتيد الألاف الى معتقلات وسجون النظام ودفن المئات منهم في مقابر جماعية ، لا بد هناك أسباب كان لهذا الفشل والأخفاق للأنتفاضة في تلك المرحلة ، علينا نتطرق الى بعض النقاط الهامة لأسباب هذا الفشل والأخفاق أدناه : - 1- أفتقرت الأنتفاضة الى كثير من العوامل ، أهمها القيادة السياسية والميدانية وأعتماد على المبادرات الفردية والأرتجالية في مواجهة قوات النظام الطاغية . 2 – عدم وجود حليف أستراتيجي مستعد لمساندة ومواصلة دعم الأنتفاضة مادياً ومعنوياً من قبل الدول الجوار خصوصاً . 3 – طالبت الأنظمة العربية الأدارة الأمريكية بأبقاء صدام في سدد الحكم ، وتقديم يد العون له لأخماد الأنتفاضة ، بحجة أن الأنتفاضة ذات طابع شيعي . 4 – ساعدت الأنظمة العربية في القمع الأنتفاضة ،حيث أن معظم الأسلحة المستعملة في جميع مناطق الأنتفاضة كانت ذخيرته عربية وتشهد الكتابة على الصندوق . 5 – شاركت بعض فصائل الفلسطينية ومجاهدي خلق أيران فعلياً في قمع الأنتفاضة . 6 – تدخل النظام الأيراني حينما أرسل أعداد من عملائه وعناصره من المخابرات الى داخل العراق ، لتسرق وتخرب ، وتشجيع الناس على النهب والتدمير المؤسسات الحكومية . وبرغم لم تحقق الأنتفاضة أهدافها بأزاحة النظام الطاغية ، إلا أنها ستبقى ذكرها حافزاً لكل العراقيين كانت وستكون أساساً لنضالهم ، ، وحصيلت أنتاج الأنتفاضة أن الشعب العراقي يرفض الدكتاتورية والخضوع لنظام الجائر المستبد أيا كان شكلها ونوعها ومضمونها ، إنما يريد العيش الحر الكريم داخل المجتمع المدني تضمن حقوقه ومصالحه ، وتوفير له الأمن والأستقرار .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |