الديمقراطية في العراق كذبة كبيرة يجري استأصالها

احمد مهدي الياسري

هذه الثقافة الجديدة القديمة القادمة الى العراق الخالي اليوم من دكتاتورية الفرد الصدامي المجرم جلاد العصر ولا اقول من الديكتاتورية لان الدكتاتورية لازالت متعشعشة في الكثير من مفاصل العراق وفي الكثير من التنظيمات الحزبية و التي مع شديد الاسف تسوق الديمقراطية في ايدلوجيتها المخادعة والمزيفة والوصولية وتشجع عليها وهي اول من يرفسها ولايطبق حرفا من اصولها .

اتسائل هنا اين هي الديمقراطية في البيت العراقي وهل استطاع الاب ان يجمع عائلته ويرشح الاكفأ المنتخب لادارة شؤون البيت ونحن نعلم ان هناك الكثير من البيوت من يتحكم بها اب متسلط قد يكون احد اولاده او بناته ذات عقلية متعلمة ومثقفة وواعية , ولكن هل استطعنا ان ندخل هذه الفكرة في بيوتنا ...؟؟ الجواب لا

المدرسة التي يتعلم فيها ابنائنا هل مارس الاساتذة منهج انتخاب الاصلح لقيادة هذه المؤسسة التربوية ام هي التعينات تاتي من مديرية التربية وفق الية الاقدم لا الاكفأ والية المحسوبية والنفوذ ووووو ؟؟ الجواب لا

الحي وادارة شؤون ابنائه وبيوتاته...... هل فكرنا في ان يقوم ابناء كل حي بعقد اجتماعات دورية لتشكيل لجان وانتخاب النشطاء الخيرين الكفؤين القادرين على وضع الحلول المناسبة لمشاكل الحي البلدية والامنية وما شاكل ذلك وفق الية الانتخاب الديمقراطي وفق قياسات النزاهة والشرف والعلم والثقافة ام انها امور لاتستحق الذكر وكل واحد يقول ياروح ما بعدك روح ؟؟ الجواب لا

هل استطاعت المعامل والشركات الخاصة والعامة وايضا الاسواق التجارية المنتشرة في العراق من تطبيق هذه العملية واختيار اللجان التي تستطيع حل المشاكل في تلك الاماكن وتاخذ على عاتقها التباحث في مايهم تلك المؤسسات واصلاح اي خلل يطرأ فيها وبين ابنائها او لتطوير تلك المؤسسات المهمة وفق الية النشطاء والاكفاء والنزهاء من الخيرين من ابناء البلد المعنين بتلك المؤسسات والاسواق ؟؟ ياتيك الجواب لا

ناتي الى الاحزاب وهنا المعضلة والعصى الكبيرة الموضوعة في عجلة الديمقراطية في العراق خصوصا واتسائل هل وضع اي حزب من الاحزاب الية للانتخاب الداخلي واقصد الية علمية حقيقية وليس الشكليات فقط ووفق اختيار الزعامات لتلك الاحزاب وبصورة دورية كأن تكون لخمس سنوات ولدورتين على الاكثر وتاتي بعدها دماء جديدة ترفد حركة وحيوية الحزب بمقومات النشاط والتطور وملاحقة التطورات الراهنة وفق الية ديناميكية الحضور والقبول والكفاءة والعطاء الملموس من قبل الجميع في داخل الحزب لتلك القيادة اضافة الى احترام الاخرين في المكونات الاخرى له وان لايحذف نشاط وخبرة الخارجين من القيادة بل يصار الى تشكيل مجلس خاص كان يسمى مجلس حكماء الحزب وضيفته رفد الحركة والقيادة الجديدة في الحزب بما اكتنزته القيادة السابقة من ثقل وخبرة وتجربة يستطيع القادم الجديد لسدة القيادة النهل منها بما يخدم المصالح العليا للحزب اولا وللمجتمع والبلد وابناء الحزب ومؤيديهم في الساحة .؟؟ الجواب لا

هناك الكثير مع شديد الاسف مما نراه من ضواهر اعتقد انها هي السبب الرئيسي في فشل العملية الديمقراطية في العراق ونرى ذلك جليا في التخبط الحاصل الان حيث استسهال القفز على الاستحقاق الديمقراطي والانتخابي والاستهتار بما اقدم عليه الشعب العراقي البطل من تضحيات جسام اقل مافيها احتمال ذهاب الارواح في سبيل ذلك المنجز الحلم والذي استبشرنا وهللنا له كثيرا ,وهنا استطيع الاستشهاد بمثل بسيط عانيناه انا وبعض الاخوة معي ووصل بنا الى حد الموت لولا لطف الله وحصل هذا في اخر انتخابات جرت حيث قررنا الذهاب في عدة سيارات كقافلة من مدينتنا التي تبعد حوالي اربع ساعات عن المركز الانتخابي في برلين ووصلنا بالسلامة وكان من حسن حظي ان من يقوم بتسجيل اسمي هناك الاستاذ الكبير والاعلامي القدير استاذ الاقتصاد الدكتور لطيف الوكيل , وبعد ان تشرفت بتلطيخ اصبعي ببنفسج الخير والامل واعطيت صوتي لمن اعتقد بتمثيله لي وخرجنا من القاعة فرحين مستبشرين ذهبنا لتناول طعام الغداء وقضاء بعض الحوائج وبعدها انطلقنا عائدين الى مدينتنا وكنا خمسة في داخل السيارة وما ان دخلنا في الخط السريع وكان الاخ والصديق عماد هو من يقود السيارة وفجأة بدات السيارات المسرعة امامنا تتوقف ونحن في سرعة 130 كيلومتر في الساعة مما جعل السائق الاخ عماد يضغط على الفرامل ليتفادى الاصطدام ولكنه فشل في ذلك واصطدم باول سيارة امامه وبقوة وتلك السيارة بالتي امامها واصبت انا في رأسي والاخوة ايضا ودمرت السيارة تدميرا كاملا وكانت نتيجة الفحص من قبل الشرطة الالمانية ووفق القانون عندنا هو ان الذي يصطدم من الخلف هو الذي يتحمل الاضرار والتعويضات وهكذا تحملنا تلك المصيبة وكانت الخسارة كبيرة حيث تعويض ثلاث سيارات حديثة اضافة الى بقائنا لفترة طويلة تحت المطر على الطريق السريع الذي قطع وتسبب في ازدحام شديد لان الحركة في برلين هي حركة نشطة جدا ولم نعد الى بيوتنا الا في الثالثة صباحا بعد اجرائات وسين وجيم وضغط عصبي ونفسي وخسائر مادية كبيرة .

ايعرف الساسة اللاديمقراطيون الان ماذا قلنا في طريق العودة واقسم انني قلت للاخوة كل شئ يهون من اجل الوطن وشعب العراق وكان الامل يحدونا في اننى نرى عراقا ديمقراطيا لادكتاتورية فيه ولا رائحة للاحقاد والكراهية والبغض فيه , ولكن ويالهول مانراه الان من استهتار وقفز فوق كل تلك التضحيات التي سيدفع ثمنها من تسبب بها وسيكون الثمن غاليا وشعب العراق يعرف كيف يشخص تلك النفوس الضيقة الافق والانانية المنطلق والتي تجر الوطن وشعبه وخيراته نحو مصالحها الخاصة لاغير .

الديمقراطية في العراق هي مطلب و امر يجب على جميع القادة احترامه وتقديسه والعمل وفق ضوابطه, ودستور العراق الذي كتبتموه وصوتنا عليه اقر بذلك واي استهتار بهذا المنجز سيودي بصاحبه الى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه والغرابة هنا ان من قال بالاختيار والاحتكام الى خيارات الشعب قبل الانتخابات والكثير منهم كانت اجندتهم تعج بصراخ وعويل من ان المحاصصة وتوزيع الكعكة هي اقذر الامور التي تحدث في الساحة السياسية وحينما ضهرت نتائج الاستحقاق الديمقراطي والانتخابي جاء القرف والانقلاب والاستهتار البغيض ليقول وبفمه الملآن يجب توزيع الكعكة على الجميع وفق التوافق في التوزيع وان يشمل الكل الفائز بجدارة والخاسر باستحقاق , اي العودة الى مربع المحاصصة والاغرب من ذلك انسياق اخوة لنا كنا ندخرهم لان يحموا العراق ومصالحهم خصوصا ومصالح الوطن من براثن التخلف المعشعش في عقول وضمائر ايتام العهد العبثي البائد الى حيث رغبات تلك العقول الخرفة والنفوس المريضة والضمائر الميتة .

هناك ايضا موضوع جديد يطرح وفيه الدليل على قولي بان هناك انقلاب لازال ابيضا مدعوما من قبل قوى كبرى على نتائج الاستحقاق الديمقراطي والانتخابي الا وهو التحالف الجديد بين قوائم التحالف الكردستاني وجبهة التوافق والعراقية والتلويح باسقاط حق الائتلاف في الحكم تحت قبة البرلمان والتهديد بتشكيل حكومة من تلك المكونات في حال اصرار الائتلاف على مرشحه الذي انتخب دستوريا وديمقراطيا وفق الية شاهدها الجميع رغم ان المطلب بتنحية المرشح هو مطلب غريب الاطوار ولم نسمع بمثيل له في اي صراع سياسي حيث ان الية الائتلاف لاتعتمد في حركتها على شخص بمفرده بل هو كيان كبير تتداخل فيه احزاب ومكونات عديدة تسير وفق منهج توافقي شامل وعليه ان المطلب هذا يعني الكيان باكمله وليس شخصا بمفرده من الممكن اصلاح الاشكالات الحاصلة معه قانونيا ودستوريا اذا كانت النوايا ليست سيئة اما المعروض على الساحة فهو يوحي الى ان هناك عملية الغاء واسعة كبيرة لشريحة مستحقة ديمقراطيا وانتخابيا لاستحقاقها في حكم البلاد حيث ان الامر اليوم يذكرني بما حصل في تركيا والجزائر وحتى بمايحصل الان في فلسطين وان كان اعتقادي بان لاوجه للشبه بين تلك المكونات وخلفية وثقل الفكر الذي تحمله قيادات الائتلاف العراقي الموحد وهو بعيد كل البعد عن تلك الايدلوجيات الممسوخة والغير سوية , وياتي هذا الطرح من مدعين لعملية التوافق في حكم البلد , والسؤال هو كيف سيكون الامر توافقيا اذا اخرجتم اكبر الكتل الممثلة لغالية الشعب العراقي , وقد صرح بذلك المهزوز عدنان الدليمي حيث يقول اننا الاغلبية وليس هم ويقصد الائتلاف وطبعا منتشيا متبخترا بحلفه المهزوز والذي سيسقط نفسه بنفسه في قادم الايام القليلة وسيرى الجميع ذلك , وهنا هو يقر حينما استطاع التآمر مع غيره بان الاغلبية لها الحق في حكم البلاد اي انه يقفز حيث يشاء كالقرد ويؤل الحديث على مقاسه كما هي عادة اسلافه المقبورين وهنا اساله ماذا لو تركك هؤلاء الذين تتحالف الان معهم وهل ستعترف بانك اقلية غير مرئية ام انك ستتلون كما هي حربائيتكم القذرة الى حيث ماتشتهون وتزيفون الحقيقة لتصب في اجوافكم المقززة .

الامر يحتاج الى وقفة تعقل كبيرة وان الديمقراطية هي ثقافة على الساسة المعترضون على قائمة الائتلاف تعلمها وفهم اصولها وتطبيقها جيدا في اجنداتهم الخاصة بعيدا عن الدكتاتورية الحزبية والقومية والعشائرية الضيقة وحينما تفسحون المجال لمن هم يستحقون القيادة وهم كثير واقول هذا الكلام ايضا لكل الاحزاب الاخرى ومنها الائتلاف ايضا حينها سيقول لكم الشعب بكل احترام انكم اهلا لقيادة بلد بثقل العراق وفيما عدا ذلك فانكم كالنعامة امامها الخطر وهي تضع راسها في الرمال اتقاء شره, والبعض يمارس عملية الاستغباء والاستهبال والانقلاب وعرقلة العملية الديمقراطية لانه يعلم ان من سيجني ثمارها هم شرفاء العراق وهو يعلم ان لاشرف له ليكون منهم وبالتالي فهو الخاسر الاول والاخير منها وعليه فهو من يضع كل هذه العصي مدعوما مع الاسف الشديد من قبل اقليم اقذر مافيه هو دكتاتورية الفرد والقائد الاوحد وايضا قوى كبرى لاتريد للشراف ان يحكموا بلادهم وفق مصالح شعوبهم , ساعدك الله ياشعب العراق على هذه المحن العصيبة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب , حسبنا الله ونعم الوكيل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com