|
تحت حمم البركان
شوقي العيسى
تخيّل وأنت تحت بركان هائج وترى تقاذف حمم هذا البركان الملتهبة تذيب الأجساد المرنة وتصعق الأجسام الصلبة مالذي يحدث لاشيء سوى أن تغلق عينيك وتستجيب للقدر مع أرتباط النفس بترنمات وأدعية خفية لا يكاد يسمع لها همس ولا نمس وثمة صوت خفي يرابطك بهذا الهيجان الصاعق هو الله ... هو الرب فلا أحد غيره يسمعك وينجدك سواه فقد تكون نجاتك كلمح البصر.. هل من تشابه من حيث مايجري على أرض العراق أرض بلاد مابين النهرين فهل هناك بركان بماهو بركان أم أن هناك فقط تعابير مجازية يستعيرها الكاتب لكي يتسلسل في مقاله لنرى ماهو..... كثيراً مايؤلمنا جرح العراق وكثيراً مايؤرقنا أهوال العراق فهل مايحدث في أرضي وأرض أجدادي وآبائي هو بركان يرمي بحممه على أهلي . آه آه ما أشد المصاب وطول العتاب وفقدان الأحباب بجز رؤوسهم كخرافٍ في محراب وا أسفاه على دمٍ باردٍ يراق في البلدان ويسيل كالنهران بمرأى ومسمع من العربان فهل كنا تحت البركان . قد تولانا جزارٍ مامثله جزارٍ في كل الأوطان وأشبعنا قتلاً وسجناً وأحياءاً بالتربان وكلما أستفاق جزارنا من نومته أمر بقطع رؤوسنا ورميّها كرميّ القمامة في سلال المهملات وكلما أفاق ثانياً أمر أذنابه وجلاديه بتهجير قرىً بأكملها بتهمة التواطيء والخذلان فياترى هل كنا تحت البركان ؟؟؟؟؟؟ نعم كنا ومازلنا في قمقمٍ تحت فوهة البركان ومازال شعبنا العراقي يتنهّد بآهاته وسكناته من ذلك البركان ومازلنا تحت البركان ،،، فالسياسة لها أيضاً بركان والشعب العراقي يعيش تحت البركان حتى عندما أختفى جزارنا من صومعته دخلنا في بركان وبركان ... فمن يفكر بشعب العراق أيها الساسة الكرام فقد أسديتم اليه جملة من براكين الزمان فهل له الحق أن يسأل عن الخبز مادخله في هذا الأمر من السياسة التي ترتجزونها يومياً على أعتاب القنوات الفضائية وهل له أن يسأل عن هذا الخذلان فما له بما تطبخون في مطابخكم السياسية وهو الذي أنتخبكم ووجلكم وقدركم وأوصلكم ومازال في فوهة البركان ماله وما لأزماتكم السياسية التي لا تنفذ ومالها من سداد ، هل الخدمات التي يطلبها العراقي أصبحت من بواطن السياسة ومدلولاتها وهل إيجاد فرصة عمل من السياسة وهل الفوضى التي تعم الشارع من السياسة وهل إنقطاع الكهرباء من السياسة وهل زيادة أسعار المحروقات من السياسة وهل تلوث المياه من السياسة ونحن يقع على نهرين يحسدنا الجوار عليهما وهل الفساد الإداري من السياسة وهل تشريد وتهجير العوائل من بيوتها من السياسة وهل أزمة السكن من السياسة وهل جز رؤوسنا في الطرقات من السياسة وهل تفجير جوامعنا ومساجدنا وكنائسنا ومعابدنا وحسينياتنا من عمل السياسة وهل الفرقة والنعرة الطائفية من السياسة فماهذا البركان وهل كتب علينا نحن الشعب العراقي أن نعيش أبداً تحت فوهة البركان ...... وفوق كل هذا وذاك مادخل المواطن العراقي بكل هذه الأزمات السياسية وغيرها وحتى وإن دخلت كل هذه الأزمات بالسياسة فلايجب أن يعم تأثيرها على المواطن العراقي لأنه وبكل بساطة أتاح فرصة اللعبة السياسية الى لاعبيها وطابخيها وعليه أن يستلم نتاج مايطبخ ونتاج ما يتوصلون اليه ولايعلق كل شيء بالأمن والأمان فالسياسي الغير قادر على توفير مستلزمات شعبه عليه أن يرحل ويترك المجال للقادرين على تحمل كل هذه الأعباء والتعامل مع المواطن العراقي كأنسان يعيش على أرض هذا الوطن وليس مايتقاذفه سياسيوا العراق من حمم بركانية يتلقفها الأنسان العراقي الذي يكون في نقطة بعيدة من الحدث السياسي ويتحمل كل أعباء وأخطاء السياسة لتثقل كاهله المنهك في ظل الظروف الراهنة. فعلى السياسيين العراقيين الرأفه بالمجتمع العراقي والتسريع لخطوات أفضل لحل جميع الحمم البركانية التي تصب على رؤوس العراقيين وتداعياتها الخطيرة في المستقبل والنظر للمجتمع العراقي على أنه يتطلّع الى معيشة حياة أفضل في ظل عراق حر ديمقراطي موحد وفدرالي يضمن للجميع حقوقهم وواجباتهم وكفى ضياعاً ومزيد من البؤس والشقاء يتحمله المواطن العراقي وعلى السياسي الناجح أن يضع حجاباً بين البراكين السياسية والمثقلة ليحجب وزرها عن المواطن العراقي.......
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |