|
تحية الى القيادي نوشيروان لصراحته الحكيمة د.جرجيس كوليزادة العراق-اقليم كوردستان-اربيل في مقابلة جريئة وعلنية ونادرة على الصعيدين الاقليميى والشرق الاوسطي، تطرق القيادي الكوردي نوشيروان مصطفى من الاتحاد الوطني الكوردستاني الى جملة امور حساسة تتعلق بمسألة الفساد والاصلاح في حكومته وحزبه، الامر الذي ادى الى تسليط الضوء على امور محسوبة ضمن نطاق الاسرار الحساسة بخصوص ادارة الحكومة في اقليم كوردستان. ومما لا شك فيه ان الصراحة المعهودة في القيادي نوشيروان تعتبر علامة قوية وسمة شخصية بارزة في حياته وسلوكه على المستوى الشخصي والحزبي والقيادي، ومما لا غبار عليه ان هذا التوجه المتسم بالصراحة والمصداقية التامة لا تلائم توجهات كتل وبؤر الفساد من المسؤولين والشخصيات الحكومية والحزبية والعسكرية التي تعتاش على اموال الشعب بالفساد والاختلاس على الساحة الكوردستانية، لأنه صوت بارز لقيادي يطالب بالإصلاح على المستوى الحزبي والحكومي، وهذا الصوت يمثل دعوة حقيقية للاصلاح يدعو اليها باستمرار مشاركة مع القيادي كوسرت رسول علي لارساء نظام اداري حكومي جديد مبني على الشفافية وتوفير حاجات الشعب، وجاءت قوة هذه الدعوة في مذكرة موجهة الى السكرتير العام للاتحاد الوطني جلال طالباني في فترة سابقة لاجراء وتبني سياسة إصلاحية على الصعيدين الحزبي والحكومي لتلبية مطالب الجماهير في الاصلاح وتحقيق مستوى من الحياة المناسبة مبنية على أساس تأمين السكن وتوفير الحدمات وتوفير الحاجات الاساسية الممثلة بالكهرباء والماء، وتوفير العمل والصحة والتربية لكل افراد المجتمع دون استثناء. ولا يخفى ان الرجل القيادي نوشيروان، الذي قابلته قبل أشهر لمدة اكثر من ساعتين في السليمانية، يملك من صراحة غير معهودة كما اشرنا اليها، اضافة لهذه الصراحة المميزة له لاحظت في شخصه تملكه لافكار مميزة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، أيضا تملكه لسمة حكيمة في الحديث والمناقشة والمجادلة، وهي الاستدلال بالامثلة والنماذج الواقعية والقريبة من القهم والتقبل ومنها الواقع الحزبي والحكومى الذي يمثله بصفته القيادية، واحدى هذه النماذج المميزة التي يؤمن به ويكافح في سبيله هو ان التيار الاصلاحي في الاتحاد الوطني بدأ بالتلبور ولكنه يتصف بالأقلية ولا زال لايملك المقدرة على احداث التغيير والتجديد والاصلاح لان الطرف الاخر يملك مفاتيح فعالة منها السيطرة على زمام الامور في القيادة والادارة والحزب والحكومة بمساحة أكبر وتأثير أكثر بسبب تداخل المصالح الشخصية والمادية للمسؤولين والقياديين المحسوبين على هذا التيار. وبطبيعة الحال، فإن وجود مثل هذه الشخصية الحاملة للواء الدعوة الى الاصلاح والتغيير الايجابي على الساحة الكوردستانية، توازيا مع الشخصيات القيادية الاخرى مثل مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان وكوسرت رسول علي نائب رئيس الاقليم ونيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة الموحدة لاقليم كوردستان والرئيس العراقي جلال طالباني، سيؤمن للمواطن العادي الكوردستاني أملا وسيشكل دافعا قويا للتغيير والاصلاح لتحقيق تطور ايجابي في حياة الكوردستانيين الذين بدؤا يعانون من معاناة مشاكل حياتية كبيرة في حياتهم اليومية والمعيشية بسبب الفساد والظروف غير الطبيعية التي تمر بها الساحة العراقية. ومما لا ريب فيه ان الصراحة التي تميز بها القيادي نوشيروان في مقابلته الاخيرة في تلفزيون شعب كوردستان ستشكل نقطة تحول كبرى على الساحة الكوردستانية بخصوص الفساد وضرورة اجراء التغيير والاصلاح، وسيشكل هذا الاقرار بمشاكل الفساد الحكومي والحزبي توجها جديدا على النطاق الكوردستاني لارساء الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها قريبا، على اسس سليمة وصائبة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والادارية التي يعاني منها الكوردستانيين في عموم المدن والقصبات والقرى على صعيد الافراد والجماعات من سكان الاقليم. لهذا لا يسعنا الا ان نتوجه بتحية التقدير الى القيادي نوشيروان مصطفى الذي فتح بصراحته المميزة نفقا مضيئا لنا ولكل الكوردستانيين ، خاصة للسياسيين منهم لتدارك عجلة الزمن السائرة للامام دون تراجع، للتوجه الجدي نحو الشعب لتحقيق مطالبهم وتحقيق الوعود الانتخابية التي وعدت بها قيادات الحزبين الرئيسيين في الاقليم، الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني. ولا شك ان هذا النفق المضيء يفتح باب الامل امامنا على مصراعيه ويعطينا بارقة امل كبيرة أن الساحة الكوردستانية لا زالت بخير، ولا زال أمل التغيير والاصلاح بحكمة وتعقل، واقعا يرتجى منه تحقيقه في مستقبل قريب لتحقيق حياة حرة كريمة لابناء الشعب الكوردستاني لحاضرهم ومستقبلهم.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |